كتب ليونيل ميسي ، الأسطورة الأرجنتينية ، ملحمة تاريخية خالدة في فوز فريقه برشلونة الإسباني بعشرة لاعبين على مضيفه أبويل القبرصى بأربعة أهداف نظيفة مساء الثلاثاء على ملعب " نيو جي إس بي ستاديوم" بالعاصمة القبرصية نيقوسيا في إطار الجولة الخامسة من منافسات المجموعة السادسة بدور المجموعات في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وسجل ميسي رقماً قياسياً جديداً بهاتريك تاريخي آخر جديد حطم به الرقم القياسي في التهديف بدوري أبطال أوروبا بعد تسجيله الأهداف الثاني والثالث والرابع في مرمى أبويل بالدقائق 38 و58 و87 ليحرز الأهداف رقم 72 و 73 و74 بالتشامبيونز ليج محطماً الرقم القياسي السابق للأسباني راؤول جونزاليس (71 هدف) ومتقدما بفارق أربعة أهداف عن غريمه التقليدي كريستيانو رونالدو (70 هدف)، ويأتي هذا الانجاز بعد أيام من ثلاثيته التاريخية "هاتريك" أمام إشبيلية لينفرد بلقب الهداف التاريخي لليجا الإسبانية متخطياً رقم أسطورة بلباو الراحل، تيلمو زارا، ليصبح رصيده 253 هدفاً. وكان برشلونة قد استهل التهديف في الدقيقة 27 عبر الاوروجوياني لويس سواريز الذي سجل هدفا آخر رائعاً فك به "عقدته" مع فريقه الكتالوني والتي لازمته منذ انتقاله قبل بداية الموسم الحالي قادماً من ليفربول الانجليزي حيث صام لمدة 394 دقيقة عن التهديف. ورفع برشلونة رصيده إلى 12 نقطة في المركز الثاني خلف باريس سان جيرمان المتصدر (13 نقطة) والذي فاز بدوره على أياكس أمسترادام (3-1) مساء الثلاثاء أيضاً، بينما تجمد رصيد ابويل عند نقطة واحدة يتذيل بها ترتيب المجموعة خلف اياكس الثالث بنقطتين. لعب لويس انريكي مدرب برشلونة بطريقة (4-3-3) معتمدا على الثلاثي الهجومي ليونيل ميسي وبيدرو رودريجيز ولويس سواريز، واشرك ادريانو وتشافي هيرنانديز وبوسكيتس في الشوط الثاني على حساب جوردي البا وايفان راكيتش ولويس سواريز على التوالي، بينما احتفظ انريكي بنيمار على دكة البدلاء، فيما ابعدت الاصابة انييستا عن المشاركة. في المقابل لعب اليوناني جيورجوس دونيس، مدرب ابويل، بطريقة (4-2-2) معتمدا على ماندوكا وشيردان في الهجوم، ولعب بطريقة دفاعية بحتة في مواجهة السيول الهجومية من لاعبي برشلونة، ودفع بايفريم وزهير جبور وتوماس دي فيسينتي على حساب ماندوكا وفينسيس والونفيس. جاءت المباراة من جانب واحد حيث بالغ أصحاب الأرض في تأمين دفاعهم واعتمدوا على الهجمات المرتدة، الأمر الذي دفع الضيف الكاتالوني للمباردرة هجومياً حيث أهدر ميسي هدفاً مؤكداً من تسديدة قوية أنقذها حارس أبويل أوركو باردو ببراعة في الدقيقة (3)، وبدأ دفاع أبويل يضعف أمام محاولات ميسي وسواريز وبيدرو الهجومية، وكاد سواريز أن يحرز هدف السبق لبرشلونة بعد جملة بدأها ميسي من الجانب الأيمن ومررها لراكيتش الذي بدروه اعادها لميسي ليقدمها الاخير على طبق من ذهب للقادم سواريز سددها قوية أنقذها الحارس القبرصي ببراعة في الدقيقة 17. ومن تمريرة سحرية آخرى لميسي لعبها في الجانب الأيسر لزميله جوردي ألبا الذي انفرد على إثرها بمرمى اصحاب الارض لكنها اهدرها بغرابة شديدة حيث سددها عالية فوق