ألف نعم للسلام ومليون لا للحرب على اليمن وتدميرها وحصارها وقتل أبنائها وتجويعهم وتشريدهم وإذلالهم وظلمهم وانتهاك حرمهم وغمطهم حقوقهم وتمزيق بلادهم والسطو على مقدراتها وثرواتها.. نعم للسلام بين اليمنيين ونعم لشعب يمني آمن مستقر مستقل موحد كامل السيادة على كافة أراضيه ومنافذه البرية والبحرية نافذ القرار داخل بلده محترم المشيئة من خارجها ونعم أيضاً للسلام والعلاقات الودية والندية مع الأشقاء.. نعم للسلام ولعنة الله على من طلب هذه الحرب وشنها وعلى من يعمل على استمرار باطلها وفجورها ويعين عليه أو يساهم فيه ولو بكلمة وعلى كل من يداهنه أو يتخاذل عن قتاله أو يتهاون فيه أو يخذل غيره أو يضلله, ولكن السلام لا يمكن تحقيقه ورياح السلام لا يمكن أن تهب إلا من خلال العدل والإنصاف أو التراضي على ما دونهما أو تعاون الجميع وتضافر الجهود على قتال الباغي وإرغامه على قبول العدل.. أما العدل فيقول: إن اليمن كالمملكة والإمارات ومصر دولة مستقلة كاملة السيادة في إدارة شؤونها الداخلية وعلاقاتها الخارجية وأن اختيار نظامها السياسي والصراع على السلطة وتغيير الحكام بطريقة سلمية أو غير سلمية هو شأن داخلي وكل أراضيها وسواحلها وجزرها وحدودها تقع ضمن نطاق المسؤولية الدولية للدولة اليمنية وهي وحدها من يتحمل مسؤولية حمايتها وتبعات كل ما يصدر منها وانتهاك ذلك من الخارج عدوان والتفريط به من الداخل خيانة والعدل يقتضي أن يكف المعتدي عن عدوانه ويعتذر عنه ويتحمل التبعات كاملة ويحاكم الخائن على خيانته ونحن مسلمون بهذا وملتزمون به وأما التراضي فلن يكون إلا بوقف العدوان وجبر الضرر وهذا ما بذلناه في كل مفاوضات السلام ولكنهم مصممون على البغي.. ولم يبق إلا قتال الباغي كما أمر الله حتى يفيء إلى أمر الله ويتحقق السلام والاستقرار.. نريد السلام الذي يكف الأذى ويوقف الحرب وينصف بلدنا المدمر ونساءنا وأطفالنا المدفونين تحت الأنقاض بغياً وعدواناً ويرضي فلذات أكبادنا الذين امتلأت بهم رياض الشهادة ويجبر نفوس الثاكلة والأرملة والايم واليتيم أما سلام التجويع والحصار والبلد المحتل والممزق فهذا ليس سلاماً وإنما امتهان وصورة أخرى للحرب القذرة التي تشن علينا بغيا منذ أربع سنوات ودفاعاً عن الغطرسة و العدوان.