إصابة 4 مواطنين بانفجار لغمين من مخلفات مليشيات الحوثي غرب تعز    الرئيس الزُبيدي يُعزّي في وفاة الشيخ أبوبكر باعباد    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رحلة يونيو 2015: نصر الجنوب الذي فاجأ التحالف العربي    الحراك الجنوبي يثمن إنجاز الأجهزة الأمنية في إحباط أنشطة معادية    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    حزام الأسد: بلاد الحرمين تحولت إلى منصة صهيونية لاستهداف كل من يناصر فلسطين    ليفركوزن يكتسح هايدنهايم بسداسية.. ولايبزيج يرفض هدية البافاري    تركتمونا نموت لوحدنا    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    المهرة.. جمرك شحن يعلن تعرض موظفيه للتهديد على ذمة الإيرادات والسلطة المحلية تنفي وتؤكد التزامها بالإصلاحات    "مفاجأة مدوية".. ألونسو مهدد بالرحيل عن ريال مدريد وبيريز يبحث عن البديل    الإصلاح الإخواني ينهب إيرادات تعز لتمويل الإرهاب والتكفير    عملية ومكر اولئك هو يبور ضربة استخباراتية نوعية لانجاز امني    البخيتي :حربنا مع السعودية لم تعد حدودية بل وجودية    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    الشعب ينهي مبارياته بتأكيد العلامة الكاملة وأهلي الغيل يحسم الصراع مع الأخضر لصالحه في بطولة البرنامج السعودي للكرة الطائرة    فرع القدم بوادي حضرموت يعقد أجتماعا موسعا باللجان .. ويناقش المرحلة المقبلة و اعداد الخطط الخاصة بذلك ..    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    قيادة وزارة الشباب والرياضة تزور أضرحة الشهداء الصماد والرهوي والغماري    عين الوطن الساهرة (1)    الجواسيس يكشفون أساليب التدريب والتقنيات المستخدمة واستغلال "المنظمات" للتجسس والإجرام    صنعاء.. جمعية الصرافين تعمّم بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    الوزير البكري يحث بعثة اليمن المشاركة في العاب التضامن الإسلامي في الرياض على تقديم افضل أداء    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    المستشفى العسكري يدشن مخيم لاسر الشهداء بميدان السبعين    الرئيس الزُبيدي يُعزّي في وفاة السفير فكري السقّاف    وفاة جيمس واتسون.. العالم الذي فكّ شيفرة الحمض النووي    بحضور رسمي وشعبي واسع.. تشييع مهيب للداعية ممدوح الحميري في تعز    وصول أولى قوافل التجهيزات الطبية الإمارات لمشافي شبوة    الهجرة الدولية ترصد نزوح 69 أسرة من مختلف المحافظات خلال الأسبوع الماضي    القبض على مطلوب أمني خطير في اب    لاعبة عربية تدخل قوائم المرشحين لجوائز "فيفا"    المحاسبة: من أين لك هذا؟    مدير ميناء المخا: الميناء، اصبح جاهز لاستقبال سفن الحاويات    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الصحفي مطر الفتيح يطمئن على صحة الإعلامي القدير عبدالسلام فارع بعد رحلة علاجية في مصر    قياسي جديد.. 443 ألفا انتظار حفل مجيد    بنحب مصر وبلا حراسات.. زعماء أوروبا يمددون إقامتهم ويندمجون في الحياة المصرية    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لمن فقد الإحساس بهويته !
نشر في 26 سبتمبر يوم 26 - 11 - 2010

إلى أولئك الذين تنكروا لأصلهم وباعوا هويتهم الوطنية في أسواق النخاسة, إلى أولئك الذين لازالوا يخجلون من ذكر هويتهم اليمنية في بعض الخارج المتعالي , إلى أولئك الذين فقدوا الإحساس الإيماني بهويتهم اليمنية , إلى أولئك الذين نسوا أو تناسوا لأسباب سياسية أو ايدولوجيه حقيقة انتمائهم وانتماء آبائهم وأجدادهم إلى وطن عظيم يسمى اليمن وشعب عظيم هو الشعب اليمني الذي ساهم قديما في صنع الحضارة بل وأسس أعظم الحضارات العربية التي سمعنا وقراءنا عنها الكثير في كتب التاريخ , إلى أولئك الذين لم تصلهم بعد حقيقة أصلهم وجذورهم العربية الأصيلة , إلى أولئك جميعا اقرءوا كثيرا عن أصل وتاريخ حضارتكم وبلدكم وشعبكم لتنشط قليلا الذاكرة علها تدرك عظمه هذا الانتماء وعظمه هذا البلد الذي أكرمنا الخالق عز وجل من فوق سبع سموات لنصبح منه ومن نبت طيب في ارض طيبة زادتنا بهذا الانتماء الأصيل افتخارا وسعادة فسميت بلدنا عبر التاريخ باليمن السعيد وستظل كذلك مهما عظمت المشاكل وزادت التحديات وحيكت المؤامرات ...الخ

السطور القادمة شدتني كثيرا وقد قراءتها في احد المواقع الإخبارية _لأستاذة التاريخ بجامعة الزقازيق المصرية الدكتورة - لطيفة محمد سالم - التي أبدعت في جمع مادة تاريخية مقتضبة عن اليمن وشعب اليمن وارض اليمن ووحدة اليمن وعرضها للقارئ أو المهتم بصورة صحفية قيمة ومرتبة , وقد نشرت في العديد من الصحف والمنتديات والمواقع الإخبارية اليمنية وغير اليمنية , هذه التناولة البحثية لأهميتها ولقيمتها ولبساطة سردها التاريخي سأختار منها فقط هذه السطور المختصرة والتي تبعث على النفس الافتخار وتجعلنا كيمنيين في موقع متقدم من المكانة والعلو الإنساني والانتماء الأصيل :

* ذكرت اليمن في الكثير من الكتب القديمة والتاريخية، منها التوراة، وكتب التاريخ الإغريقي، والروماني.. الخ، ووصفت باليمن السعيد، ولم توصف أي أرض في الدنيا بهذا الوصف غيرها لتمتعها بوفرة في المياه والخضرة ولطبيعتها الخلابة ولأرضها الخصبة التي باركها الله، ولأنها أرض لمعظم الأنبياء، وأنصار الأنبياء، ولتعدد حضاراتها المهمة في تاريخ البشرية، ولدورها وبيوتها وقصورها الفخمة، ولجسارة وقوة شعبها الذي صنع من الجبال قصوراً شامخات، ومدرجات زراعية في قمم الجبال الشاهقة.

* تعتبر اليمن - بحسب الكتب التاريخية المختلفة، وبحسب ما توصل له العلم مؤخراً – الموطن الأول للجنس البشري على الأرض، ونقطة التجمع والانطلاق الأولى للهجرات البشرية.

* تعتبر اليمن أرض العرب الأولى، والشعب اليمني هو أصل الجنس العربي، واليمنيون هم أول من تكلم باللسان العربي، فقبائل اليمن الشهيرة (عاد، وثمود، وطسم، وجديس، وجرهم، والعمالقة، وأُميم.. وغيرها) هي قبائل العرب القديمة التي انتشرت في الجزيرة العربية، والعراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقيا، والقرن الأفريقي وغيرها، وظهر منها العرب العاربة قبائل قحطان والعرب (المستعربة) قبائل عدنان، ومن يعتقد أن عدنان مستعرب فهو خاطئ لأن عدنان يعود إلى قبائل العرب القديمة التي قدمت من اليمن، لذلك فإن عدنان عربي يمني، وبالتالي فإن نبي الله إبراهيم عليه السلام عربي وليس أعجمي، وبالتالي فإن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عربياً وليس له أي أصل أعجمي، بعكس ما قاله عدد من المؤرخين الذين نسبوا الرسول لنبي الله إبراهيم الذي وصفوه بالأعجمي.

* (الفينيقيون) قومٌ هاجروا من أرض اليمن تجاه الشمال، وسكنوا في لبنان ونشأ منهم الشعب الشهير (الفينيقيون) وأنشئوا الحضارة الفينيقية، وكذلك هاجرت قبائل اليمن إلى مصر وسكنت على ضفاف النيل وأنشأت ما سُمي بالحضارة الفرعونية الغنية عن التعريف، وهناك العديد من الكتابات والكتب التاريخية التي أوضحت أصول شعب مصر القديم وأنها بلا شك تعود إلى اليمن ومنها : الكتاب "جغرافية التوراة في جزيرة الفراعنة" للباحث في علم الآثار -أحمد عيد -والذي قدم له الأستاذ الدكتور -أحمد الصاوي - عالم الآثار المصري والأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، وطبع لأول مرة في فبراير عام 1996م عن مركز المحروسة للبحوث والتدريب والنشر بالقاهرة، حيث أعاد الكاتب أصل الفراعنة إلى قبيلة " العماليق "التي هاجرت من اليمن إلى الشام ومن ثم هاجر بعضهم إلى وادي النيل وسكنوا مصر.

* ( قبيلة جرهم اليمنية ) الشهيرة هي أول من سكن بأرض مكة، وهي من آوت إليها نبي الله إسماعيل عليه السلام، وأمه هاجر، ومن نسلها جاءت قريش، وهم من بنا الكعبة مع أنبياء الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وتزوج نبي الله إسماعيل من بناتها، ومن ذريتهما جاء نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أهل اليمن هم مني وأنا منهم )) وغيرها الكثير من الأقوال المأثورة عن الرسول التي يُشير فيها إلى علاقته بأهل اليمن.

