على مشارف العيد الوطني السابع والعشرين للجمهورية اليمنية.. تتدافع الصور الصادقة والمتوهجة إشراقا واعتزازا وإباء للتاريخ اليمني، في الوعي والوجدان.. لتسجل القيمة الكبيرة والإطلالة العظيمة ليوم الثاني والعشرين من مايو.. كواحد من الملهمات والموحيات للشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه التي تضيء الطريق الأنسب الذي يكون بمقدوره الاجتياز الآمن لكل الصعوبات المحبطة، نحو آفاق أرحب من التفاؤل والرغبة الأكيدة للبناء رغم كل التحديات التي فرضها العدوان البربري على اليمن وشعبها الصابر المؤمن الصامد المتمسك بحبل الله، والمتوكل عليه.. ومن تمسك بحبل الله فإن الخالق العظيم سوف ينصره على الطاغوت والطغيان، وقوى الاستكبار والاستعمار والاحتلال والغزاة واتباعهم من منافقين ومرتزقة وباعة المواقف والأوطان.. الذين لم يجدوا أمامهم غير الضربات الموجعة من رجال الرجال.. من المدافعين عن وطنهم.. المدافعين الأشداء عن يمن الخير.. يمن الإباء والعزة والكرامة. واليوم ونحن نعيش الابتهاجات والأفراح بالعيد الوطني السابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية يتقوى العزم وتتعزز الإرادة الوطنية القوية التي ما استكانت يوما ولن تستكين يوما، وهي تتصدى بكل قوة وصلابة لاعتى عدوان بربري همجي، تداعت معه كل شياطين الجن والأنس لحصار وضرب الشعب اليمني ومحاولة غزو أرضه. إن اليمن وشعبها وجيشها ولجانها الشعبية، تكتب اليوم تاريخا من البطولات الحقيقية في ميادين الرجولة والشرف وفي مواقع المواجهة المتواصلة لجحافل المعتدين الذين يتهاوون اليوم كأعجاز نخل خاوية أمام ضربات أبطالنا رجال الرجال الذين يتدافعون إلى الجبهات بكل طواعية وبحب عظيم للاستشهاد، ذودا عن الوطن والتزاما بالحق ودفاعا عن القيم الإنسانية الإسلامية السمحاء، التي يحاول أعداء الإسلام والصهاينة والمتأمركون أن يتطاولوا عليها وأن يحاولوا السعي لشق الصف وتأليب الشعوب الإسلامية ضد بعضها وللأسف انهم وجدوا مطيتهم في الصغار موقفا وارتهانا من باعة الضمير والأوطان.. الذين أصبحوا مطايا رخيصة تنفذ أجندة العدوان ولو على نفسها وأهلها وبني جلدتها في انسياق عجيب نحو الارتزاق الرخيص، الذي لا يصلح إلا لهم وهم في موضع احتقار حتى من دول العدوان التي يتعاونون معها.. ويتذللون لها ويقبلون بما هم عليه من الذلة والمسكنة والاستصغار. إن احتفال شعبنا اليمني المؤمن الواثق بالله وجيشه البطل ورجال اللجان الشعبية الشجعان بمرور 27 عاما على قيام الوحدة الوطنية وهم يمتشقون أسلحتهم في جبهات القتال وفي الثغور وفي مختلف المواقع ليحبطوا الهجمة الصهيونية الأمريكية ليس على اليمن وحدها وإنما المنطقة بأكملها.. ولقد تحمل الشعب اليمني وقواه الحية المناضلة المؤمنة بالله وبقيادتها الحكيمة هذه المسؤولية وهذه المهمة التاريخية عن طيب خاطر.. وعن إيثار ونكران ذات يكتبون على الأرض سهلا وجبلا وصحراء سطورا أساسية في هذه المواجهة التاريخية دفاعا عن الأمة والعقيدة والقيم والمبادئ السامية التي أكد عليها القرآن الكريم كتاب الله العزيز القدير الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه.. هو سنة الله في الكون الذي إن تمسكنا به وأخلصنا النية والموقف فإن الله ناصرنا وسوف يساندنا ويوثق صلابة صفوفنا ضد أعداء الأمة والإسلام وأعداء اليمن الذين احتشدوا في البر والبحر لينالوا من شعبنا.. ولكن هيهات أن يصلوا إلى مبتغاهم ومقاصدهم العدوانية لأن إرادة الله هي أقوى من إرادتهم وأن الخذلان والانكسار والهزيمة في انتظارهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. وطننا الغالي سيظل عزيزا شامخا.. والعدوان إلى انكسار بإذن الله.