من باب المندب إلى صحراء ميدي يُسطر أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الأحرار ملحمة بطولية، يعلمون العدوان وأذنابه المعنى الحقيقي للثبات والصمود والبطولة، ويعلمونهم أن المقاتل اليمني الذي يدافع عن أرضه وعن شعبه جدير بالمكانة العسكرية العالية من الولاء الوطني والاحتراف القتالي.. هاتان الجبهتان الصامدتان القويتان اللتان تحولتا إلى محرقة للعدوان تتوازى معها في الصمود وفي البطولة بقية جبهات المواجهة، إذ تنكسر زحوفات العدوان الواحد تلو الآخر وتدمر آلياتهم ومعداتهم وتمرغ أنوف جنوده وضباطه وقادته التراب أمام شجاعة ومهارة واحترافية المقاتل اليمني المدافع عن سيادة وطنه وعزة وكرامة شعبه العظيم وعلى مدار أكثر من عامين على شن عدوانهم الغاشم ضد اليمن أرضا وإنسانا. وفي هذا السياق تم التنكيل -وبإرادة الله وبتوفيق منه- بزحوفات العدوان في شمال صحراء مديرية ميدي الحدودية ومصرع العشرات من الغزاة السعوديين والجنجويد وأضعاف مضاعفة من المرتزقة.. انها ملحمة بحق تجعلنا نشعر بعظيم الفخر ان هذا الوطن العظيم يمتلك رجال الرجال والابطال البواسل الذين يسترخصون النفوس من أجل عزة الوطن وكرامته، ولن يسمحوا ان تمس ذرة تراب من أرضه الطيبة، ومن المؤكد ان صحراء ميدي الملتهبة لن تقبل أشلاءهم المبعثرة لأنها لا تقبل كل خبيث.. وفي المقدمة منهم أولئك الذين باعوا وطنهم وانحنوا أذلة صاغرين للأموال القذرة للنظام الصهيوأمريكي السعودي، فلا كرامة لمرتزق رخيص ولا يحق لأولئك الصغار -موقفا وارتهانا وارتباطا بالأعداء- ان ينتموا إلى يمن العزة والكرامة.. اليمن التي رفضت الوصاية والهيمنة والارتباط بذيلية العدوان الباغي الظالم الغاشم الذي لم يرحم طفلا ولم يراع العجائز والمسنين الآمنين في بيوتهم، حيث تعمد ان يدفن أحياء سكنية كاملة ويرتكب مذابح في أحياء شعبية وأد فيها الأطفال والنساء. ربما ليعوض انكساراته وهزائمه المتلاحقة في ميدان القتال وفي ساحات المواجهة، إذ انهم يفرون كالفئران تلاحقهم ضربات الأبطال، وتنتزع ترسانتهم في كل واد وسهل وجبل من مسرح العمليات العسكرية الذي يكتب فيه الأبطال تاريخا عسكريا مجيدا.. جل أكثر المراقبين العسكريين حتى أولئك الذين يصطفون مع الأعداء يشهدون على شجاعة وصلابة المقاتل اليمني وعلى مهاراته العسكرية القتالية التي قلبت ميزان المواجهة وأعادت صياغة معادلة عسكرية تشير بالمعلومة والحقيقة صوتا وصورة إلى ان الأبطال البواسل في الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء الأحرار بسلاحهم الاعتيادي ولكن بإيمانهم الوثيق بالله سبحانه وتعالى وبعدالة موقفهم وقضيتهم التي هي قضية عادلة.. قضية وطن وسيادته واستقلال قراره الوطني السيادي في مواجهة أجندة صهيونية أمريكية عالمية كلفت مطابخ مخابراتها بأن يحيكوا المؤامرات ويكيلوا الافتراءات والادعاءات الباطلة ليصنعوا وهمهم الذي لا وجود له في الواقع والحقيقة ولكنه ادعاء لا يصمد أمام الحقيقة لحظات، ويكفي ان المنصفين من أبناء الغرب المحايدين، قد كذبوا تلك الخزعبلات وقد كشفوا الأسباب الحقيقية للعدوان والغزاة والمحتلين، الذين يسعون إلى السيطرة على هذا الموقع الاستراتيجي الهام الذي يربط القارات الأربع مع بعضها (آسيا وافريقيا وأوروبا واستراليا).. والمؤلم ان هناك من بعض السطحيين من يصدق ان أمريكا وبريطانيا ووكلاءهم في المنطقة -الصهاينة والسعوديون والإماراتيون -حريصون على السلام في المنطقة ويهتمون لأمر الشعب اليمني.. كل هؤلاء قتلة مجرمون لا ضمير لهم ولا هم لهم غير السيطرة والاحتلال ونهب ثروات الشعوب. فهل يتعظ البعض؟! ويدركون هذه الحقيقة؟! .. نأمل ذلك. *رئيس التحرير