لقد برهنت القبيلة اليمنية بأنها شريك أساسي في صناعة الفعل الوطني التاريخي وانها اي القبيلة اول من ابتدعت كتابة أول دستور في الشرق قبل الإغريق واليونانيين والمتمثل بالأعراف القبلية والتي بموجبها كانت تنظم حياة القبيلة الاجتماعية والثقافية والقيمية والاخلاقية الأمر الذي بدوره جعل من القبيلة اليمنية قديماً وحديثاً لبنة أولى في مدماك بناء الدولة اليمنية الحديثة ..ناهيك عن أن الاعراف القبلية في اليمن شكلت الحصن الحصين للفرد والمجتمع كونها ثقافة تشربها ابناء القبيلة اليمنية مبنية على قيم سامية تقدس الحرية وترفض الذل والإرتهان والتبعية وترفع من قيمة الكرامة الإنسانية, وبالتالي اصبحت القبيلة واعرافها تمثل مدرسة في الوطنية تعلم الاجيال جيلاً بعد جيل قيم ومبادئ حب الوطن والتضحية في سبيله بالروح والدم واعتبار ذلك أغلى واعلى مرتبة شرف يناله كل من يقدم دمه وماله في سبيل الدفاع عن الوطن والذود عن حياضه وكرامة وعزة ابنائه.. ولا نبالغ هنا اذا قلنا بان القبيلة اليمنية اليوم هي بمثابة الدرع والسيف بيد الدولة في مواجهة العدوان البربري الوحشي الغاشم على اليمن وهاهم أبناء القبائل اليمنية يجددون العهد لقائد الثورة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي بانهم ماضون على دروب آبائهم الفاتحين للدفاع عن الأرض والعرض كأحفاد للإنصار وان خيارهم الوحيد هو الصمود حتى دحر الاحتلال عن كل ذرة رمل في الوطن» 26 سبتمبر»استضافت شيخ مشايخ مديرية بني الحارث بصنعاء ورئيس منظمة المجتمع اليمني للإعراف القبلية والتنمية الإجتماعية بالجمهورية اليمنية الشيخ المناضل/ عامر محمد حسين حمود سعدان وأجرت معه حوار صحفي فإلى حصيلة ما قاله: حوار: عبده سيف الرعيني بداية..كيف تلخصون الموقف القبلي من العدوان الغاشم؟ يتجسد الموقف القبلي من العدوان البربري الوحشي الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي عملياً وعلى أرض ميادين المعارك الدفاعية من خلال المشاركة الفاعلة فيها من قبل أبناء القبائل اليمنية الشرفاء والذين يتصدرون الصفوف الأولى جنباً إلى جنب مع رجال الرجال من مقاتلي الجيش اللجان الشعبية والذين يجترحون اليوم الإنتصارات العظيمة في كافة جبهات البطولة والشرف والعزة والكرامة وان معركتنا اليوم ضد العدوان الغاشم هي معركة مقدسة ومصيرية بإعتبار أننا نواجه عدواناً كونياً على اليمن يستهدفنا وجودياً وقد تجلى الموقف القبلي مبكراً من مخاطر هذا العدوان وأهدافه المبطنة فكانت القبيلة هي المبادرة الأولى وكان الموقف القبلي وطنياً 100% وضد العدوان ومخططاته المعلنة والخفية. تواصل مواكب الدعم للجبهات ماذا عن دور القبيلة اليمنية في عملية الكفاح المسلح ضد الغزاة المحتلين قديماً وحديثاً؟ لقد برهنت القبيلة اليمنية منذ الأزل وحتى اليوم بأنها شريك أساسي في صناعة الفعل الوطني التاريخي الأمر الذي جعل من القبيلة اليمنية قديماً وحديثاً أن تكون اللبنة الأولى في بناء الدولة اليمنية الحديثة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ناهيك عن دورها المباشر أي القبيلة اليمنية في عملية الكفاح المسلح ضد الاستعمار في جنوب الوطن والاستبداد في شمال الوطن في ستينيات القرن المنصرم وقد برز هذا الدور لأبناء القبائل في معارك الدفاع عن الثورة اليمنية 26 سبتمبر وال14 من اكتوبر المجيدتين وهاهي القبيلة اليمنية تثبت مجدداً بأنها السياج المنيع الذي تتهشم على أسواره رؤوس المعتدين والغزاة ومرتزقتهم وما مواكب الدعم من رجال الرجال من ابناء القبائل اليمنية التي تتوافد اليوم الى جبهات القتال إلا خير دليل على صدق ما نقول. الأعراف دستور دائم للقبيلة ماذا يمكنكم الحديث عن أهمية الأعراف القبلية للفرد والمجتمع وهل العرف القبلي كان السمة المميزة للقبيلة اليمنية وحدها على مستوى العالم؟ لا ريب بأن الأعراف القبيلة هي إحتكار وإبتكار للقبيلة اليمنية وحدها حيث تميزت به القبيلة اليمنية منذ نشأتها الأولى قبل الإغريق واليونانيين ويحق اليوم لكل يمني بان يفتخر ويعتز بموروثه الثقافي الحضاري الإنساني في هذا والمتمثل بالاعراف القبلية.. حيث قد كان للقبيلة اليمنية شرف السبق في كتابة أول دستور ينظم حياتهم «الاعراف القبلية» قبل آلاف السنين حينها كانت الإنسانية البدائية لا تستطيع توفير الملبس, ويكتبون أول دستوراً ينظم حياتهم الاجتماعية والمسمى الاعراف القبلية هذا من جانب ومن جانب آخر فان الاعراف القبلية قد تم تصويبها وتعديلها بعد ظهور الإسلام بما لا يتعارض وعقيدتنا الإسلامية المحمدية , ولاشك أيضاً بان الاعراف القبلية في الوقت الراهن قد حصنت ابناءنا من اختراق قيمة الدينية والوطنية, وبالتالي فان الاعراف القبلية باختصار اصبحت اليوم بمثابة المدرسة التي يتعلم منها الاجيال جيلاً بعد جيل معاني الوطنية والمواطنة الصالحة وقدسية الإنتماء للوطن. القبيلة شبت عن الطوق كيف تفندون رهانات العدوان ومحاولاته البائسة على اختراق القبيلة اليمنية منذ ثلاث سنوات ونصف السنة وحتى اليوم؟ هي رهانات خاسرة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وعلى العدوان وقادته وادواته من المرتزقة أن يدركون يقنياً بأن القبيلة اليمنية قد شبت عن الطوق وباتت ناضجة وواعية بكل الاهداف الخبيثة لدول العدوان من وراء هذه الحرب الظالمة ضد الشعب اليمني وعلى العدو السعودي خصوصاً أن يدرك أن الرعيل الأول من بعض المشايخ الذين باعوا أنفسهم له مقابل صرة من المال المدنس وكانوا سبباً في إرتهان القرار السياسي بيد العدو السعودي قد ولوا وذهبوا الى مزبلة التاريخ وقد كشفوا أمام شعبهم غير مأسوف عليهم وأن ما ارتكبه دول تحالف العدوان بقيادة السعودية بالشعب اليمني من جرائم إنسانية كفيلة بان تجعل النظام السعودي العدو رقم واحد للشعب اليمني جيلاً بعد جيل حتى يرث الله الارض ومن عليها وان طواغيت النظام السعودي والأماراتي لو دفعوا كل كنوز الدنيا لن يستطيعوا جبر الضرر النفسي والأذى الكبير الذي قاموا به في حق شعبنا المظلوم الصابر الصامد ولن ينخدع اليمانيون الأحرار مرة اخرى ولن يستطيعوا استدراجنا الى فخهم حتى وان جاونا بلحى الرهبان او بدجاجيل كسرى فان نفاقهم قد بان وهم اليوم اقرب الى الكفر منه إلى الإيمان وان لبسوا اقنعتهم الدينية المزيفة لن يستطيعون اختراق القبيلة اليمنية مرة اخرى ورهاناتهم كلها. واجب ديني ووطني ما الرسالة التي يمكن ان تقولونها هنا؟ رسالتي الأولى للقبيلة أدعوكم بداعي القبيلة بأن تلبوا النداء نداء الجهاد في سبيل الله والوطن وأن تستمروا في رفد الجبهات بالرجال والمال لأن ذلك يعتبر واجباً دينياً ووطنياً وفرض عين على كل مسلم ومسلمة ولا يسقط عن أحد. رصيد حضاري مامدى واقعية ان اليمنيين اليوم يتعرضون لمؤامرة كونية تستهدفهم وجودياً؟ ما تفضلت به في سؤالك آنفاً فيه من الواقعية ما يبرر طرحه.. نعم كشعب يمني يملك رصيداً حضارياً إنسانياً عمره عشرات آلاف سنة نتعرض فعلاً اليوم لمؤامرة وتحالف كوني دون شك في ذلك وكلنا أبناء هذا الشعب مستهدفون وجودياً بما فينا تلك أدوات العمالة من ابناء جلدتنا هم ايضاً مستهدفون في هذه المؤامرة, ولكن تبقى إرادة الشعوب في الحياة الكريمة هي الغالية والمنتصرة لا محالة لان الله معنا. نقاتل تحت راية الحق واخيراً.. ماهي الكلمة التي تحبون توجيهها للجيش واللجان الشعبية المرابطين في الجبهات؟ رسالتي المختصرة لهؤلاء الأبطال رجال الرجال من ابناء القوات المسلحة واللجان الشعبية المرابطين في جبهات وميادين البطولة والشرف أنتم تحت راية الحق وعدوكم تحت راية الباطل والضلال..أنتم اليوم تصنعون الفعل الوطني التاريخي.. أنتم تدافعون اليوم ليس عن شعبكم جيل الحاضر فقط وإنما تدافعون عن شعب شيد أو حضارة انسانية منذ عشرة آلاف عام تدافعون عن رصيد حضاري إنساني عمره آلاف السنين والنصر حليفكم.. النصر قاب قوسين أو أدنى.