العارضة (23). وفي الدقيقة 27 استهل برشلونة رباعيته عبر لاعبه لويس سواريز الذي استفاد من تمريرة جوردي ألبا وراوغ فيها مدافع أبويل جواو بكعبه ومسددها بيمناه على يسار حارس ابويل، ليكون هذا الهدف الرسمي الأول له بعد 6 مباريات ظهر فيها بالقميص الكتالوني. وشهدت الدقيقة 38 هدفاً تاريخياً لميسي من تسديدة سحرية بعد ان غير مسار تسديدة زميله الفيس في المرمى القبرصي ليحطم الرقم القياسي في التهديف بالتشاميونز ليج ويتفوق بفارق هدف عن راؤول جونزاليس مهاجم الريال الاسبق قبل أن يبتعد عنه بفارق ثلاثة اهداف، وبعدها اخفق ميسي وبيدو وسواريز في اضافة المزيد من الاهداف لينتهي الشوط الاول بتقدم برشلونة بهدفين نظيفين. وفي الشوط الثاني أهدر بيدرو هدف محقق من تمريرة سحرية لميسي سددها بيدرو بجوار القائم القبرصي ، قبل ان يضيف ميسي الهدف الثاني في الدقيقة (58) بعد انفراده بالمرمى القبرصي وسدد كرة بذكاء مرت بجوار حارس اصحاب الارض اوركو باردو لترتطم في القائم قبل أن تتهادي داخل شباك ابويل للمرة الثالثة في اللقاء والثانية على يد البرغوث الارجنتيني، في المقابل أنقذ حارس برشلونة مارك اندي تير تشجين هدف محقق لابويل من تسديدة قوية لشيريدان (65) . وواصل برشلونة تفوقه الهجومي واستحواذه على الكرة ، ورفض بيدرو هدايا ميسي بينما جاءت أغلب تسديدات ألفيس عالية، وساهمت تبديلات انريكي في تنشيط هجوم برشلونة وتعويض طرد ألكانتارا ليلعب برشلونة منذ الدقيقة (70) بعشرة لاعبين، في المقابل وجه الحكم الايطالي جانلوكو روكي البطاقة الحمراء الثانية في اللقاء والاولى لابويل في وجه جواو اموريم (84). وفي الدقيقة 87 أضاف ميسي الهدف الرابع لبرشلونة والثالث له "هاتريك" في مباراة اليوم بعد ان استغل تمريرة بيدرو السحرية وسددها قوية في شباك الفريق القبرصي ، وقدم ميسي خلال هذا الهدف درسا تكتيكيا حيث لم يحرك ساكنا خلال التمريرة لزميله بيدرو حيث كان الارجنتيني في موضع تسلل لكن بعد ان استلم بيدرو الكرة تحرك ميسي واستثمر تمريرة سحرية وسددها في الشباك القبرصية لينهي بهذا الهدف المهرجان البرشلوني الرباعي في شباك مرمى ابويل.
فيما سحق تشيلسي الإنجليزي مضيفه شالكه الألماني 5-0 في الجولة الخامسة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا ليضمن تأهله إلى الدور الثاني من المسابقة الأوروبية التي فاز بلقبها عام 2012. سجل أهداف تشيلسي كل من جون تيري في الدقيقة 2 وويليان في الدقيقة 29 وجان كيرشوف لاعب شالكه بالخطأ في مرماه في الدقيقة 44، وديدييه دروجبا في الدقيقة 76 قبل أن يختتم راميريس سانتوس الخماسية في الدقيقة 78. وظهر الفارق الفني والبدني سريعا بين الفريقين لصالح "البلوز" الذي اعتمد بالدرجة الأولى على التحكم في وسط الملعب، بفضل تكدس المهارات والإمكانات في هذا المركز، وسرعان ما أحرز تشيلسي الهدف الأول في الدقيقة الثانية من رأسية متقنة من المدافع جون تيري عبر عرضية من ركنية فابريجاس لتصبح النتيجة تأخر شالكه بهدف. وحاول الفريق الألماني التحرك سريعًا والسيطرة على الكرة، لكن رجال جوزيه مورينيو المدير الفني للبلوز واصلوا هجومهم