قال عميد معهد الفلك وعلوم الفضاء في جامعة آل البيت مسؤول اللجان العلمية في الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور حنا صابات ان العام الحالي سيشهد كسوفين وخسوفين مثلما حصل العام الماضي . واضاف في حديث لوكالة الانباء الاردنية ان الخسوف القمري الأول لهذا العام يحدث ليلة 14/15 اذار الحالي ويكون شبه ظلي ويتبعه الكسوف الشمسي الأول يوم 29 من الشهر نفسه والذي يكون كلياً في بعض المناطق الجغرافية وجزئياً في مناطق أخرى . أما الخسوف القمري الثاني لهذا العام فيحدث في السابع من أيلول المقبل ويكون جزئياً ويليه الكسوف الشمسي الثاني في الثاني والعشرين من أيلول ويكون حلقياً في بعض المناطق الجغرافية وجزئياً في مناطق أخرى . وبالنسبة لخسوف ليلة 14 آذار الحالي أوضح الدكتور صابات انه سيكون شبه ظلي أي أن القمر سيدخل منطقة شبه الظل الأرضي بمعنى أن أشعة الشمس ستستمر بالسقوط على سطح القمر (على الوجه المقابل للأرض والشمس) ولكنها ستخف قليلاً . وبالنسبة للراصد الأرضي للخسوف اوضح صابات انه لن يلاحظ تغيراً كبيراً في لمعان القمر إذ سيبدو بدراً عادياً ويبدأ القمر بالدخول في منطقة شبه الظل نحو الساعة 11 و22 دقيقة من مساء الثلاثاء 14 آذار (حسب التوقيت المحلي للأردن) ويكتمل دخوله نحو الساعة الواحدة و 18 دقيقة من صباح الأربعاء 15 آذار فيما يكتمل خروج القمر من منطقة شبه الظل نحو الساعة الرابعة و 14 دقيقة من صباح اليوم نفسه. ويتميز هذا الخسوف عن غيره من الخسوفات بأن القمر سيدخل بالكامل في منطقة شبه الظل الأرضي. أما فيما يخص كسوف يوم الأربعاء 29 آذار اوضح الدكتور صابات انه سيكون كلياً (بمعنى أن قرص الشمس سيحتجب بالكامل عن الراصدين) في مناطق محددة من الأرض: حيث يبدأ الكسوف الكلي بجزء من الساحل الشرقي للبرازيل ثم يعبرالمحيط الأطلسي مروراً بالقارة الأفريقية (نيجيريا والنيجر وتشاد وليبيا وشمال غربي مصر) ثم يعبر البحر المتوسط، مروراً بآسيا (تركيا والبحر الأسود) وانتهاءً بجورجيا وروسيا وكازاخستان علماً بأن ذروة الكسوف وهي أي أكبر فترة احتجاب لقرص الشمس والتي تبلغ هذه المرة 4 دقائق و7 ثوان ٍ سوف تحصل نحو الساعة 12 و10 دقائق ظهراً في منطقة حدودية بين تشاد وليبيا. وبالنسبة للأردن فان الكسوف سيكون جزئياً حيث يبدأ قرص القمر بملامسة قرص الشمس (بداية الكسوف الجزئي) نحو الساعة الحادية عشرة و39 دقيقة من صباح الأربعاء 29 آذار ثم يأخذ القمر بحجب قرص الشمس تدريجياً وصولاً إلى ذروة الكسوف الجزئي في تمام الساعة الثانية عشرة و 58 دقيقة (حيث تصل نسبة احتجاب قرص الشمس إلى نحو 80 بالمائة. وينتهي الكسوف الجزئي نحو الساعة الثانية و14 دقيقة من بعد ظهر ذلك اليوم حين ينتهي تلامس قرص القمر مع قرص الشمس. واشارالدكتور صابات الى ان الكسوف عبارة عن ظاهرة فلكية عابرة تحصل عندما يتصادف وقوع منظومة الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة (أو قريباً من ذلك) بحيث يتوسطها القمر والذي يقوم بحجب قرص الشمس كلياً عن الراصد الأرضي (في حالة الكسوف الكلي) أو يقوم بحجبه جزئياً (في حالة الكسوف الجزئي) وفي حالات نادرة حين يكون القطر الظاهري للقمر أقل من القطر الظاهري للشمس بحيث أن قرص القمر لا يغطي قرص الشمس بالكامل و تظهر الشمس كحلقة مضيئة يتوسطها قرص القمر المعتم عند ذروة الكسوف وهذا ما يدعى بالكسوف الحلقي. وحذر الدكتور صابات من خطورة النظر المباشر إلى قرص الشمس خلال الكسوف لانه يعرض شبكية العين لأضرار بالغة بسبب دخول الإشعاعات المختلفة (الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء) داعيا الى استعمال وسائل آمنة لرصد هذه الظاهرة مثل المرشحات والنظارات الخاصة بالكسوف (والمتوفرة في الأسواق العالمية) أو من خلال إسقاط الأشعة الشمسية على حاجز من خلال ثقب (فيما يعرف بالكاميرا ذات الثقب).