أعلن منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا أن على مجلس الأمن أن يقتنع بضرورة وقف لإطلاق النار في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا، حيث وردت أنباء عن مقتل مالا يقل عن 370 شخصا. وأضاف بانوس مومتزيس ”بعد كل الصور التي خرجت من الغوطة الشرقية خلال الساعات الاثني والسبعين الماضية..إذا كان هذا لن يقنع أعضاء المجلس ودوله بالحاجة إلى وقف إطلاق النار، فإننا بصدق لا نعرف ما الذي سيقنعهم“. وقال لرويترز عبر خدمة المحادثات (سكايب) من الكويت حيث يجتمع مانحون ”يبدو الأمر وكأن أحدا لا يصغي. لا يوجد رد فعل. لا توجد قوة سياسية أو قدرة على التأثير أو وقف هجوم شرس يؤثر على المدنيين“. وذكر أن الأممالمتحدة تحتاج 3.5 مليار دولار لعام 2018 لكن خطتها لم تحصل حتى الآن سوى على خمسة بالمئة من الأموال المطلوبة. وأفاد بأن نحو 390 ألف مدني يخشون الخروج من منازلهم كما نفدت إمدادات المياه والطعام والكهرباء. وأضاف أن 80 في المئة من سكان منطقة حرستا يعيشون في أقبية. وأجل مجلس الأمن الدولي عملية التصويت على مشروع القرار حول الهدنة في سوريا، بما في ذلك الغوطة الشرقية لدمشق، التي تقدمت به الكويت والسويد، حتى اليوم الجمعة. وعقد مجلس الأمن أمس الخميس جلسة لاعتماد مشروع قرار تقدمت به الكويت (رئيس أعمال المجلس للشهر الجاري) والسويد (العضو في المجلس) ويقضي بفرض هدنة إنسانية مدتها 30 يوما لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في كافة أرجاء سوريا، بمن فيها غوطة دمشق الشرقية. وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فاسيلي نيبينزيا في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي أن وقف إطلاق النار في الغوطة له أهمية قصوى لكن يجب معرفة كيفية تطبيق ذلك. وأشار نيبينزيا إلى أن مشروع القرار المطروح على التصويت اليوم لم يتم الاتفاق عليه إلى الآن، مضيفا أن روسيا صاغت تعديلات على الوثيقة تتيح جعلها "منطقية وواقعية" ووزعتها على أعضاء المجلس. وتساءل: "ما هي الضمانات لتطبيق هذه الهدنة ؟. مشيرا إلى أن الجانب الروسي لم يتلق "أي إجابة واضحة" عن السؤال. وأضاف الدبلوماسي الروسي أن "عدة آلاف من المسلحين الرافضين للتسوية لا يزالون في الغوطة ومن بينهم أولئك الذين على صلة بجماعات إرهابية، وعلى رأسها جبهة النصرة". وأشار نيبينزيا إلى أن المسلحين المسيطرين على الغوطة اتخذوا من سكانها رهائن، ويمنعون المدنيين من مغادرة المنطقة عبر معبر الوافدين على أطراف مدينة دوما شمال الغوطة الشرقية. ويطلق المسلحون صواريخ على دمشق بوتائر متزايدة يوما بعد يوم، حتى أصبحت أحياء العاصمة غير مؤمنة من تلك الهجمات، بحسب المندوب الروسي لدى الأممالمتحدة. وأفاد نيبينزيا بأن "المركز الروسي لتنسيق المصالحة في سوريا كان قد دعا الجماعات غير الشرعية إلى إلقاء أسلحتهم وتسوية أوضاعهم، لكنهم أفشلوا المفاوضات في ال21 فبراير". وتحدث المندوب الروسي عن نشاط منظمة "الخوذ البيضاء" في الغوطة، قائلا إنها تتنكر على أنها "منظمة إغاثية" وتتعاون بشكل وثيق مع الجماعات الإرهابية وتتلقى التمويل من خارج البلاد وتشكل عادة ما "المصدر الأصلي للأخبار المفبركة المدفوعة الأجر". وشدد نيبينزيا على أن السفارة الروسية قد تعرضت للقصف مرارا، فيما لم تصدر إدانات دولية بالأمر وهو ما يحمي المجرمين من العقاب. وأضاف مندوب روسيا أن الهستيريا الكبيرة في وسائل الإعلام العالمية لا تساهم في فهم الأوضاع في الغوطة، مشيرا إلى أن أطرافا دولية تحاول توجيه تهم إلى روسيا بشأن ما يجري في الغوطة, وبين أنه "يجب ألا ننسى الاستهداف الممنهج للمدنيين من قبل التحالف الدولي في مدينة الرقة".