منذ مايقارب العامين وابناء الجيش اليمني واللجان الشعبية يلقنون تحالف العدوان بقيادة امريكا والسعودية دروسا لن ينسوها ابدا.. بل انها دروس جعلت مراكز الأبحاث العسكرية العالمية تعيد النظر في استراتيجية الحروب التي قلب اليمنيون معادلتها رأسا على عقب وأثبتوا من خلال صمودهم وتصديهم للعدوان في مختلف الجبهات الداخلية وفيما وراء الحدود بأن الارادة الحرة المستمدة من ارادة الله لن تقهر ابدا مهما حشد العدو من جيوش واعتمد على احدث ماانتجته المصانع العالمية من أسلحة.. والشواهد على ذلك كثيرة تعبر عن نفسها في ميادين المواجهة.. وخير دليل ماحدث مؤخرا في جبهة الساحل الغربي وتحديدا في المخاء وذوباب وباب المندب حيث تحولت كل أسلحتهم الحديثة التي استخدموها من الجو والبر والبحر الى مايشبه لعب الأطفال امام رجال الرجال الذين تصدوا لها بعزيمة واقتدار دفاعا عن وطنهم وعن سيادته واستقلاله.. وهو ماجعل احد المحللين العسكريين الأمريكيين المحسوب على العدوان يكتب تحليلا حول ماجرى في باب المندب قال فيه: ان القوات السعودية والاماراتية شنت خلال بضعة ايام اكثر من 450 غارة جوية واستخدمت عشرات الألاف من القذائف الصاروخية الجوية والبحرية والأرضية من اجل احتلال مدينة صغيرة في جنوبالبحر الأحمر ويقصد مدينة المخا وان هذه الطاقة النارية الرهيبة تساوي نصف النيران التي استخدمها الحلفاء في معركة اقتحام برلين اثناء الحرب العالمية الثانية ..وتفوق الطاقة النارية والصاروخية التي استخدمها الجيش الأمريكي لاحتلال العراق عام 2003 م .. ومع ذلك تكبدت القوات السعودية والاماراتية خسائر كبيرة ولم تتمكن من اقتحام هذه المدينة الصغيرة التي تدافع عنها قوات متواضعة لاتمتلك طائرات وبوارج ومنظومات دفاع جوي. وقال المحلل العسكري الأمريكي : ان قادة البنتاغون اصبحوا قبل وصول دونالد ترامب الى السلطة يشعرون باهانة كبيرة من سوء استخدام القوات السعودية والاماراتية للصناعة العسكرية الأمريكية في حرب اليمن مؤكدا انهم سيكونون مستائين وغاضبين اكثر في ظل وجود ادارة جديدة لا ترغب في مواصلة دعم السعودية.. والمتتبع لماتنشره مراكز الأبحاث العسكرية العالمية عن الحرب في اليمن والعدوان الظالم عليها رغم تحيزهم لتحالف العدوان سيجد الاشادة الكبرى بالمقاتل اليمني ومايسطره ابناء الجيش اليمني واللجان الشعبية من ملاحم بطولية في مواجهة العدوان قل ان نجد لها نظيرا على مر التاريخ.. وبما ان اليمنيين قد استطاعوا ان يضربوا اروع الأمثلة في الدفاع عن وطنهم شهد لهم بها العدو قبل الصديق فانه يجب على كل مواطن حر وشريف ان يرفع رأسه عاليا ويبتعد عن الانسياق وراء الشائعات التي يبثها العدو ومرتزقته هنا وهناك بهدف التأثير عليهم ولذلك فان المسؤولية الوطنية تقتضي من كل ابناء اليمن استيعاب مايحيكه الأعداء ويخططون له من اجل زعزعة الاستقرار لاثارة الفرقة والاصطياد في الماء العكر من خلال الاستفادة مماتثيره غبار الحرية والديمقراطية التي تنعم بها بلادنا اليمن وعدم محاسبة المغرضين فيستغلون شائعاتهم ويجسمونها بما يخرجها عن طورها الحقيقي.. لذا وجب التيقظ والوعي المستمرين للمخططات الجهنمية للأعداء وافشالها بالمزيد من التلاحم ورص الصفوف والتوجه بكل الامكانيات والقدرات نحو بناء اليمن وتعزيز مقدرته وترسيخ أواصر وحدة ابنائه لاسيما بعد ان كشف العدوان البربري على اليمن تاريخ النظام السعودي وحقده وأساليب تكبره واستعلائه فتحصن الشعب اليمني ضد كافة مخططاته وتآمراته والتي جعلت من اليمنيين قوة واحدة ساعة تلبية النداء وبالذات حين اصبحت منجزات اليمن الاستراتيجية تتعرض للخطر كالوحدة والسيادة الوطنية.. وتاريخ الشعب اليمني ونضاله خير شاهد وقد خبر الأعداء وجربوا ذلك في اكثر من محاولة وتآمر.. ومايحدث اليوم من مواجهة للعدوان العالمي الا ترجمة عملية لاختبار ارادة الشعب اليمني العظيم المستمدة من إرادة الله.