كسبت معلمة مسلمة هولندية من أصل تونسي دعوى قضائية أقامتها ضد الكلية الإسلامية في امستردام بعدم الزامها بارتداء الحجاب وحقها في السفور دون أن يكون ذلك مبررا لحجب الوظيفة عنها، وذلك في أول سابقة من نوعها في هولندا. سميرة حداد (32 عاماً) سارت عكس التيار ففي حين تلجأ الكثيرات من المسلمات في الدول الأوروبية إلى مقاضاة المؤسسات والهيئات التي يعملن فيها لرفضها ارتدائهن الحجاب أثناء العمل، فإنها، أي سميرة، طلبت من لجنة المساواة والحقوق الهولندية، بحقها في عدم ارتداء الحجاب الذي تفرضه الكلية الإسلامية على المعلمات المسلمات فيها. بدأت قضية سميرة خلال مقابلة التوظيف لتدريس اللغة العربية في الكلية، حين أعلنت رفضها ارتداء الحجاب. وتقول إنها سئلت عن ديانتها في المقابلة التي أجريت معها في أبريل/نيسان الماضي، ففوجئوا بكونها مسلمة ولا ترتدي الحجاب، وفي الحال قاموا بإلغاء المقابلة، وأخبرها أحد الإداريين في الجامعة أنها لن تتمكن من العمل كمدرسة في الجامعة "إلا إذا أقرت بأنها ليست مسلمة". وحاولت الجامعة الاستناد إلى آيات من القرآن الكريم للدفاع عن قرارها، إلا أن لجنة المساواة والحقوق الهولندية أجابتهم بأن "القرآن الكريم" غير ملزم حسب القوانين في هولندا. وحكمت اللجنة لصالح سميرة في القضية، مستندة على عدم أحقية الجامعة في فرض الحجاب عليها، حتى لو كانت مسلمة. وتزيد هذه القضية من التوتر والجدل المثار حول النظرة الأوروبية إلى الزي الإسلامي الشرعي، بعد أن حظرت الحكومتان الفرنسية والألمانية ارتداء المسلمات الحجاب في المدارس والأماكن العامة. أما هولندا، التي أجازت الحجاب، فمنعت "البرقع"، أو النقاب، في الأماكن العامة، "كونها قد تستغل في أعمال إرهابية وتمكن المهاجمين من إخفاء هويتهم". المصدر : العربية نت