أيام ونكون على موعد مع العيد ال 49 للثورة اليمنية 14اكتوبر العظيمة التي انطلقت من قمم جبال ردفان الشماء في مثل هذا اليوم عام 1963التي تعد انتقالة نوعية كبرى في مسارالتاريخ النضالي لشعبنا اليمني وحركته الوطنية التي وإن تباينت مهامها الكفاحية في الشمال الذي كان يرزح تحت وطأة النظام الامامي الكهنوتي الطائفي المذهبي المتخلف وفي الجنوب الواقع تحت الاحتلال والهيمنة الاستعمارية. لكن بالنتيجة كان هذا النضال يصب في بوتقة واحدة وهو ماجسده تفجير الثورة اليمنية14اكتوبر التي كان لقيام الثورة اليمنية 26 سبتمبر1962 اهمية استراتيجية في إيجادها الارضية والعمق لاستمرارها ولانتصارها بنيل الاستقلال الناجز منهية 129 عاماً من الوجود الاستعماري بكل جبروته وتجبره وتعسفه واستغلاله منتهجاً سياسة الفرقة والتشظي، مقسماً الشطر المحتل من الوطن اليمني الى دويلات متناحرة من السلطنات والمشيخات والامارات التي يعد توحيدها انجازاً وانتصاراً يضاهي الاستقلال على طريق توحيد اليمن كله.. وبالمقابل فان ثورة 14اكتوبر قد اغلقت وانهت اخطر جبهة على ثورة سبتمبر، ونعني هنا التدخل العسكري البريطاني الذي كان حاضراً من الأيام الأولى وبقوة لوأدها وهي مازالت في المهد لكن الثوار الذين هبوا للدفاع عن ثورة سبتمبر ادركوا بوعيهم الوطني الوحدوي ان الخلاص من الحكم الامامي الرجعي القروسطي لايكون بدون التحرر من الاستعمار الغاشم والغاصب، وفي هذا تتجلى جدلية الثورة اليمنية السبتمبرية الأكتوبرية ومدى تلازم نضال الحركة الوطنية اليمنية في سبيل انهاء الظلم والظلام والتحرر والوحدة وبناء دولة يمنية ديمقراطية اساسها الراسخ العدالة الاجتماعية والنظام والقانون اللذان يحققان المواطنة المتساوية بين كافة ابناء اليمن مذيبة ومزيلة النزعات الطائفية والمناطقية والقبلية والنعرات العنصرية المذهبية السلالية.. هذه هي الاهداف والمبادئ والقيم التي قامت وثار شعبنا من اجلها وحملت لواءها ثورة 14اكتوبر وحولتها الى واقع في دولة ما بعد الاستقلال مرسية مداميك الدولة المدنية دولة المواطنة والتي كان يفترض البناء عليها بعد قيام الوحدة في 22مايو1990 وهذا لم يحدث لان الغلبة كانت لتحالف قوى التخلف والفساد الماضوية ضيقة الافق التي بتسلطها وهيمنتها اوصلت اليمن واليمنيين الى الخروج الى الساحات لتحقيق التغيير الذي اراده ثوار سبتمبر واكتوبر وتطلع اليه شعبنا اليمني لتبقى ثورة 14اكتوبر، على الصعيد الاجتماعي السياسي الاقتصادي الحقوقي الثقافي الوطني نموذجاً يسترشد به دون ان يعني ذلك انكار للاخطاء والتي كان بعضها فادحاً ومدمراً ومع ذلك فان عوامل واسباب وظروف موضوعية وذاتية داخلية وخارجية اقليمية ودولية اسهمت في توجيه تلك الاخطاء ذلك المنحى لكن المهم هو السياق العام لمسار الثورة اليمنية 14اكتوبر التي حملت مشعل الوحدة منذ قيامها بمعانيها ومضامينها ودلالتها الوطنية التاريخية الجغرافية والاجتماعية السياسية الاقتصادية وستبقى بكل نجاحاتها وانجازاتها وحتى تعثراتها واخفاقاتها- التي يجب ان نتعلم منها- حاملة للمشروع الوطني الحضاري الذي يطمح اليه اليمنيون في الماضي والحاضر والمستقبل.. لانه المشروع المحقق للتغيير الموصل الى اليمن الجديد الذي يتساوى ابناؤه في الحقوق والواجبات،. لا مكان فيه للتمييز بين ابنائه في الجنس واللون أو لاعتبارات الإنتماءات المناطقية أو القبلية أو العنصرية المذهبية، وهذا هو جوهر الثورة اليمنية 14 أكتوبر الوحدوي الديمقراطي المدني الحديث.