لايوجد شك أن شعبنا اليوم يخوض المعترك الصعب في حياته التي يعيشها في الظرف الأستثنائي القائم الذي وضعته ثورة شباب فبراير2011 على مفترق الطرق إما أن يكون ويستكمل تحقيق اهداف الثورات الثلاث «سبتمبر وأكتوبر و فبراير» عبر الأصطفاف والتلاحم وتجسيد الوحدة الوطنية في المضي لترجمة تلك الأهداف على بساط الواقع من خلال دعم الجميع لقرارات الرئيس هادي التي تتوالى تباعاً أهمها القرارات العسكرية التي صدرت أخيرا لتنهي مرحلة صعبة من التمزيق و الإنقسام و الولاء المزدوج التي عاشتها قواتنا المسلحة والأمن و التي جعلتها مشلولة وأفقدتها قدراتها القتالية لمواجهات أعمال التخريب الموجهة لممارسة الأختلالات والأنفلات الأمني الذي اضر بالوطن ومصالح المواطنين بهدف ارباك المسار الوطني وعرقلة التسوية السلمية وأفشال الحوارالوطني . لذلك جاءت القرارات العسكرية التي أنتظرها شعبنا بفارغ الصبر لتزيح عنه الهم والقلق المستمرين من أستمرار الأنفلات الأمني وتوسعه دون اية رادع في ظل الإنقسام المشؤم الذي أنتهى بتوافر الإرادة السياسية والعسكرية التي حسم بها الرئيس الموقف بحكمه وشجاعه لبى رغبات الشعب في أعادة الولاء له ولحماية الوطن بعيداً عن الولاء الشخصي الذي سخر القوة لحماية الفرد وأضاع هيبة وسيطرة الدولة في توفير الأمن والأستقرار لكل ابناء اليمن . وما من شك أن ازاحة مراكز القوى العسكرية والأمنية من التحكم والسيطرة على قدرات الجيش والأمن أفرغ حلبات الصراع من مخاطر المواجهات المسلحة التي كانت تقلق الجميع ويتذرع بها كل طرف كمبرر للبقاء لتفادي مخاطر الطرف الأخر وسوى كان ذلك حقيقة أم عذراً فقد قُضي الأمر الذي فيه يبرران.. و هاهي المؤسسة العسكرية والأمنية يعاد اليها الأعتبار بتوحيدها لتقوم بممارسة مهامها العسكرية الوطنية المقدسة بمهنية وأحتراف متميز و أقتدار خالي من التبعية والتأمر عليها بضرب بعضها بالبعض الآخر عند تنفيذ المهام لتصفية مواقف وأجندة خاصة راح ضحيتها ألاف المقاتلين الشرفاء ورغم ذلك يكيل الكثير التهم للعسكرين ولا يعرفون أنهم ضحايا ومظلومين أكثر من المواطن وعليهم اليوم قادة وصف وجنود أن يعيدوا ثقة الشعب بهم فقد كسر الطوق و القبضة الحديدية التي كانت تمتهنهم وتسخرهم لمصالحهم الشخصية وتجعل منهم كبش الفداء لحمايتهم ، ولكن اليوم لم يعد أي مبرر للتقاعس في اداء الواجب الوطني الحقيقي لردع وملاحقة كل عناصر التخريب الخارجة عن القانون التي أضرت بمصالح المواطنين وأمنهم أينما كانوا فضرورة تحقيق الأمن والأستقرار في كل ربوع اليمن و أعادة سيطرة الدولة على كل شبر مطلب أساسي وملح وهو مرتكز التغيير الحقيقي لبناء دولة مدنية حديثة وقوية تتفاعل وتتنافس كل القوى الوطنية في ظلها وتحت حمايتها دون تحيز أو تميز يفوز فيها من يقدم الأفضل للشعب كمشروع وطني كبير يستوعب طموحات وأمال وأفكار وإبداعات الجميع ويتسع لشراكة واسعة لكل أبناء اليمن دون إقصى أو تمييز لا شمال فيه ولا جنوب ولا مذهبية فيه ولا فئوية ولا تعصب حزبي أعمى ولا نعرة قبلية الكل يجدون بغيتهم بما تجيش به صدورهم المكلومة والمثقلة بالمعاناة والجراح وبما يحس ويشعر به الجميع في أن كل ما يتمنوه ويتطلعون الى تحقيقه يتضمنه المشروع و معد بصياغة راقية تتناول تشخيص كل القضايا وأسبقية معالجة كلاً منها بصورة جذرية بعيدة عن التخدير والترقيع وبروح الفريق الذي تسمو فيها النفوس فوق كل الأهواء الشخصية والضغائن والأحقاد المتوارثة سقفها العالي اليمن الكبير ومصالحه العليا،أمنه وسيادته وإستقراره،وازدهار العدل والمساواة..مثل هذا المشروع هومن يحلم به كافة ابناء الوطن للخروج من النفق المظلم الى بر الأمان الواسع والأفق الرحب الذي يسهم في تأمين وتسوية ساحة المستقبل المزدهر الخالي من الفساد والظلم والأحقاد والضغائن والثارات والمثلث المخيف الفقر والجهل والمرض. مستقبل يحفظ الحقوق ويكفل الحريات المشروعة والحياة الكريمة التي ترفع من مستوى الفرد وتحرره من تبعية الأحتياجات المعيشية الملحة ووهن وإمتهان الهجرة و الأغتراب المذلة للكرامة . نعم هذا هو الملعب الذي يجب علينا جميعاً تمهيده وتسويته بإتقان لحاضرنا ولأجيالنا القادمة يجدون فيه متسعاً فسيحاً خالي من المطبات والعوائق وكل الشوائب ذات الروائح النتنة التي ورثناها