قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور أن احتفالات شعبنا بأعياد ثورته المباركة تأتي في سياق تجسيد عظمة هذا الحدث الوطني والترابط والتلازم المعبر عن واحدية الثورة اليمنية والنضال الوطني التحرري من ربق الطغيان الكهنوتي الاستبدادي المتخلف ، ومن جبروت النير الاستعماري المتجبر الغاصب اللذين وجدا في سياسة الفرقة والتمزق وسيلتهما للبقاء على الأرض اليمنية , وأشار مجور في افتتاحية صحيفة الميثاق في عددها الصادر اليوم إلى ان تلك الفترة من الزمن والتي عاشها شعبنا على هامش التاريخ وخارج المكان والزمان ..فقد حكمه الائمة اعتماداً على النفسية العنصرية المشبعة بالمذهبية والطائفية في حين ان المستعمر استغل خبرته في السيطرة على الشعوب مجزئاً الشطر المحتل من الوطن إلى محميات تتوزع على 22 سلطنة وامارة ومشيخة مقيماً بينها الحدود وزارعاً المحن والفتن. وأكد مجور ان مقاومة شعبنا اليمني للإمامة والاستعمار لم تكتسب بعدها الوطني الشامل إلا بقيام ثورة 26 سبتمبر المباركة عالم 1962م التي وضعت من اليوم الأول لقيامها مسالة الخلاص من الإمامة والتحرر من الاستعمار وإعادة وحدة الوطن أرضا وإنسانا جوهر انتصارها الحقيقي ، مؤكدة واحدية الثورة اليمنية ووحدانية النضال الوطني .. فلم يكد يمضى العام حتى تفجرت ثورة ال14من أكتوبر عام 1963م , ليناضل شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه على جبهتين لمواجهة بقايا فلول النظام الامامي وضد جحافل المستعمر الغاصب ، منتصراً على أعدائه مرسخاً النظام الجمهوري ومحققاً هدفه في نيل الاستقلال الناجز برحيل آخر جندي بريطاني من على الأرض اليمنية في ال30من نوفمبر 1967م لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ اليمن المعاصر . مشيرا إلى ان ثورة 14اكتوبر جسدت التلاحم الشعبي في أدق صورة وجاءت امتداداً وطنياً وطبيعياً لثورة26سبتمبر وتمكنت من ترسيخ التلاحم وتجاوزت التشتت والفرقة التي خلفها الاستعمار والإمامة ليكون الإنجاز الأول لثورة 14أكتوبر بعد انتصاراتها على الفرقة التي أوجدها الاستعمار وتوحيد الامارات والمشيخات والسلطنات في دولة واحدة على طريق اعادة وحدة الوطن اليمني حلم شعبنا التاريخي الذي ماكان للثورة اليمنية ان تحقق انتصارها النهائي بدونه والذي من اجله قدم شعبنا تضحيات جساماً وقوافل من الشهداء على دروب الانعتاق والتحرر والوحدة وصولاً إلى بلوغ هذه الغاية وتحقيق هذا الهدف العظيم والنبيل بقيادة المناضل الوحدوي الغيور فخامة الأخ الرئيس على عبدالله صالح في 22مايو 1990م وهو الإنجاز المحمي بإرادة شعبنا اليمني الذي دافع عنه ومستعد دوماً لبذل كل ما لديه للحفاظ عليه وصونه وحمايته من المؤامرات والدسائس التي تحاك ضده بما في ذلك التصدر الواعي للاصوات النشاز محاولة إعادة عقار الساعة إلى الوراء . وأضاف رئيس مجلس الوزراء قائلا : لقد أنجزت الثورة اليمنية بتحقيق الوحدة أعظم أهدافها مدشنة بذلك مرحلة الأمن والاستقرار الوطني وبناء الدولة اليمنية الحديثة – دولة النظام والقانون والمؤسسات – القائمة على النهج الديمقراطي الذي كان خياراً وطنياً تلازم كمنجز رديف للمنجز الوحدوي العظيم لتبدأ مرحلة جديدة من التحولات الكبيرة في مسيرة تاريخ اليمن المعاصر من أبرز تجلياتها على الصعيد السياسي حرية الرأي والتعبير والتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان والذي قابله على الصعيد الاقتصادي أنتقالات وقفزات نوعية وتنموية وخدمية واستثمارية شهدها الوطن في مختلف المجالات تركزت بشكل كبير البنية التحتية "الصحة والطرقات والتعليم والزراعة والكهرباء والمياه والثروة السمكية " وغيرها من المجالات الحيوية والاستراتيجية ، ونوه الى ان القيادة السياسية والحكومية ركزت على المحافظات المحرومة من أي مشاريع تنموية خلال فترة التشطير المقيت والتي شهدت نقلة نوعية في ظل دولة الوحدة المباركة لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد . وتابع الدكتور علي محمد مجور بالقول نحن لا ندعي أننا انجزنا كل تطلعات شعبنا ، ولكن بكل تأكيد فإن مسيرة البناء تتواصل حالياً بوتيرة علانية في كافة المجالات وعلى وجه الخصوص تنفيذ مضامين البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس الذي لامس بشكل دقيق تطلعات الحاضر وطموحات المستقبل . لتواصل سفينة الثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة إبحارها على طريق الحرية والخير والكرامة والديمقراطية كخيار وحيد للتداول السلمي للسلطة من أجل بناء يمن جديد .. ومستقبل أفضل يتحقق فيه كل مايصبو إليه أبناء شعبنا من الرقي والتقدم والازدهار والرفاهية . وختم افتتاحيته قائلا ..هنيئاً لشعبنا وقائده الوحدوي المناضل على عبدالله صالح رئيس الجمهورية مباهج الافراح بأعياد الثورة الخالدة . والمجد والخلود لشهداء الثورة اليمنية الذي قدموا ارواحهم انتصاراً لحق شعبهم في الخلاص من براثن عهود الظلام والقهر والطغيان والتمزق والفرقة ليعيش حراً عزيزاً في رحاب العصر وفضاءات انجازاته اللامتناهية وكل عام وأعيادنا تتجدد بالمزيد من الإنجازات والتحولات الكبرى على طريق مسيرة بناء اليمن الجديد .. ومستقبله الأفضل .