إنعقاد الاجتماع الوزاري الثالث لأصدقاء اليمن في عاصمة المملكة العربية السعودية (الرياض) يستمد أهميته من إستثنائية الظروف البالغة الصعوبة والتعقيد والدقة التي يمر بها بلدنا اقتصادياً وأمنياً وسياسياً وهي مدركة ومستوعبة لتحدياتها وأخطارها من قبل الدول الشقيقة والصديقة ال43 المشاركة باجتماع الرياض.. وهم يعون بعمق أن ترك اليمن وحيداً في هذه الفترة دون مدَّ يد العون وتقديم دعم حقيقي وملموس يساعده ويعينه على المدى القريب والبعيد سوف يفاقم أوضاعه وقد تنحدر بإتجاهات كارثية على أمنه واستقراره وأمن واستقرار محيطه الإقليمي والمصالح الدولية وبالتالي على السلام العالمي، خاصة إذا أخذ في الإعتبار مساعي إرهابيي تنظيم القاعدة الذين وجدوا -منذ وقت مبكر- في ضعف وهشاشة الوضع السياسي والاقتصادي والأمني بيئة مناسبة لأنشطتهم الإجرامية واستغلوا الأحداث التي عاشتها اليمن منذ نهاية النصف الأول لهذا العقد وحتى اليوم لا سيما أحداث العام الماضي وما صاحب حركة التغيير من إنقسام سياسي ليكون لهم موطء قدم على ذلك النحو الذي صورته الواضحه تجلت في محافظة أبين ليتمدد ويتسع ليشمل محافظات أخرى. الأمر الذي حدا بالأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أن يضع في صدارة أولوياته مواجهة الارهاب والتصدي له بحزم حتى يتم القضاء عليه وإستئصال شجرته الخبيثة من جذورها، معولاً على وقوف الأشقاء والأصدقاء إلى جانب اليمن في حربه على الارهاب وخروجه من ازماته السياسية والاقتصادية والامنية، وتجاوز التحديات الماثلة أمام حكومة الوفاق الوطني المتمثلة بانجاح المرحلة الانتقالية وترسيخ الأمن والاستقرار وتوفير مقومات التنمية. إن لأهم الآن وبصورة عاجلة هو إخراج اليمن من أزماته المزمنة لأسباب وعوامل باتت معروفة لليمنيين وأشقائهم وأصدقائهم وهي الأساس لكل مشاكل ومصاعب ومعضلات اليمن الذي يحتاج إلى دعم عاجل يمكنه من مواجهة استحقاقات الفترة الانتقالية وبما يؤدي إلى استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وفقاً لآليتها المزمنة.. على أننا نؤكد في هذا السياق أن الفقر والبطالة والنمو السكاني المتزايد هي قضايا جوهرية في كافة التحديات التي واجهها ويواجهها اليمن ومنها تولدت القضايا الأخرى التي عانى ويعاني منها.. والارهاب في مقدمتها.. ويكفي لتأكيد هذه الحقيقة الإشارة إلى أوضاع الدول المجاورة بمنطقة الجزيرة والخليج الأقل معاناة من الارهاب، لانها الأكثر استقراراً وإزدهاراً في وضعها الاقتصادي. خلاصة القول إن اجتماع الرياض الوزاري لأصدقاء اليمن كان فيما خرج به من قرارات وتوصيات يعلق عليها شعبنا اليمني آمالاً كبيرة، على انجاح المرحلة الانتقالية ومنها تثبيت الأمن والاستقرار وتجاوز الاوضاع الاقتصادية الصعبة ووضع الاسس المتينة لبناء اليمن الجديد.. ونحن على ثقة بأن المجتمع الدولي وفي المقدمة الاشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لم يتوانى عن مد يد العون لليمن يوماً من الأيام في المراحل الصعبة، وكذا الاصدقاء، لن يترددوا في تقديم كل اشكال الدعم والمساندة لليمن في مواجهته للتحديات الاقتصادية والامنية، مثلما كان دورهم فاعلاً وحيوياً في وصوله الى التسوية السياسية على طريق التغيير الشامل.. ولعل ما يواجهه اليمن اليوم هو الأصعب وسيتجاوزه بوقوف أشقائه وأصدقائه الذين اجتماعهم هذا لم يخيب آمال وتطلعات اليمنيين، مجسداً ذلك في البيان الختامي الذي خرج به وفيه تجلت حقيقة أنهم ليسوا وحدهم، وهو ما يضاعف تفاؤلهم بالخروج من أزمتهم, ويزيد من ثقتهم بأن وطنهم سيستعيد أمنه واستقراره ليمضي موحداً وديمقراطياً، متطوراً ومزدهراً صوب المستقبل.