وتسببت بمعانات شعبنا المأسوية وأعاقته من التطور والنمو ولكي ترث اجيالنا القادمة ملعباً معبداً وسوياً يتبارى فيه فرسانهم من المبدعين والعباقرة والمفكرين من كل شرائح المجتمع كلاً منهم يسهم بقدر ما يتوافر لديه من طاقات وتأهيل وقدرات ذاتية تجعلهم يفخرون بمن سبقوهم من الآباء الذين بذلوا جل جهدهم وضحوا بكل غالٍ ونفيسً لكي لا يذوق من بعدهم مرارة الماضي أ و يحول دون تحقيق أمالهم وطموحاتهم ومواهبهم أي عائق . بمثل هذا الموروث الحضاري المتطور ستعتز وتشيد بنا الأجيال وتترحم علينا لأننا عبرنا لهم الملعب ألذي يمكنهم من الأستمرار والتسريع في بناء اليمن الجديد المتطور الذي يجسد الحضارة اليمنية المزدهرة التي خلدها التاريخ القديم وشرفها الله تعالى بذكرها في القرآن الكريم. الأمر الذي يعيد لليمن مسماها -السعيدة- بكل جدارة وفخر تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل ومن المؤكد إن من يملك أنجاز وتبني مثل هذا المشروع الكبير سيجد شعبنا العريق المتعطش لتحقيق آماله وطموحاته المحبوسة في دهاليز الحكام ودهاقنتهم الذي ثار عليهم الشعب ومنطقيا سيكونون جميعاً قلباً وقالباً مع من يحمل هذا المشروع الوطني الذي لابد أن يكون بحجم اليمن وطموحاته ومستقبله الواعد بالخير الوفير في باطن الأرض وبحارها كما أكدته كل التقارير والأبحاث الدولية قديماً وحديثاً ما أذيع و نشر في قناة -سكاي نيوز- وما تم التعتيم عليه سابقاً كما يقول: المثل «لأمر ما جدع قصير أنفه» أكتفوا بما يملئ خزائنهم واستكثروا على الشعب أن يستخرج ثرواته التي تقيه ذل ومرارة الأغتراب. ولنا أمل كبير أن يكون الرئيس هادي رجل المرحلة والتاريخ يتصدر مع الشرفاء والمخلصين للوطن تبني وإعداد هذا المشروع الذي سيحظى بالألتفاف والأصطفا ف الشعبي الواسع و بكل مايتاح من إمكانيات وجهد وقدرات سيضعونها حوله وفي متناول كل من ينجز هذا الحلم الذي يملئ كل الفراغات الشاغرة في الساحة اليمنية ولا يترك أي مجال للمزايدين والمتاجرين اصحاب المشاريع الصغيرة الذين يتكسبون منها على حساب أرواح و دماء ابناء اليمن وكرامتهم وأمن و أستقرار الوطن الغالي. إننا بأنتظار هذا اليوم السعيد ليكون شعبنا الحامل والمنفذ لكل ما يتضمن هذا المشروع الوطني من نصوص ومصفوفات منظمة ومتكاملة شاملة لكل مايحققه وينشده شعبنا في كل المجالات المتعددة ،وبذلك تتفاعل كل الجهود بقناعة كاملة في الإسهام الجاد في البناء وتكون قوى الشعب هي الرافعة الحقيقية والأداة الفعالة في التطبيق والتنفيذ والدفاع عن هذا المشروع وحمايته من أي تحريف أو إجهاض والألتفاف حول القيادة السياسية ودعمها في مواجهة كل الضغوط والمشاكل التي تحاك وتزرع بغرض أفشال الرئيس وثنية عن الأستمرار في التغيير و بناء الدولة الحديثة . وها نحن على أبواب تحقيق ذلك من خلال مؤتمر الحوار الشامل الذي تجمع فيه نخبة من ممثلي الشعب اليمني الذين وضع فيهم الثقة وأوكل على عاتقهم إخراج اليمن من النفق المظلم إلى بر الأمان وينتظر منهم وضع الحلول لمعالم وأفاق المستقبل المشرق ليمن جديد يدفن فيه مأسي الماضي ويتطلع بإقتدار لمستقبل سعيد وحياة حرة كريمة يتعايش الجميع فيه بحقوق وواجبات متساوية دون تمييز. نتوسم أن يكون المشاركون بالحوار الوطني أهلاً لثقة الشعب والقيادة السياسية بإنجاز وصياغة مثل هذا المشروع الوطني الشامل الذي يستوعب معالجة كل القضايا الوطنية والمشاكل المتراكمة والمعلقة ووضع الحلول السليمة في خارطة طريق أمنه تحدد افاق المستقبل الذي يتشكل فيه المجتمع اليمني الجديد الذي يعوّل عليه أن يكون الحامل و الأداة الرافعة للتطبيق وتنفيذ هذا المشروع الكبير. ويحذونا الأمل الكبير في تحقيق ذلك وأننا لمنتظرون ولاخيار لشعبنا سوى إنتظار ما يتمخض عن الحوار من مخرجات ونتائج تحقق لليمن الأمن والأستقرار وتجعل منه دولة محورية هامة يعلق عليها شعبنا ودول المنطقة والمجتمع الدولي كل الآمال في أزدهار المصالح المشتركة وتأمينها وتحقيق السلم الإجتماعي العالمي . وإني أذ اتحاشى تفاصيل الخيار الثاني حتى لا نكون مصدر تشاؤم الكل يعرف عواقبه السيئة في حالة الفشل ندعوا الله ان يكلل كل الجهود بالنجاح الكامل للقيادة السياسية ولمؤتمر الحوار وأن يجنب شعبنا كل المخاطر وكل سوء انه على كل شيء قدير