المزعج والاستحواذ على الكرة بفضل قدرات فابريجاس وويليان وهازرد وأوسكار. وعزز تشيلسي تقدمه بهدف ثان عن طريق البرازيلي ويليان الذي استغل تمريرة بمهارة كبيرة من هازارد، قبل أن يضعها في الشباك الألمانية في الدقيقة 29، لتصبح النتيجة تقدم البلوز بهدفين نظيفين. ولم يستطع الفريق الألماني مجاراة الهجوم الضاغط للضيوف فاعتمد على الهجمات المرتدة، والتسديدات البعيدة على استحياء، في ظل المنظومة المتكاملة التي فرضها مورينيو. وزاد جان كيريشوف لاعب وسط شالكه من معاناة فريقه، بعدما أحرز هدفا في مرماه بالخطأ في الدقيقة 44 من هجمة لفابريجاس، لتصبح النتيجة تقدم "البلوز" بثلاثية نظيفة، ولم يتغير الحال حتى انتهى الشوط الأول. حاول شالكه أن ينقذ ما يمكن إنقاذه في الشوط الثاني فأشرك كليمينس وماكس مير بدلاً من كيرشوف وبواتينج، لكن الوضع بقي على حاله، حيث واصل تشيلسي هجومه وتشكيل خطورة كبيرة على مرمى أصحاب الأرض. من جانبه، أطمأن مورينيو على النتيجة بشكل كبير، فأدخل مهاجمه المخضرم الفيل الإيفواري ديديه دروجبا مكان دييجو كوستا في الدقيقة 66 على أمل زيادة غلة الأهداف. وكاد هازارد وويليان أن يحرزا الهدف الرابع في أكثر من مناسبة في ربع الساعة الأخيرة من المباراة، حيث وجدا مساحة كبيرة في دفاعات شالكه الذي حاول التقدم لتقليص الفارق، وهو ما جعل المهمة تبدو أسهل لتشيلسي، وخاصة مع مشاركة راميريس مكان أوسكار. وأصر دروجبا على ترك بصمته في المباراة، حيث أحرز الهدف الرابع بسهولة في الدقيقة 76 بعدما استغل تمريرة ويليان ووضعها بدون أدنى مشكلة لتصبح النتيجة أربعة مقابل لا شيء للضيوف. انهارت دفاعات الفريق الألماني بعدما أضاف البديل الآخر راميريس الهدف الخامس في الدقيقة 78، مستغلاً عرضية المتألق دروجبا ليضعها بسهولة معلنا عن خماسية فريقه، قبل أن يشارك شورله مكان فابريجاس على أمل الانضمام لحفلة الأهداف. وحاول تشيلسي أن يزيد غلة الأهداف في الدقائق الأخيرة، وسط حالة الاستسلام الكبيرة من جانب شالكه، إلا أن القدر رحم الفريق الألماني من الهجوم الكاسح للبلوز في هذه اللحظات، حيث انتهى اللقاء بخماسية نظيفة. من جهة ثانية انتزع فريق مانشستر سيتي الإنجليزي فوزاً مثيراً للغاية على ضيفه بايرن ميونيخ الألماني في المباراة التي جمعتهما على ملعب "الاتحاد" في الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من المجموعة الخامسة لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم. يدين السيتيزن بالفضل في هذا الفوز الغالي لمهاجمه الأرجنتيني أجويرو الذي سجل "هاتريك"، ليقتنص الفريق الإنجليزي ثلاث نقاط ثمينة رفعت رصيده إلى 5 نقاط في المركز الثاني متفوقاً بفارق الأهداف عن كل من روما الإيطالي وسسكا موسكو الروسي. أجويرو سجل الهدف الأول في الدقيقة 22 من ركلة جزاء، ثم رد البافاري بهدفين لتشابي ألونسو وروبرت ليفاندوفسكي في الدقيقتين 40 و45، قبل أن ينقذ أجويرو فريقه بهدفين في الوقت القاتل في الدقيقة 85 و91. شهدت تشكيلة الفريقين تعديلات عديدة، ولكن الظروف مختلفة.. بيلجريني المدير الفني للسيتي أدخل خمسة عناصر مختلفة عن