قتل نحو 56 عراقيا اليوم في هجمات متفرقة في مدن مختلفة من البلاد أغلبهم سقطوا في تفجير انتحاري في بلدة المقدادية بمدينة بعقوبة شمال شرقي العاصمة بغداد. فقد لقي 36 شخصا حتفهم وأصيب 48 آخرون بجروح عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه خلال تشييع أحد أقرباء مسؤول بحزب الدعوة الشيعي في بلدة المقدادية (45 كلم شرق بعقوبة). وأشارت مصادر أمنية عراقية إلى أن المشيعين احتموا من نيران الأسلحة الآلية وقذائف الهاون التي انهالت على المقبرة قبل أن يفجر مهاجم يرتدي حزاما ناسفا نفسه وسط الجموع. وفي الدورة جنوب بغداد قتل 8 أشخاص وجرح 12 في هجوم بسيارة ملغومة استهدف سوقا مزدحما في أحد أحياء المدينة مستهدفة مغاوير الشرطة. وفي هجمات أخرى قتل 12 عراقيا -بينهم مدير عام بوزارة النفط- وأصيب العشرات. وانفجرت سيارة مفخخة قرب مقر لشرطة النجدة في منطقة الكاظمية الشيعية شمال بغداد، ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى و13 جريحا من الشرطة والمدنيين.. وفي تطور آخر تبنت جماعة الجيش الإسلامي في بيان على الإنترنت مسؤوليتها عن الهجوم على قافلة من 60 عربة صهريج قالت الشرطة إنه أسفر عن تدمير 19 منها. على صعيد آخر يواصل الفريق الدولي التدقيق في نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وقال عضو المفوضية العراقية للانتخابات عبد الحسين الهنداوي إن الفريق الدولي لديه برنامج خاص وسيعمل باستقلالية كاملة. وأقرت المفوضية بوجود عمليات تزوير على نطاق ضيق ومحدود في الانتخابات العراقية بسبب "التخندق الطائفي" في العراق. وقال المتحدث باسم المفوضية فريد أيار إن "فرق التدقيق العائدة للمفوضية ومعها خبراء الأممالمتحدة الذين يعملون فيها منذ تأسيسها قدموا توصيات إلى مجلس المفوضين لإلغاء نتائج 14 مركزا و8 محطات منتشرة في أربيل ونينوى وكركوك وبغداد وبابل، وذلك بعد أن تم التدقيق في 111 مركزا بواقع 231 محطة اقتراع". وتقول المفوضية إنها أكملت التحقيق في نحو 2000 شكوى. وأكد عضو المفوضية عادل اللامي أنها ستلغي ما بين 50 و70 صندوق اقتراع فقط من بين 31 ألفا في أنحاء العراق بسبب المخالفات، مشيرا إلى أن النتائج الإجمالية للانتخابات لن تتأثر بالإلغاء. على صعيد آخر يتوقع أن تستأنف في الأيام القليلة المقبلة المشاورات من أجل تقريب وجهات النظر بين القوائم المتقدمة في الانتخابات التشريعية بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد شهد كردستان العراق يومي الاثنين والثلاثاء سلسلة من اللقاءات الثنائية في ذلك الاتجاه. وأكد الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني تطابق وجهات نظرهما في المشاورات الثنائية التي أجرياها مع أطراف عراقية رئيسية من أجل تشكيل الحكومة. وقال الطالباني في مؤتمر مشترك مع البرزاني عقب اجتماعهما في منتجع صلاح الدين قرب أربيل شمال العراق إن آراء الطرفين متطابقة وموقفهما واحد بشأن اللقاءات الجارية. وقد جرت المشاورات الثنائية الثلاثاء على حدة بين الطالباني والبرزاني وكل من رئيس الائتلاف العراقي الشيعي الموحد عبد العزيز الحكيم ثم إبراهيم الجعفري من نفس القائمة. وجرت الاثنين مشاورات مع جبهة التوافق العراقية (السنية) المعترضة على نتائج الانتخابات. ولم تشارك حتى الآن في هذه المشاورات القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي.