المرحلة التي يمر بها الوطن دقيقة وحساسة واستثنائية كما أن التسوية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية والتي وصلت نجاحاتها إلى المحور المفصلي، ونعني هنا مؤتمر الحوار الوطني تشكل فرصة تاريخية على اليمنيين جميعاً ألاَّ يفوتوها ويجعلوا منها البوصلة التي ترشدهم إلى الطريق الصحيح والصائب لتحقيق الغاية الوطنية التي تعيدهم وترشدهم بعدأن فقدوها لخمسةعقود بسبب الحروب والصراعات والمكايدات والمماحكات السياسية الحزبية والقبلية والمناطقية والفئوية والطائفية والمذهبية والجهوية والتعصب والتطرف في المواقف المبنية على أساس عقائدي وأيديولوجي خاطئ.. بهذه المعاني والمضامين تحدث الأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية للشباب خلال استقباله يوم أمس الاول للجنة التحضيرية لمؤتمرهم الوطني العام.. داعياً في هذا السياق الجيل الجديد تهيئة نفسه لإجتراح المآثر في مواجهة التحديات والاخطار التي يجابهها وطنهم وأبناؤه وهم يمضون نحو نهوض وبناء اليمن الجديد متسلحين بالعلم والمعرفة التي تمكنهم من الاستيعاب الواعي والعميق لمتطلبات واستحقاقات التغيير الايجابي التطوري الارتقائي المتجاوز لكل تراكمات الماضي بصورة تقطع مسار العودة إليه، وهذه مسؤولية يجب أن يضطلع بها الجميع وفي الطليعة شباب اليمن الذين يشكلون أكثر من 70٪ من قوى المجتمع الحيوية الفعالة التي عليها يتوقف أمن واستقرار اليمن ونمائه وتقدمه وازدهاره.. إن هذا الحديث التفاؤلي بكل دلالاته وأبعاده ينبغي فهمه في مسار رؤية موضوعية تدرك أن ترجمة العملية تحتاج إلى جهود صادقة ومخلصة في إزالة كل العراقيل والمعيقات التي يضعها البعض أمام مسيرة التغيير والتحولات لإخراج اليمن من ظروف وأوضاع أزمته التي يسعى البعض من خلال الأعمال الاجرامية التخريبية للمنشآت الاقتصادية والخدمية وارتكاب الجرائم الارهابية التي ذهب ضحيتها مئآت الشهداء من منتسبي القوات المسلحة والأمن والمواطنين الأبرياء، وكذا قطع الطرقات واشاعة الفوضى بهدف إبقاء شعبنا في حالة ارتهان لنزعات تلك القوى المدفوعة بأنانية مصالحها الذاتية الضيقة -والتي نقول لها وقواتنا المسلحة والأمن تستعيد بناءها وهويتها الوطنية- أن ما تقوم به هذه القوى قد يعيق لبعض الوقت لكنها لن تمنعنا بلوغ أهدافنا في تشييد صروح غده المؤسسة على الحرية والعدالة والنظام والقانون والمواطنة المتساوية ووفقاً للخيارات التي سيتوافق ويتفق أبناء هذا الوطن عليها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وهو ما تؤكده النجاحات المحققة على صعيد إيجاد الحلول والمعالجات للقضايا المطروحة أمامه والذي لن تؤثر فيه حوارات الخارج من بعض الأطراف التي تسعى إلى إرباك حوار الداخل سعياً إلى إفشال التسوية السياسية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، فهؤلاء إن أرادوا حواراً فعليهم الإلتحاق بما أجمع عليه الشعب وأشقاؤه وأصدقاؤه قبل أن يفوتهم قطار الحوار داخل الوطن، لأنه الوحيد الذي يحظى بشرعية وطنية وإقليمية ودولية، وبه سيتمكن اليمنيون من الوصول إلى بر الأمان وبناء دولتهم المدنية ونظامهم السياسي الذي يمكنهم من الشراكة في الثروة والسلطة، فلا يشعرون بأي شكل من أشكال الظلم والضيم والاجحاف والإقصاء أو التهميش الذي تحققه دولة الحكم الرشيد.