التشكيلة التي خاضت المباراة الأخيرة في الدوري أمام سوانزي سيتي، لتعويض غياب يايا توريه وفرناندينيو للإيقاف، حيث حل مكانهما جيمس ميلنر وفرانك لامبارد، بينما فضل المدرب التشيلي الدفع ببكاري سانيا في الجبهة اليمنى على حساب بابلو زاباليتا. على الجانب الآخر، لجأ جوارديولا لإراحة بعض نجومه مثل توماس مولر وماريو جوتسه، مستغلاً ضمان التأهل لدور ال16 منذ الجولة الماضية، ليمنح الفرصة لبعض الوجوه الجديدة مثل سيباستيان رودي والدنماركي هويبيرج مع الاحتفاظ بباقي عناصر الخبرة، روبن، ريبيري، ليفاندوفسكي، تشابي ألونسو، رافينيا، مهدي بن عطية، جيروم بواتنج. اختفى السيتي تماماً أول 20 دقيقة، بينما اكتفى الفريق البافاري بأسلوبه المعتاد في الحفاظ على الكرة حتى وصلت نسبة الاستحواذ إلى 71%، وهدد مرمى سيتي عبر لاعبه الشاب رودي الذي وجد نفسه منفرداً ولكنه سدد في جسد جو هارت، بعدها سدد روبين أنشط لاعبي البايرن كرة بجوار القائم الأيسر. نقطة تحول كبيرة في المباراة بعد طرد بن عطية لعرقلته لأجويرو داخل منطقة الجزاء، ليترجم المهاجم الأرجنتيني الركلة بنجاح في الزاوية اليسرى، محرزاً الهدف الأول للسيتزن .. ارتبك العملاق البافاري لدقائق بعد الهدف، إلا أن جوارديولا تدارك الأمر بسرعة بإجراء تبديل أول بنزول دانتي مكان سيباستيان رودي لتأمين دفاعاته. فشل بطل البريمييرليج في استغلال النقص العددي، بل وتناوب حارسه جو هارت، ومدافعيه سانيا، مانجالا على ارتكاب الأخطاء الساذجة، لينجح تشابي ألونسو في إدراك التعادل من ركلة حرة على حدود منطقة الجزاء سددها أرضية سهلة في الزاوية اليسرى، وقبل صافرة نهاية الشوط الأول أضاف ليفاندوفسكي الهدف الثاني بضربة رأس، مستفيداً سوء تغطية سانيا وحالة السرحان لجو هارت. تحسن أداء الإنجليز نسبياً في الشوط الثاني .. بدأ بنشاط هجومي ملحوظ في الدقائق الأولى، عبر تسديديتن من سمير نصري أنقذها مانويل نوير بثبات، ثم صوب جيمس ملنر كرة ماكرة مرت فوق المقص الأيسر. ساهم في هذا التحسن أيضاً تبديلان أجراهما بلجريني بنزول بابلو زاباليتا مكان سانيا، ثم ستيفان يوفيتيتش مكان ميلنر، حيث انتقلت السيطرة على الكرة لأصحاب الأرض، وسدد لامبارد كرة قوية أخرجها نوير ببراعة، إلا أن الدفاع الألماني كان صلداً للغاية. هدأ إيقاع بايرن ميونيخ كثيراً، وبدأ جوارديولا في إجراء تبديلات دفاعية أشرك باستيان شفاينشتايجر مكان ريبيري، ثم شيردان شاكيري مكان ليفاندوفسكي، ولم يبادر البافاري بمحاولات هجومية باستثناء تسديدة ضعيفة لروبن في أحضان جو هارت. دفع الألمان فاتورة الاستهتار واللعب بتعالٍ في الدقائق الأخيرة، حيث نال نوير إنذاراً لإضاعة الوقت، وبرعونة مرر تشابي ألونسو الكرة بالخطأ ليخطفها يوفيتتش، وتصل إلى أجويرو الذي انطلق بسرعة، مسدداً الكرة على يسار نوير، محرزاً هدف التعادل، قبل أن يواصل أجويرو تألقه مستغلاً خطأ آخر من بواتنج البطيء، ليكمل الهاتريك في الوقت القاتل قبل خروجه وسط تحية عاصفة ليشارك مكانه ديميكيليس، وينعش آمال فريقه في التأهل لدور ال16 قبل مواجهة الجولة الأخيرة أمام روما الإيطالي في الأولمبيكو.