* ذكرت اليمن في القرآن الكريم وحملت سورتين من سور القرآن أسماء مناطق فيها (سبأ، الأحقاف) سبأ امتدت من مأرب شمالاً إلى شبوة شرقاً، والأحقاف في حضرموت شرقاً، ووصف الله اليمن بأنها (جنة، وبلدة طيبة) ولم يطلق على أي أرض هذا الوصف في القرآن غير اليمن.

* ملوك اليمن أول من لبس التيجان ومن أشهر ملوكهم: الملكة بلقيس التي ورد ذكرها في القرآن في سورة سبأ، والملك الصعب بن ذي مرائد بن الحارث الرائش بن حمير بن سبأ الملقب بذي القرنين، لأن تاجه كان له طرفان كالقرنين، وهو الذي ذكر في سورة الكهف قي قصته مع قوم يأجوج ومأجوج ( كما جاء في ابن كثير والمقريزي وبن هشام والطبري.. وغيرهم الكثير) والملك كرب أسعد أو " أسعد الكامل " هو أول من آمن بنبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام من قبل أن يولد وهو أول من كسا الكعبة، وأمر ولاته بمكة من جُرْهُمْ بكسائها كل عام، وأمرهم بتطهيرها وألا يقربوها دماً، ولا ميتة ولا المحايض وجعل لها باباً ومفتاحاً، ويعتبر من أعظم ملوك اليمن.

* ذكر القرآن العديد من القصص، نالت أرض اليمن ورجال اليمن نصيباً كبيراً منها، ومن تلك القصص قصة أصحاب الجنة، وقصة أصحاب الأخدود، وإرم ذات العماد، وقصة نبي الله سليمان عليه السلام وملكة سبأ، وقصة السيل العرم، وقصة ذو القرنين، وقصة الفيل وأبرهه ومحاولة هدم الكعبة.. وغيرها .

* يوجد في اليمن عدد من قبور الأنبياء الذين يعتقد عدد من الباحثين اليمنيين والعرب حقيقتها ومنهم عليهم السلام الأنبياء : نوح – وأيوب- وهود - وصالح - وشعيب.

* سميت القارة الأفريقية بهذا الاسم نسبة إلى الملك اليمني الحميري ( افريقس بن أبرهة بن حارث بن حمير بن سبأ ) ، الذي غزا إفريقيا وصال وجال فيها وملك مناطق كبيرة منها .

* إن من منن الله الجزيلة وعطاياه العظيمة على أهل اليمن أن أكرمهم بفضائل ليست لغيرهم، وشرفهم بأن جعل قيام الدولة الإسلامية في أرضهم، وذلك عندما قامت وتأسست في يثرب (المدينة المنورة) وعلى أيدي رجالها الأوس والخزرج القبائل اليمنية الشهيرة (الأنصار).

* لقد جاء في فضل اليمن وأهل اليمن آيات وأحاديث لم تجتمع لغيرهم، وظهرت من أهل اليمن معادن الرجال القوية في إيمانها، المخلصة في وجهتها، المتأسية في سيرها بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، فكان منهم الحكماء والعلماء والبلغاء، وكان منهم القادة والفاتحون والزعماء والإداريون والأبطال، وكان منهم الولاة، ونذكر فيما يلي شيئاً من فضائلهم الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

* اليمانيون يدخلون في دين الله أفواجا:

قال الله -سبحانه وتعالى-: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا (2) النَّصر، ورد في سبب هذه السورة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً، الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية" صحيح أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/404)، وأحمد في المسند (7709) من طريق عبد الرزاق أيضاً، وصححه الألباني في الصحيحة (3369).

* أهل اليمن يشربون من حوض النبي عليه الصلاة والسلام قبل غيرهم: عن ثوبان رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لبعقر حوضي -أي: بمكان، وهو موقف الإبل من الحوض إذا وردته- أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفض -أي يسيل- عليهم، فسُئل عن عرضه، فقال: من مقامي إلى عُمان، وسُئل عن شرابه فقال: أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب والآخر من ورق" رواه مسلم (3301).

قال النووي رحمه الله: "هذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه؛ مجازاة لهم بحسن صنيعهم، وتقدمهم في الإسلام، والأنصار من اليمن، فيدفع غيرهم حتى يشربوا كما دفعوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكرهات" شرح النووي على مسلم (15/62،63). عند شرحه لحديث رقم (3301).

* اللهم بارك لنا في يمننا: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: ونجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله! وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان" رواه البخاري (1037)، وفي الحديث إثبات فضل اليمن، فهي مباركة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك الشام.

