تربطني بالشيخ عبدالله المغشي مالك مدينة العاب السبعين بأمانة العاصمة علاقة حميمة تمتد لقرابة الثلاثين عاماً حيث كانت بداية معرفتي به عندما انشأ نواة لأول مدينة العاب في صنعاء داخل حديقة المجلس المحلي الواقعة بشارع الجزائر وكانت تضم لعبتين فقط ثم انتقل بعدها الى حديقة السبعين بعد أن اضاف العاباً جديدة وبذلك يكون المغشي أول مستثمر يمني في هذا المجال وأول من أنشأ حديقة العاب في صنعاء وربما في شمال اليمن قبل الوحدة وشيئاً فشيئاً راحت المدينة تتطور وتضاف اليها المزيد من الالعاب الكهربائية والترفيهية لتصبح حتى وقت قريب الملاذ الوحيد الذي يجد فيه الاطفال مع اسرهم فسحة من الوقت للترفية واللهو بعيداً عن جدران المنازل.. وبالرغم من انني أعرف جيداً حجم المعاناة التي واجهت الرجل خلال السنوات الماضية، الا أن عزيمته لم تفتر وظل يتصدى للعديد من المصاعب وما يزال صابراً.. في ذات الوقت الذي استمرت فيه عملية تحديث وتطوير المساحة التي تشغلها مدينة الالعاب من السبعين حتى غدت اليوم واحة خضراء مزدانة بالسياج الجميل والبوابات المختارة بعناية فائقة تنم عن ذوق رفيع اكتسبه المغشي من خلال خبرته الطويلة ابان اغثرابه خارج الوطن. فما شاهدته خلال زيارة خاطفة الى الحديقة قبل ايام وعقب الزيارة التي قام بها الاستاذ عبدالقادر هلال امين العاصمة لها كان مثيراً للدهشة حقاً ما جعلني اتساءل لماذا لا تخصص امانة العاصمة وهلالها المعروف بحسه المرهف وتشجيعه للمبادرات وجائزة لأفضل مستثمر أو أفضل مشروع استثماري وبما يحفز المستثمرين وبالذات الوطنيين على التنافس وتقديم افضل ما لديهم من خدمة للجمهور. قد يقول قائل: ان المستثمر يحقق من مشروعه عائدات تغنيه عن اي تكريم او جوائز وقد يكون ذلك صحيحاً، لكنني ارى ان اهتمام المستثمر بالبيئة والنواحي الجمالية وحرصه على النظافة وتحمل تكاليف كل ذلك تستحق منا ان نقول له شكراً على الاقل وهذا مايستحقه المغشي.