صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لمن فقد الإحساس بهويته !
نشر في 26 سبتمبر يوم 26 - 11 - 2010

إلى أولئك الذين تنكروا لأصلهم وباعوا هويتهم الوطنية في أسواق النخاسة, إلى أولئك الذين لازالوا يخجلون من ذكر هويتهم اليمنية في بعض الخارج المتعالي , إلى أولئك الذين فقدوا الإحساس الإيماني بهويتهم اليمنية , إلى أولئك الذين نسوا أو تناسوا لأسباب سياسية أو ايدولوجيه حقيقة انتمائهم وانتماء آبائهم وأجدادهم إلى وطن عظيم يسمى اليمن وشعب عظيم هو الشعب اليمني الذي ساهم قديما في صنع الحضارة بل وأسس أعظم الحضارات العربية التي سمعنا وقراءنا عنها الكثير في كتب التاريخ , إلى أولئك الذين لم تصلهم بعد حقيقة أصلهم وجذورهم العربية الأصيلة , إلى أولئك جميعا اقرءوا كثيرا عن أصل وتاريخ حضارتكم وبلدكم وشعبكم لتنشط قليلا الذاكرة علها تدرك عظمه هذا الانتماء وعظمه هذا البلد الذي أكرمنا الخالق عز وجل من فوق سبع سموات لنصبح منه ومن نبت طيب في ارض طيبة زادتنا بهذا الانتماء الأصيل افتخارا وسعادة فسميت بلدنا عبر التاريخ باليمن السعيد وستظل كذلك مهما عظمت المشاكل وزادت التحديات وحيكت المؤامرات ...الخ

السطور القادمة شدتني كثيرا وقد قراءتها في احد المواقع الإخبارية _لأستاذة التاريخ بجامعة الزقازيق المصرية الدكتورة - لطيفة محمد سالم - التي أبدعت في جمع مادة تاريخية مقتضبة عن اليمن وشعب اليمن وارض اليمن ووحدة اليمن وعرضها للقارئ أو المهتم بصورة صحفية قيمة ومرتبة , وقد نشرت في العديد من الصحف والمنتديات والمواقع الإخبارية اليمنية وغير اليمنية , هذه التناولة البحثية لأهميتها ولقيمتها ولبساطة سردها التاريخي سأختار منها فقط هذه السطور المختصرة والتي تبعث على النفس الافتخار وتجعلنا كيمنيين في موقع متقدم من المكانة والعلو الإنساني والانتماء الأصيل :

* ذكرت اليمن في الكثير من الكتب القديمة والتاريخية، منها التوراة، وكتب التاريخ الإغريقي، والروماني.. الخ، ووصفت باليمن السعيد، ولم توصف أي أرض في الدنيا بهذا الوصف غيرها لتمتعها بوفرة في المياه والخضرة ولطبيعتها الخلابة ولأرضها الخصبة التي باركها الله، ولأنها أرض لمعظم الأنبياء، وأنصار الأنبياء، ولتعدد حضاراتها المهمة في تاريخ البشرية، ولدورها وبيوتها وقصورها الفخمة، ولجسارة وقوة شعبها الذي صنع من الجبال قصوراً شامخات، ومدرجات زراعية في قمم الجبال الشاهقة.

* تعتبر اليمن - بحسب الكتب التاريخية المختلفة، وبحسب ما توصل له العلم مؤخراً – الموطن الأول للجنس البشري على الأرض، ونقطة التجمع والانطلاق الأولى للهجرات البشرية.

* تعتبر اليمن أرض العرب الأولى، والشعب اليمني هو أصل الجنس العربي، واليمنيون هم أول من تكلم باللسان العربي، فقبائل اليمن الشهيرة (عاد، وثمود، وطسم، وجديس، وجرهم، والعمالقة، وأُميم.. وغيرها) هي قبائل العرب القديمة التي انتشرت في الجزيرة العربية، والعراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقيا، والقرن الأفريقي وغيرها، وظهر منها العرب العاربة قبائل قحطان والعرب (المستعربة) قبائل عدنان، ومن يعتقد أن عدنان مستعرب فهو خاطئ لأن عدنان يعود إلى قبائل العرب القديمة التي قدمت من اليمن، لذلك فإن عدنان عربي يمني، وبالتالي فإن نبي الله إبراهيم عليه السلام عربي وليس أعجمي، وبالتالي فإن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عربياً وليس له أي أصل أعجمي، بعكس ما قاله عدد من المؤرخين الذين نسبوا الرسول لنبي الله إبراهيم الذي وصفوه بالأعجمي.

* (الفينيقيون) قومٌ هاجروا من أرض اليمن تجاه الشمال، وسكنوا في لبنان ونشأ منهم الشعب الشهير (الفينيقيون) وأنشئوا الحضارة الفينيقية، وكذلك هاجرت قبائل اليمن إلى مصر وسكنت على ضفاف النيل وأنشأت ما سُمي بالحضارة الفرعونية الغنية عن التعريف، وهناك العديد من الكتابات والكتب التاريخية التي أوضحت أصول شعب مصر القديم وأنها بلا شك تعود إلى اليمن ومنها : الكتاب "جغرافية التوراة في جزيرة الفراعنة" للباحث في علم الآثار -أحمد عيد -والذي قدم له الأستاذ الدكتور -أحمد الصاوي - عالم الآثار المصري والأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، وطبع لأول مرة في فبراير عام 1996م عن مركز المحروسة للبحوث والتدريب والنشر بالقاهرة، حيث أعاد الكاتب أصل الفراعنة إلى قبيلة " العماليق "التي هاجرت من اليمن إلى الشام ومن ثم هاجر بعضهم إلى وادي النيل وسكنوا مصر.

* ( قبيلة جرهم اليمنية ) الشهيرة هي أول من سكن بأرض مكة، وهي من آوت إليها نبي الله إسماعيل عليه السلام، وأمه هاجر، ومن نسلها جاءت قريش، وهم من بنا الكعبة مع أنبياء الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وتزوج نبي الله إسماعيل من بناتها، ومن ذريتهما جاء نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أهل اليمن هم مني وأنا منهم )) وغيرها الكثير من الأقوال المأثورة عن الرسول التي يُشير فيها إلى علاقته بأهل اليمن.

* ذكرت اليمن في القرآن الكريم وحملت سورتين من سور القرآن أسماء مناطق فيها (سبأ، الأحقاف) سبأ امتدت من مأرب شمالاً إلى شبوة شرقاً، والأحقاف في حضرموت شرقاً، ووصف الله اليمن بأنها (جنة، وبلدة طيبة) ولم يطلق على أي أرض هذا الوصف في القرآن غير اليمن.

* ملوك اليمن أول من لبس التيجان ومن أشهر ملوكهم: الملكة بلقيس التي ورد ذكرها في القرآن في سورة سبأ، والملك الصعب بن ذي مرائد بن الحارث الرائش بن حمير بن سبأ الملقب بذي القرنين، لأن تاجه كان له طرفان كالقرنين، وهو الذي ذكر في سورة الكهف قي قصته مع قوم يأجوج ومأجوج ( كما جاء في ابن كثير والمقريزي وبن هشام والطبري.. وغيرهم الكثير) والملك كرب أسعد أو " أسعد الكامل " هو أول من آمن بنبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام من قبل أن يولد وهو أول من كسا الكعبة، وأمر ولاته بمكة من جُرْهُمْ بكسائها كل عام، وأمرهم بتطهيرها وألا يقربوها دماً، ولا ميتة ولا المحايض وجعل لها باباً ومفتاحاً، ويعتبر من أعظم ملوك اليمن.