* أهل اليمن خيار من في الأرض: عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق بين مكة والمدينة، فقال: يوشك أن يطلع عليكم أهل اليمن، كأنهم السحاب، هم خيار من في الأرض، فقال رجل من الأنصار: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت، قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت، قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فقال في الثالثة كلمة ضعيفة: إلا أنتم" حسنٌ أخرجه البخاري في التاريخ (2/ 272)، والبزار (3428)، وابن أبي شيبة (12/ 183)، وأحمد في المسند (16724)، وأبو يعلى (7401)، والطبراني (1549)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 353)، وصحّحه الألباني في الصحيحة (3437).

* تنفيس كرب المسلمين إنما يكون بأهل اليمن: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نَفَسَ ربكم من قبل اليمن" صحيح: أخرجه الإمام أحمد (2/541) (10978)، والطبراني في مسند الشاميين (1083).

وفي هذا الحديث شرف عظيم لأهل اليمن، وأي شرف وهو علم من أعلام النبوة، فأهل اليمن هم من هبوا من البراري والقفار والجبال، وركبوا المهالك والأخطار، وأنزلوا بأسهم بالكفار، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الله عن المؤمنين الكربات، والحديث ليس من أحاديث الصفات؛ فيمر على ظاهره، والنفس فيه اسم مصدر نفس ينفس تنفيساً، مثل: فرج يفرج تفريجاً وفرجاً، وهكذا قال أهل اللغة كما في (النهاية)، و(القاموس)، و(مقاييس اللغة).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فقوله: "من اليمن" يبين مقصود الحديث؛ فإنه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك، ولكن منها جاء الذين يحبهم ويحبونه، الذين قال فيهم: (مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) المائدة: 54.

وقد روي أنه لما نزلت هذه الآية؛ سُئل عن هؤلاء؟ فذكر أنهم قوم أبي موسى الأشعري، وجاءت الأحاديث الصحيحة، مثل قوله: «أتاكم أهل اليمن، أرق قلوباً، وألين أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية».

* أهل اليمن أهل شريعة وأمانة وقضاء: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والشرعة في اليمن، والأمانة في الأزد" صحيح: أخرجه أحمد (8761)، وأخرجه الترمذي (3936)، دون قوله: "والشرعة في اليمن" وصححه الألباني في الصحيحة (1084).

* إنهم مني وأنا منهم: عن عتبة بن عبد رضي الله عنه: "أن رجلاً قال: يا رسول الله! العن أهل اليمن، فإنهم شديدٌ بأسهم، كثير عددهم، حصينة حصونهم، فقال: لا، ثم لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مروا بكم يسوقون نساءهم، يحملون أبناءهم على عواتقهم، فإنهم مني وأنا منهم" حسن أخرجه أحمد في المسند (17647) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2280)، والطبراني في الكبير(17/304).

* خير الرجال رجال أهل اليمن: عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوماً خيلاً، وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أفرس بالخيل منك، فقال عيينة: وأنا أفرس بالرجال منك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وكيف ذاك؟ قال: خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم، لابسو البرود من أهل نجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبت، بل خير الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة، ومأكول حمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث، وقبيلة خير من قبيلة، وقبيلة شر من قبيلة، والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما، لعن الله الملوك الأربعة حمداً، ومجوساً، ومشرحاً، وأبضعة، وأختهم العمردة، ثم قال أمرني ربي عز وجل أن ألعن قريشاً مرتين، فلعنتهم، وأمرني أن أصلي عليهم مرتين، ثم قال: عصية عصت الله ورسوله غير قيس وجعدة وعصية، ثم قال: لأسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم القيامة، ثم قال شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب، وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول" صحيح أخرجه الإمام أحمد (1945، 1946)، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (969)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2269)، والحاكم (4/81)، والبخاري في التاريخ (4/248)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/43)، وصححه الألباني في الصحيحة (2606) و(3127) وصححه شعيب الأرناؤوط.

* أهل اليمن أهل سمع وطاعة: عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة، وأنجع طاعة" حديث حسن: رواه أحمد (4/154)، وقال الألباني في الصحيحة (1775): حسن، وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أنجع طاعة؛ أي: أنهم أسمع وأطوع للحق ينقادون له بسهولة ويسر بخلاف غيرهم.

* أهل اليمن أشبه الناس برسول الله وأصحابه إذا قدموا الحج: عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، قال: "صدرت مع ابن عمر يوم الصدر، فمرت بنا رفقة يمانية، ورحالهم الأدم، وخطم إبلهم الجرر، فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ( من أحب أن ينظر إلى أشبه رفقة برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذ قدموا في حجة الوداع، فلينظر إلى هذه الرفقة ) صحيحٌ أخرجه الإمام أحمد في مسنده (6016)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4144): صحيح الإسناد.

* د/ لطيفة محمد سالم
_أستاذة التاريخ بجامعة الزقازيق _ مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.