الناظر في حال الأمة العربية والإسلامية والمستوى الذي وصلت إليه من الذلة والخضوع لدول الاستكبار العالمي وخاصة أمريكا ومستوى الهيمنة والتحكم في جميع أمور هذه الدول الخاصة والعامة يتعجب ويصيبه الذهول مما يرى. لنتأمل إلى جميع حكام الدول العربية والإسلامية من الذي يستطيع أن يقول لا في وجه أمريكا أو أن يرفض لها قرار واحد.. لا أحد لا أحد.. لنتساءل هل هذه الحالة يرضى بها الله لنا أو ترضي رسوله عنا ..لا والله فالله لا يريد لنا إلا العزة قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} فالعزة من الله من السير على نهجه والآيات كلها ليست لعهد الرسول فقط بل لكل زمان ومكان. وهنا نتساءل من هم المؤمنين الذين يخاطبهم الله في كتابه أليسوا جميع المؤمنين من عهد رسول لله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. يعني ذلك أننا مخاطبين ومكلفين بجميع الأوامر القرآنية التي خاطب ووجه الله نداءاته وأوامره بقوله: “يا أيها الذين امنوا، الذين امنوا، المؤمنين” لو استشعرنا هذا الأمر لتغير في واقعنا كثيرا, فرسول الله كان يحرك المؤمنين المسلِمين لهذه التوجيهات وكان في طليعتهم وأول المنفذين لهذه التوجيهات ومن هذه التوجيهات التوجيه بقتال الكفار والمشركين المعتدين الظالمين وكان يتحرك في كل الغزوات ليقاتل أعداء الله كان يتحرك لنصرة المستضعفين كان يتحرك غيرة لمحارم لله التي تنتهك، تحرك في إحدى الغزوات لنصرة امرأة مسلمة بعد أن كشف عورتها أحد اليهود فغضب رسول الله لذلك وتحرك تحرك قوي ومباشر فقال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريضة) تحرك من ساعته حتى أنه قدم التحرك على الصلاة لعلمه أن باقي العبادات لا تقربك إلى الله في وقت هناك ما هو أوجب وأقدم وهو الذود عن حُرمات الله. فالبعض أصبح عنده الدين و”السنة” مجرد المحافظة على السواك والثوب القصير أو المحافظة على الصلوات في المسجد وهذه أشياء طيبة لكن إذا تمسكنا بهذه الأشياء في وقت يحدث فيه انتهاك حرمات الله من سفك للدماء وانتهاك للأعراض فلا تصبح لها قيمة عند الله فالقتال أولى وأقدم.. إن كانوا يتبعوا سنته فليقتدوا به في جهاده وقتاله في صبره ورباطه، إن كانوا يعبدوا الله ويتبعوا أوامره فليتبعوا أوامره القرآنية الواضحة كوضوح الشمس في كبد السماء التي تحدث فيها عن صد المعتدين وعن قتال من بغى علينا حتى وإن كانوا مسلمين ،لكن البعض قد طبع الله على قلوبهم كمثل الذي قال الله تعالى عنهم: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض} الذين هم من بني إسرائيل فهم يتبعوا من الأوامر الإلهية ما وافق أهوائهم ويتركوا ما فيه مشقة عليهم، إن كانوا يتبعوا رسول الله فالرسول تعب وسب وشتم وجاهد وحوصر وجرح هل هؤلاء أحب إلى الله من رسوله فيتعب رسول الله وهم يرتاحوا في بيوتهم أم هل يريدوا أن يدخلوا الجنة مع الرسول ولم يعانوا ولم يقاتلوا في سبيل الله كما عانى وقاتل رسول الله: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيب). الواجب على من يحب رسول الله صلوات الله وعلى آله الاقتداء به والسير على نهجه في جميع الظروف والأحوال وإلا فلا يفكر أنه سيدخل الجنة برفقته والله المستعان.