* ذكر القرآن العديد من القصص، نالت أرض اليمن ورجال اليمن نصيباً كبيراً منها، ومن تلك القصص قصة أصحاب الجنة، وقصة أصحاب الأخدود، وإرم ذات العماد، وقصة نبي الله سليمان عليه السلام وملكة سبأ، وقصة السيل العرم، وقصة ذو القرنين، وقصة الفيل وأبرهه ومحاولة هدم الكعبة.. وغيرها .

* يوجد في اليمن عدد من قبور الأنبياء الذين يعتقد عدد من الباحثين اليمنيين والعرب حقيقتها ومنهم عليهم السلام الأنبياء : نوح – وأيوب- وهود - وصالح - وشعيب.

* سميت القارة الأفريقية بهذا الاسم نسبة إلى الملك اليمني الحميري ( افريقس بن أبرهة بن حارث بن حمير بن سبأ ) ، الذي غزا إفريقيا وصال وجال فيها وملك مناطق كبيرة منها .

* إن من منن الله الجزيلة وعطاياه العظيمة على أهل اليمن أن أكرمهم بفضائل ليست لغيرهم، وشرفهم بأن جعل قيام الدولة الإسلامية في أرضهم، وذلك عندما قامت وتأسست في يثرب (المدينة المنورة) وعلى أيدي رجالها الأوس والخزرج القبائل اليمنية الشهيرة (الأنصار).

* لقد جاء في فضل اليمن وأهل اليمن آيات وأحاديث لم تجتمع لغيرهم، وظهرت من أهل اليمن معادن الرجال القوية في إيمانها، المخلصة في وجهتها، المتأسية في سيرها بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، فكان منهم الحكماء والعلماء والبلغاء، وكان منهم القادة والفاتحون والزعماء والإداريون والأبطال، وكان منهم الولاة، ونذكر فيما يلي شيئاً من فضائلهم الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

* اليمانيون يدخلون في دين الله أفواجا:

قال الله -سبحانه وتعالى-: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا (2) النَّصر، ورد في سبب هذه السورة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً، الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية" صحيح أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/404)، وأحمد في المسند (7709) من طريق عبد الرزاق أيضاً، وصححه الألباني في الصحيحة (3369).

* أهل اليمن يشربون من حوض النبي عليه الصلاة والسلام قبل غيرهم: عن ثوبان رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لبعقر حوضي -أي: بمكان، وهو موقف الإبل من الحوض إذا وردته- أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفض -أي يسيل- عليهم، فسُئل عن عرضه، فقال: من مقامي إلى عُمان، وسُئل عن شرابه فقال: أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب والآخر من ورق" رواه مسلم (3301).

قال النووي رحمه الله: "هذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه؛ مجازاة لهم بحسن صنيعهم، وتقدمهم في الإسلام، والأنصار من اليمن، فيدفع غيرهم حتى يشربوا كما دفعوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكرهات" شرح النووي على مسلم (15/62،63). عند شرحه لحديث رقم (3301).

* اللهم بارك لنا في يمننا: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: ونجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله! وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان" رواه البخاري (1037)، وفي الحديث إثبات فضل اليمن، فهي مباركة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك الشام.

* أهل اليمن خيار من في الأرض: عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق بين مكة والمدينة، فقال: يوشك أن يطلع عليكم أهل اليمن، كأنهم السحاب، هم خيار من في الأرض، فقال رجل من الأنصار: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت، قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت، قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فقال في الثالثة كلمة ضعيفة: إلا أنتم" حسنٌ أخرجه البخاري في التاريخ (2/ 272)، والبزار (3428)، وابن أبي شيبة (12/ 183)، وأحمد في المسند (16724)، وأبو يعلى (7401)، والطبراني (1549)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 353)، وصحّحه الألباني في الصحيحة (3437).

* تنفيس كرب المسلمين إنما يكون بأهل اليمن: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نَفَسَ ربكم من قبل اليمن" صحيح: أخرجه الإمام أحمد (2/541) (10978)، والطبراني في مسند الشاميين (1083).

