نشبت أزمة خليجية جديدة بين دولة اﻻمارات من جهة وسلطنة عمان من جهة أخرى على أصول ونسب القائد اﻻسلامي المهلب بن أبي صفرة اﻷزدي . حيث نظمت سلطنة عمان ندوة قبل عدة أيام للتأكيد على عُمانية « المهلب بن أبي صفرة » اﻷزدي العماني، وذلك استباقا للمسلسل اﻹماراتي الذي بدأ بعرضه تلفزيون أبوظبي في ليالي رمضان عن « المهلب » في محاولة ﻹثبات نسبه لﻺماراتيين . وبحسب مراقبين ومطلعين على التاريخ اﻻسلامي فإن « المهلب » الذي لعب دورًا بارزًا في التاريخ اﻹسلامي بوصفه أحد أركان الدولة اﻷموية، يعود نسبه ﻷصول يمنية وبالتحديد الى قبائل اﻷزد التي هاجرت واستقرت في عمان بعد أن تفرقت أيادي سبأ، مؤكدين بأن على كل من اﻻمارات والسلطنة اﻻعتراف أوﻻً بنسب المهلب لكي يسهل عليهم تحديد جنسيته أو مقر إقامته . وفي خضم الصراع على هوية المهلب قال مستشار سلطان عمان « قابوس بن سعيد » للشؤون الثقافية « عبدالعزيز بن محمد الرواس » إن ندوة « المهلب بن أبي صفرة » جاءت ل « وقف اﻻعتداء على أسلافنا وعلى تاريخ رجال عظام خدموا البلاد والعباد في كل مكان ذهبوا إليه » . وأوضح « الرواس » ، في تصريح صحفي أثناء افتتاحه للندوة، أن « التاريخ ليس إرثًا ﻷحد، لكن الشخصيات تعود إلى أوطانها وﻻنتمائها » . وتابع مشيرا إلى اﻹماراتيين : « تمنينا أن تكون جلستنا هذه لمد جسور الحوار مع اﻵخرين ليكونوا جزءًا من هذه اﻷرض الطيبة التي تحتوي الكثير، لكنهم تركوا عمانيتهم وذهبوا لشيء آخر، تاهوا في اﻷرض أربعين عامًا، وعادوا اﻵن مرة أخرى يريدون أن يكونوا عُمانيين، فعلى الرحب والسعة، لكن يجب أن نسمي اﻷشياء بمسمياتها ونعطي الحق ﻷصحابه » . وأكد مستشار السلطان « قابوس » ، أن « اﻻعتداء على اﻷموات ليس من شيم الكرام » ، مشيرا إلى أن « الندوة جاءت ﻹنصاف الحق والتاريخ الممتد منذ مالك بن فهم وما قبل ذلك، منذ الملكة شمساء إلى عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد » . وكانت أولى محاوﻻت أبو ظبي لنسب « المهلب » لها قد بدأت عام 2014 عند صدور كتاب « المهلب : من دبا إلى مطلع الشمس » لكاتبه « رياض نعسان آغا » بدعم من هيئة الفجيرة للثقافة واﻹعلام وعن دار « ممدوح عدوان » للنشر والتوزيع . وكتب مقدم الكتاب « محمد مؤنس عوض » نصا قال فيه : « من حق أبناء دولة اﻹمارات العربية المتحدة المفاخرة بأن بلدهم أنجبت يوما فارسا ﻻ يشق له غبار دونت كتب التاريخ أخباره بالفخر واﻹجلال واﻹكبار، ويصلح بجدارة أن يكون قدوة للناشئة الذين تتوثب أرواحهم نحو المجد والفخار في صورة المهلب بن أبي صفرة اﻷزدي » . وفي ذات السياق استنكر ناشطون على مواقع التواصل اﻻجتماعي، استغلال اﻹمارات للمسلسل الذي تنتجه عن « المهلب بن أبي صفرة » للهجوم على قطر، وذلك بعد نشر مقطع مصور للاعلان الدعائي للمسلسل . ويظهر المقطع المتداول من اﻹعلان الدعائي، أحد أبطال المسلسل وهو يخاطب شخصا وصفه بالقطري قائلا : « لقد نفد صبري على ما تفعله يا قطري، وإني أرى أن دفع بلائك عن أرض المسلمين أعظم من صداقتنا وجوارنا »