تواجه الجمهورية اليمنية اليوم العديد من التحديات أبرزها التحديات الاقتصادية التي انعكست تأثيراتها المباشرة في زيادة معدلات الفقر وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب اليمني ليتفاقم الأمر أكثر بتراجع إنتاج اليمن من النفط وانخفاض أسعاره في الأسواق الدولية وتوقف حركة السياحة وتدفق الاستثمارات العربية والأجنبية إلى الجمهورية اليمنية نتيجة لوجود تحديات أخرى تواجهها اليمن في الوقت الراهن مصدرها العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة التي نشطت في أكثر من بلد ومنها اليمن وباتت تشكل خطراً ليس على اليمن فقط ولكن على مختلف دول المنطقة والعالم. بالإضافة إلى تلك العناصر والخلايا المريضة فيما يسمى بالحراك والتي وضعت يدها بيد العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة لاستهداف أمن هذا الوطن ووحدته واستقراره من خلال ما تمارسه من أعمال تخريبية في بعض المناطق اليمنية. ولا شك أن تفاقم هذه التحديات لن يهدد أمن واستقرار اليمن فحسب بل سيمتد تأثيرها السلبي على أمن واستقرار دول المنطقة والعالم لأن التنظيمات الإرهابية لا تستهدف دولة بحد ذاتها لكنها تبحث عن قاعدة تنطلق منها لنشر أعمالها الإرهابية في مختلف دول المنطقة والعالم ولهذا لابد أن تتكاتف جميع الدول وتتعاون فيما بينها لمواجهة ومكافحة خطر الإرهاب. ومن هذا المنطلق جاءت دعوة اليمن أشقائها وأصدقائها من دول المنطقة والعالم إلى ضرورة دعمها ومساندتها مادياً ومعنوياً لتعزيز قدرتها على تجاوز أزمتها الاقتصادية ومواجهة خطر الإرهاب والحد من انتشاره وتمدده إلى دول أخرى. والحقيقة أن العديد من الدول الشقيقة والصديقة قد أدركت أهمية دعم ومساندة اليمن في مواجهة التحديات التي تستهدف أمنه واستقراره ويؤكد هذه الحقيقة انعقاد مؤتمر شركاء اليمن في لندن وتلاه مؤتمر الرياض ثم الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن الذي انعقد مؤخراً في نيويورك ولا شك أن هذه الاجتماعات قد خرجت بالعديد من المواقف الايجابية على الصعيد السياسي والوعود بتقديم المنح والمساعدات المادية لتحقيق النهوض الاقتصادي والتنموي في الجمهورية اليمنية ولكن بالرغم من حصول اليمن على بعض المساعدات المادية من بعض الدول الصديقة والشقيقة لكنها ما تزال ضئيلة ومحدودة مقارنة بحجم الوعود التي تلقتها اليمن من أشقائها وأصدقائها بخصوص المساعدات والمنح المادية في الاجتماعات السابقة كما أن ما يقدم لليمن من منح أو مساعدات لا يقارن بحجم ما يقدمه من تضحيات وما يجب أن يحصل عليه من عون سواء في معركته مع الإرهاب أو في إسهاماته الأخرى. ولهذا فإن الجمهورية اليمنية اليوم بحاجة إلى مزيد من الدعم والمساندة الحقيقية من أشقائها وأصدقائها تكون في مستوى التحديات التي تواجهها لكي تتمكن من بناء قدرتها الذاتية والاقتصادية وتعزز من قدرتها على كسر شوكة الإرهاب الخبيثة في أراضيها والإسهام الفعال في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. فالوعود والتصريحات والاجتماعات المتتالية لم تعد تجدي دون خطوات وإجراءات عملية يقوم بها أصدقاء اليمن في الوقت المناسب قبل أن يستفحل خطر الإرهاب ويعجز الجميع عن مواجهته والوقوف ضده والسيطرة عليه. *أستاذ التسويق المساعد / جامعة تعز