وفي هذا الحديث شرف عظيم لأهل اليمن، وأي شرف وهو علم من أعلام النبوة، فأهل اليمن هم من هبوا من البراري والقفار والجبال، وركبوا المهالك والأخطار، وأنزلوا بأسهم بالكفار، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الله عن المؤمنين الكربات، والحديث ليس من أحاديث الصفات؛ فيمر على ظاهره، والنفس فيه اسم مصدر نفس ينفس تنفيساً، مثل: فرج يفرج تفريجاً وفرجاً، وهكذا قال أهل اللغة كما في (النهاية)، و(القاموس)، و(مقاييس اللغة).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فقوله: "من اليمن" يبين مقصود الحديث؛ فإنه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك، ولكن منها جاء الذين يحبهم ويحبونه، الذين قال فيهم: (مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) المائدة: 54.

وقد روي أنه لما نزلت هذه الآية؛ سُئل عن هؤلاء؟ فذكر أنهم قوم أبي موسى الأشعري، وجاءت الأحاديث الصحيحة، مثل قوله: «أتاكم أهل اليمن، أرق قلوباً، وألين أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية».

* أهل اليمن أهل شريعة وأمانة وقضاء: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والشرعة في اليمن، والأمانة في الأزد" صحيح: أخرجه أحمد (8761)، وأخرجه الترمذي (3936)، دون قوله: "والشرعة في اليمن" وصححه الألباني في الصحيحة (1084).

* إنهم مني وأنا منهم: عن عتبة بن عبد رضي الله عنه: "أن رجلاً قال: يا رسول الله! العن أهل اليمن، فإنهم شديدٌ بأسهم، كثير عددهم، حصينة حصونهم، فقال: لا، ثم لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مروا بكم يسوقون نساءهم، يحملون أبناءهم على عواتقهم، فإنهم مني وأنا منهم" حسن أخرجه أحمد في المسند (17647) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2280)، والطبراني في الكبير(17/304).

* خير الرجال رجال أهل اليمن: عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوماً خيلاً، وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أفرس بالخيل منك، فقال عيينة: وأنا أفرس بالرجال منك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وكيف ذاك؟ قال: خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم، لابسو البرود من أهل نجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبت، بل خير الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة، ومأكول حمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث، وقبيلة خير من قبيلة، وقبيلة شر من قبيلة، والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما، لعن الله الملوك الأربعة حمداً، ومجوساً، ومشرحاً، وأبضعة، وأختهم العمردة، ثم قال أمرني ربي عز وجل أن ألعن قريشاً مرتين، فلعنتهم، وأمرني أن أصلي عليهم مرتين، ثم قال: عصية عصت الله ورسوله غير قيس وجعدة وعصية، ثم قال: لأسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم القيامة، ثم قال شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب، وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول" صحيح أخرجه الإمام أحمد (1945، 1946)، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (969)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2269)، والحاكم (4/81)، والبخاري في التاريخ (4/248)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/43)، وصححه الألباني في الصحيحة (2606) و(3127) وصححه شعيب الأرناؤوط.

* أهل اليمن أهل سمع وطاعة: عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة، وأنجع طاعة" حديث حسن: رواه أحمد (4/154)، وقال الألباني في الصحيحة (1775): حسن، وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أنجع طاعة؛ أي: أنهم أسمع وأطوع للحق ينقادون له بسهولة ويسر بخلاف غيرهم.

* أهل اليمن أشبه الناس برسول الله وأصحابه إذا قدموا الحج: عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، قال: "صدرت مع ابن عمر يوم الصدر، فمرت بنا رفقة يمانية، ورحالهم الأدم، وخطم إبلهم الجرر، فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ( من أحب أن ينظر إلى أشبه رفقة برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذ قدموا في حجة الوداع، فلينظر إلى هذه الرفقة ) صحيحٌ أخرجه الإمام أحمد في مسنده (6016)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4144): صحيح الإسناد.

* د/ لطيفة محمد سالم
_أستاذة التاريخ بجامعة الزقازيق _ مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.