تسعى الجهات الأمنية في السعودية لكشف غموض وسر أكثر من 32 جثة وجدت في الصحراء متحللة بالقرب من محافظة رنية غرب البلاد. وقد شبه بعض المراقبين العثور على هذه الجثث بأحداث المسلسل المصري الشهير "ريا وسكينه" متوقعين أن تكشف التحقيقات مفاجآت غير متوقعة عن أسباب الوفاة . جاء ذلك رغم تأكيدات المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي ل"العربية.نت" أن التحقيقات وتحليلات الطب الشرعي أرجعت أسباب الوفاة إلى العطش والجوع. وتشير التوقعات المبدئية إلى أن الجثث تعود إلى مخالفين للأنظمة، وقد اتخذوا الصحراء للإخفاء والاختباء عن الجهات الأمنية. كما أعلن مدير شرطة محافظة الطائف العميد مساعد بن ناهس اللهيبي أنه لم يثبت لدى جهات التحقيق وجود أية قضايا جنائية خلف ظاهرة الجثث المتحللة التي عثر عليها أخيرا في محافظة رانية. وقال إن تقارير الطب الشرعي لم تثبت أن هناك قضايا جنائية وراء الجثث المتحللة، متوقعا أن تكون الجثث لعمالة وافدة مخالفة لنظام العمل والإقامة، حاولت التسلل عبر الصحراء وتاهت وتعرضت للعطش، بسبب طبيعة المنطقة الصعبة. ولم يتوقف مسلسل الحصول على مزيد من الجثث، فقد عثر مساء السبت الماضي 18/3/2006 على جثتين إضافيتين ليصبح العدد 32 جثة. ولقد أظهرت تحاليل الطب الشرعي على الجثتين "31" و"32" أن وفاتهما حدثت قبل عدة اشهر، مما يشير إلى أن الوقت كان في فصل الصيف حيث تشتد الحرارة في تلك الصحارى. وقامت أمس فرقة الأدلة الجنائية برفع البصمات عن الجثتين، بعد أن نقلتا إلى ثلاجة مستشفى رانية العام ليتم تحضيرهما ونقلهما إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف" حيث تتواجد الجثث السابقة. وتواصل شرطة رانية تحقيقاتها حول الجثث المتحللة التي تعود لعمالة مجهولة الهوية. وكانت شرطة محافظة رانية عثرت على جثتين متحللتين في منطقة الحمان الواقعة جنوب المحافظة على بعد حوالي 25 كم، وذلك إثر بلاغ من مواطن كان يتجول في المنطقة بعد هطول الأمطار أول من أمس بالقرب من كثبان رملية عالية الارتفاع تعرف في المحافظة باسم (أبا الدفوف) ووجد الجثتين، فسارع بإبلاغ الشرطة حيث انتقل إلى الموقع فريق من خبراء الأدلة الجنائية والطبيب الشرعي وضباط شرطة رنية وقصاص الأثر من أجل فحص الجثتين، ومعاينة الموقع تمهيدا لنقلهما إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف. وذكر مدير شرطة رانية المقدم عبد الله شنان الزهراني أن الجثتين من نفس فئة الجثث السابقة وعثر عليهما في نفس الموقع تقريبا، متحللتان تماما، ومن المرجح أن الوفاة حدثت منذ أكثر من ستة أشهر على الأقل حيث لم يبق منهما إلا العظام، ولا يوجد بالقرب منها أي آثار. ورغم هذه التصريحات، فقد اعتبر الأهالي هذه التصريحات مجرد تطمينات، مشيرين إلى وجود دوافع جنائية، حيث لا يعقل أن يموت 32 شخصا بسبب العطش في مكان واحد، إضافة إلى أن الجثث الأخيرة وجدت خلال الأيام الماضية مما يرجح وفاتها قبل حوالي شهر أو شهرين أي في فصل الشتاء البارد مما يضعف احتمال الوفاة بسبب العطش. وقد زادت قوة هذه الفرضية بعد إعلان مواطن سعودي أنه قد تعرض لمحاولة سلب بالقرب من مدينة رانية، مشيراً إلى إمكانية وجود علاقة بين حالته والجثث المتحللة التي تم العثور عليها خلال الفترة الماضية. وكان سعودي أشار في تصريحات سابقة (رفض الإفصاح عن اسمه) إلى أنه فوجئ منذ عامين أثناء عودته وعائلته من مكةالمكرمة باتجاه منطقة عسير بسيارة (كامري- موديل 2003م) تحاول إيقافه على الخط السريع والاصطدام به، إلا أنه استمر في السير ثم توقف بعد مسافة قصيرة ليراقب ركابها. وأضاف أنه شاهد بعد توقفه شخصا يخرج من السيارة الكامري ويستلقي على مقدمة سيارته، ثم سمع أثناء ذلك صرخات استغاثة من داخل السيارة. ولقد أثارت الجثث المتحللة هلع واستغراب سكان المنطقة حتى أن بعضهم توقع وجود سفاح وراء هذه الجرائم بحيث يقوم بإدارة عصابة للقتل ورمي ضحاياه في تلك الصحاري الشاسعة، في إثارة قلق المواطنين. يقول ناصر السجادي إن ظهور هذه الجثث وبهذه الكمية، أثار الفزع والهلع بالمحافظة، مشيرا إلى أن مسلسل ريا وسكينة قد يدفع بعض المجرمين إلى تنفيذ ما قد شاهدوه ضمن حلقاته، وقد طلب من أبنائه حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم في حالة تعرضهم للخطر العربية نت
