65 ألف معاق جراء العدوان و400 ألف طفل عرضة لخطر الإعاقة بسبب سوء التغذية في ظل استمرار العدوان السعودي الأمريكي على وطننا اليمني والمتزامن مع حصار اقتصادي بري وبحري وجوي جائر بكل المقاييس الإنسانية والمعايير الدولية..تعددت صور التداعيات المأساوية المترتبة على هذا العدوان الإجرامي.. أحد أبرز هذه التداعيات الكارثية تتمثل في تبديد أحلام الملايين من الأبرياء من ذوي الاحتياجات الخاصة وإضافة قوافل جديدة من المعاقين بكل فئاتهم المتعددة تبعا لأنواع الإعاقة.. للوقوف على أبرز مظاهر وأشكال المعاناة التي طالت حياة هذه الشريحة المجتمعية الخاصة كان ل 26 سبتمبر هذا الاستطلاع الميداني:
تداعيات خطيرة البداية كانت مع الأستاذ عثمان الصلوي - رئيس اتحاد جمعيات رعاية المعاقين الذي تحدث قائلا : ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف شخص هو إجمالي عدد شريحة المعاقين بمختلف فئاتهم في الجمهورية اليمنية حتى تاريخ بدء العدوان السعودي الأمريكي على وطننا اليمني في ال 26 من مارس 2014 م، ترتب على ذلك العدوان الغاشم الكثير من التداعيات السلبية والخطيرة المبددة لأحلام هذا العدد الكبير من المعاقين والمعكرة لصفو حياتهم .. الكثير من المؤسسات والمراكز المعنية بخدمتهم ورعايتهم طالها قصف وتدمير طائرات العدوان في تعز وصنعاء والحديدة، دمرت مباني هذه المؤسسات ووسائل مواصلاتها واستهدفت مراكزها .. وأغلق بعضها وبعضها الآخر أصبحت غير قادرة على خدمة المعاق ..
لا حياة لمن تنادي نحن في الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين باعتبارنا الصوت الأقوى للدفاع عن حقوق المعاقين والجمعيات الداعمة لهم، سجلنا اعتراضنا، ونظمنا الكثير من الوقفات الاحتجاجية وأصدرنا بيانات التنديد والإدانة لاستهداف العدوان لهذه المؤسسات المعنية بخدمة المعاقين والتي يحرم المساس بها في نصوص الاتفاقيات الدولية، ولكن لا حياة لمن تنادي . في ظل استمرار العدوان الغاشم المتزامن مع حصار جوي وبري وبحري جائر طيلة ثلاثة أعوام ونصف أو ما يزيد عن ذلك تضاعفت معاناة هذه الشريحة، وأصبحت إمكانيات رعايتهم وتأهيلهم شبه منعدمة بسبب منع العدوان دخول العلاجات وغيرها من مستلزمات الرعاية الكاملة لهم .. ويضيف الصلوي : الأخطر من ذلك كله هو انضمام قوافل جديدة الى شريحة المعاقين بسبب استهداف العدوان للكثير من المدنيين الأبرياء في منازلهم وفي الأسواق الشعبية وفي المدارس والمستشفيات والصالات وحفلات الزفاف .. والأمثلة على ذلك كثيرة . هناك قرابة 65 ألف معاق جديد بسبب العدوان وهناك قرابة 400 طفل في عموم محافظات الجمهورية معرض لخطر الإعاقة بسبب الاصابة بسوء التغذية الذي قد يؤدي إلى ضمور العضلات أو حصول الشلل الدماغي ... أعداد المعاقين بسبب العدوان في تزايد كبير وتصاعد يومي وهي سابقة خطيرة تنبئ بحدوث كارثة إنسانية لاسيما في ظل استمرار الحصار وعدم كفاية المنشآت الصحية والمؤسسات الخاصة والمعنية برعاية وتأهيل المعاقين .
معاناة شاملة على ذات السياق تحدث إلينا الدكتور علي مغلي - نائب مدير صندوق رعاية وتأهيل المعاقين قائلا : في الحقيقة لقد تسبب العدوان المستمر على اليمن منذ ثلاث سنوات بمعاناة شملت اليمنيين بشكل عام والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص والذين تصدروا ضحايا العدوان الغاشم على اليمن، الذي تسبب بتدمير البنية التحتية واستهدف عددا من المباني الخاصة بذوي الإعاقة وكذا المصانع والمؤسسات التي كانت تشكل رافدا لموازنة الصندوق، الأمر الذي انعكس سلبا على إيرادات الصندوق التي تناقصت بنسب كبيرة وصلت الى ما يزيد على 70% ، فضلا عن ما تسبب به العدوان والحصار الذي فرض على اليمن من انعدام الأدوية وتوقف عدد من المراكز والجمعيات العاملة مع الأشخاص ذوي الإعاقة نظرا لصعوبة الحركة وانعدام الوقود . انتكاسة كبيرة كما أن العدوان على الوطن أنتج معاقين جدد جراء القصف العشوائي والغاشم الذي استهدف المدنيين في مختلف محافظات الجمهورية . واجمالا يمكنني القول أن العدوان قد تسبب بانتكاسة كبيرة وغير مسبوقة للأشخاص ذوي الإعاقة الذين تعرضوا لأضرار صحية ومادية ونفسية بالغة، ولعلهم الأكثر تأثرا من العدوان على الرغم من بقائهم في الظل دون تسليط الأضواء عليهم . ويضيف الدكتور مغلي : كما أن استهداف العدوان للمنشآت التي كانت تقدم دعمها للمعاقين كمصانع الإسمنت والمطارات وعدد آخر من الشركات أدى الى تراجع مخيف في ايرادات الصندوق التي كان يتحصل عليها وفقا لقانون إنشائه، الأمر الذي أحدث فجوة كبيرة بين عدد طالبي الخدمة من الأشخاص ذوي الاعاقة وبين العجز في الموازنة السنوية للصندوق، وهو ما انعكس سلبا على قدرة الصندوق على الإيفاء بكافة التزاماته تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، فيما يتعلق بمتطلبات الرعاية والتأهيل للمستفيدين من الاشخاص ذوي الاعاقة وخاصة في جانب توفير الادوية والمستلزمات الطبية والاجهزة التعويضية وكذلك متطلبات الجمعيات والمراكز العاملة مع ذوي الاعاقة في مختلف المحافظاتاليمنية . وهناك تحديات أخرى فرضها العدوان تتمثل في إجراء نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن وعدم قدرتنا على سحب مستحقات الموازنة التشغيلية للصندوق والجمعيات والمراكز العاملة مع الأشخاص ذوي الاعاقة على الرغم من أننا نمتلك حسابا جاريا في البنك .
خطة طموحة لدينا خطة طموحة نسعى جاهدين لتطبيقها خلال العام القادم رغم التحديات الماثلة، وأبرز ملامح هذه الخطة إعادة النظر في اللوائح والأنظمة الخاصة بعمل الصندوق وإصدار دليل الخدمات الذي يمكن الأشخاص ذوي الاعاقة من الحصول على الخدمات بسهولة ويسر ودون عناء، واعتماد نظام آلي للتخلص من المركزية وضبط المعاملات والخدمات داخل الصندوق وفروعه في المحافظات . ندعو الحكومة والمجلس السياسي الأعلى إلى إيلاء هذه الشريحة الهامة في المجتمع كل الرعاية والاهتمام، وتقديم التسهيلات لها كونها تستحق ذلك وتمثل نسبة كبيرة في المجتمع اليمني . كما ندعو الجهات الحكومية الى القيام بواجباتها في تقديم الخدمات التعليمية والصحية والرعاية الاجتماعية وغيرها من الخدمات كلا فيما يخصه، وعدم اعتمادها بشكل كلي على صندوق رعاية وتأهيل المعاقين .. ونتمنى أيضا من المنظمات الدولية والمحلية التفاعل مع قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة والإسهام في تقديم الخدمات الطارئة والضرورية لهم . الأستاذ قاسم الحمران - رئيس مؤسسة الجرحى في تصريح سابق له أكد أن آخر الاحصائيات التي وصلت إلى المؤسسة من مصادر معتمدة تقول إن إجمالي عدد المعاقين الجدد وصل إلى 3800 منها 240 حالة شلل رباعي وحوالي 800 حالة تعرضت لإصابة مباشرة في الدماغ أدت إلى حالة شلل نصفي و 840 حالة بتر و 600 حالة إعاقة سمعية و 530 حالة إعاقة بصرية و 380 حالة إصابة في العمود الفقري أدت إلى شلل في الأطراف السفلية و 450 إعاقة عصبية وأوتار وأضاف هذا ما هو مثبت لدينا ولا شك في أن العدد قد تزايد ما دام الحصار قائماً والعدوان مستمراً .