سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبدالقادر المقبولي- رئيس منظمة تهامة للحقوق والتراث الإنساني- ل«26 سبتمبر»:48 شهيداً مدنياً و 132 جريحاً و 86 منزلاً دمر كلياً خلال عشرين يوماً من تصعيد العدوان في الحديدة
كشاهد وراصد لجرائم العدوان بحق الإنسان والبيئة والتراث والمعالم الأثرية في الحديدة.. كشف عبدالقادر المقبولي رئيس منظمة تهامة للحقوق والتراث الإنساني عن جملة من الاعتداءات والجرائم التي ارتكبها وما يزال يرتكبها تحالف العدوان السعودي- الإماراتي بحق أبناء الحديدة، خصوصاً التصعيد الأخير الذي مثل الاستهداف الأكبر للمدنيين والمساكن والمزارع والنازحين والبيئة البحرية والبرية. لقاء: عبدالحميد الحجازي بداية.. ما الأعمال التي تقوم بها منظمة تهامة للحقوق والتراث الإنساني؟ منظمة تهامة كانت بدايتها عبارة عن مبادرات شبابية ومع الأوضاع التي تعيشها بلادنا وخاصة محافظة الحديدة وتفاقم الوضع الإنساني، تم تفعيلها كمنظمة في مواجهة الأوضاع والأزمات التي تعيشها تهامة والحديدة بشكل خاصة.. وينصب اهتمام منظمة تهامة على جانب حقوق الإنسان سواء الحقوق الاقتصادية أو الاجتماعية.. كما أن المنظمة تهتم بالتراث الإنساني البشري والمادي الذي تعرض ويتعرض حالياً للاستهداف من قبل العدوان. ونهتم في منظمة تهامة بتأهيل الكوادر في مجال حقوق الإنسان ونشر التوعية بحقوق الإنسان على مستوى ونطاق واسع ليصبح المجتمع المدني أكثر تفاعلاً مع قضايا حقوق الإنسان، ومعظم الأعمال والمهام التي نقوم بها تجاه المجتمع تنطلق من منطلق إنساني بحت بغض النظر عن اتجاه أو انتماء أفراد المجتمع الحزبية والاجتماعية. تقرير مشترك من خلال مسمى منظمتكم تشعبت ما بين الحقوق والتراث الإنساني.. ما الذي قمتم به خصوصاً في جانب الرصد للانتهاكات الحقوقية واستهداف التراث؟ بالنسبة لما تم رصده فقد أصدرنا تقريراً مشتركاً بالأرقام مع وزارة حقوق الإنسان، وكان التقرير منصباً على الفترة من تاريخ إعلان وزير الدفاع الأمريكي وقف العدوان النزاع في الحديدة بحسب ما روجت له وسائل إعلام دول العدوان، والحقيقة أن هذا الإعلان مثل الاستهداف الأكبر للمدنيين والمساكن والمزارع وحتى النازحين.. فتصاعدت العمليات العسكرية وبلغ عدد الشهداء خلال 20 يوما فقط 48 شهيداً أغلبهم من النساء والأطفال والمدنيين العزل. وعملنا في جانب الرصد مستمر مع ارتكاب العدوان للجرائم بشكل يومي ومن ذلك جريمة غليل التي أودت بحياة الكثير من المدنيين وكذلك استهداف منطقة المصانع في كيلو 16 الذي أدى إلى تشريد ما يزيد عن 15 ألف أسرة بعد فقدان من يعولهم عمله ومصدر دخله الوحيد في مصنع (يماني) والمصانع الأخرى، أصبح سكان الحديدة يعيشون كارثة إنسانية بكل المقاييس كارثة بالمسمى الكبير ولكن لم تطرق هذه الأوضاع سمع الأممالمتحدة أو تلفت نظرها لوقف العدوان والتصعيد في الحديدة، بل وجدنا أن هناك تداعيات أكثر تدميراً وأكثر دعوة للتدمير والخراب في الحديدة، ولو تم وقف بيع الأسلحة لدول التحالف السعودي الإماراتي واتخاذ مواقف سياسية جادة لانتهت معاناة الإنسان في الحديدةواليمن التي لاتزال مستمرة لما يقارب الأربعة أعوام. شريان إنساني لاشك أن استهداف ميناء الحديدة وجعله ضمن بنك أهداف تحالف العدوان سيزيد من المعاناة الإنسانية.. كيف ترون ذلك؟ بالنسبة لميناء الحديدة لم يكن الاستهداف الأخير بضربه عشية التوجه للمشاورات في السويد هو الأخيرة، بل سيستمر الاستهداف للميناء وسبق أن استهدف في 8 أغسطس من هذا العام واستهدف أيضا في الفترات الماضية.. ويحتل ميناء الحديدة أهمية كبيرة باعتباره مع ميناء الصليف الشريان الذي يلبي احتياجات اليمنيين الأساسية والإنسانية، حيث تعتمد بلادنا على استيراد ما نسبته 80-90% من احتياجاته الأساسية، لذا فإن مينائي الحديدة والصليف هما المدخلات الرئيسيات والوحيدات لتقديم المساعدات والسلع والبضائع لأكثر سكان اليمن وأي إضرار بالميناءين سيؤدي إلى قطع الإمدادات الضرورية عن أكثر من ثلثي سكان اليمن الذين يعتمدون اليوم على المساعدات للبقاء على قيد الحياة. ولابد من النظر إلى مينائي الحديدة والصليف كشريان واحد والحفاظ على استمرار عملهما ضمان لاستمرار شريان الحياة نظرا للعديد من العوامل منها الطاقة الاستيعابية الكبيرة وقرب الميناءين من التجمعات السكانية وتكاليف النقل البسيطة مقارنة بالموانئ والمنافذ الأخرى. استهداف النازحين وماذا عن تعاملكم مع الوضع الإنساني ووضع النازحين.. هل رصدتم أعداداً معينة للأسر النازحة خصوصاً مع توسع المواجهات والاستهداف؟ شهدت الحديدة ومديرياتها موجة نزوح كبيرة خصوصاً بعد تصعيد العدوان في شهر يونيو من هذا العام على مدينة الحديدة وبالذات منطقة المطار والمنظر وكيلو 16، حيث نزحت العديد من الأسر نزوحاً داخلياً إلى مناطق أخرى في المحافظة والمديريات وكذلك النزوح إلى بقية المحافظاتكصنعاء وإب وريمة والمحويت وذمار، وهناك من نزح إلى محافظة عدن وأغلبهم مازالوا إلى الآن يعانون من عدم تواجد أية إغاثة إنسانية، بل إن بعضهم يسكن في المقابر، فالنازحون كانوا يفرون من الموت إلى الموت ولا تزال طائرات التحالف السعودي الإماراتي تقصف النازحين أثناء نزوحهم وآخر ذلك الاستهداف مجزرة نازحي المصبرية وحيس والنازحين في جولة الخمسين وشارع صنعاء ولا يزال الإنسان في اليمن يعاني الموت سواء بالقصف أو الاستهداف في الأسواق والمنازل والمزارع والنازحين على وسائل النقل العامة والخاصة، لا يزال العدوان مستمراً بالاعتداء على جميع مقومات الحياة الصحية والتعليمية والإنسانية وكذلك البيئة تضررت تضرراً كبيراً من هذا العدوان. التراث الإنساني الحديدة من المحافظات الغنية بالتراث الإنساني والمعالم الأثرية.. ما مدى تضرر التراث الحضاري والإنساني جراء العدوان؟ الحديدة عامرة بالتراث الإنساني وأهمها مدينة زبيد الساحلية على قائمة التراث الإنساني، ولاشك أن العدوان واستمراره يشكل خطراً على المعالم الأثرية فقد استهدف العدوان في شهر يونيو من هذا العام جامع الشيخ احمد الفازة الذي له أكثر من 12ألف سنة، وتعرض الجامع في البداية للتفجير من قبل متطرفين في صفوف العدوان، وفي شهر أغسطس 2018م تعرض الجامع مرة أخرى للاستهداف من قبل العدوان، علماً بأن التعرض للتراث الإنساني والهدم للمساكن والأماكن المشمولة بالحماية الإنسانية، تعد جرائم سيكون لها نتائج كارثية في تقسيم النسيج الاجتماعي، كما أنها ضد ثقافة التعايش والقبول بالآخر، فالتعرض للتراث الإنساني يعمق المزيد من الكراهية والرغبة في الانتقام وكذلك يعرقل أسس أية مصالحة وطنية أو سلام دائم، والمسؤولية في ذلك قانونية ودولية تقع على الدول المعتدية والتي ساهمت في العدوان وستكون مرغمة على التعويض نتيجة تدمير الآثار والمباني والمواقع ذات الأهمية التاريخية أو الفنية أو التراثية.. وهنا نتطرق إلى جرائم مماثلة ارتكبت في يوغسلافيا سابقاً، حيث تم محاكمة مرتكبيها الذين قاموا بتدمير مواقع ومعالم ثقافية خلال النزاع في البلقان وفي تسعينيات القرن الماضي، وهذا ما يجب أن يطبق ضد من استهدفوا معالم وتراث اليمن ويجب تقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية المتخصصة في هذا الجانب. كارثة بيئية ذكرتم أن البيئة تضررت من العدوان.. ما مدى ذلك الضرر؟ بالنسبة للتدمير البيئي فهو واسع في الحديدة نتيجة العدوان، حيث تم تدمير العديد من الشواطئ التي كانت ملاذاً للطيور المهاجرة وفيها كذلك للأشجار والنباتات المختلفة، وتدمير البيئة من خلال البوارج الحربية الموجودة في المياه الإقليمية والدولية التي تطلق العديد من الأسلحة، كذلك التدمير من خلال الأسلحة المحرمة دوليا كقنابل « النابالم « التي تظل في الأرض وتؤدي إلى الموت الجماعي للأشخاص والحيوانات والبيئة.. وعلى ذكر مهددات البيئة فقد حذرنا في منظمة تهامة من وقوع كارثة بيئية وشيكة في البحر الأحمر فيما لو تم استهداف خزان النفط العائم «صافر» بميناء رأس عيسى الذي يحتوي على أكثر من مليون برميل نفط خام، وحدوث تسرب نفطي منه سيؤدي الى كارثة بيئية كبيرة.. علماً بأن تحالف العدوان لم يسمح لحكومة الإنقاذ بتصدير كميات النفط الموجودة في الخزان ولا حتى الاتفاق على بيعها تحت إشراف الأممالمتحدة، كما منع تزويد السفينة «صافر» بالمازوت الخاص بتشغيلها أو صيانتها من التآكل أو التلف، بل عمل من خلال التهديد الإعلامي المبطن بأنه سيستهدف صافر، وهذا سيحدث كارثة بيئية ستطال المياه الإقليمية والدولية في البحر الأحمر، وهنا نجدد مطالبتنا للأمم المتحدة بإدانة كل أعمال تحالف العدوان في منع تفريغ السفينة أو استهدافها، ونطالب بسرعة تفريغ السفينة صافر وتخصيص قيمتها للجانب المعيشي وسداد رواتب الموظفين. بحسب تقرير صادر عن منظمة تهامة للحريات حول جرائم العدوان خلال 20 يوماً من شهر نوفمبر الماضي في الحديدة أي بعد إعلان وزير الدفاع الأمريكي ضرورة إيقاف الحرب في الحديدة 48 شهيداً مدنياً منهم 10 أطفال و3 نساء. 132 جريحاً مدنياً منهم 53 طفلاً و9 نساء. 86 منزلاً تم تدميرها بشكل كلي. 713 منزلاً تضررت بأضرار متفاوتة. كما تم استهداف:- 24 مزرعة. 7 محطات مياه. 25 طريقاً. 29سيارة. 5 مدارس. 4 منشآت حكومية . 9 مخازن غذاء. 8 مصانع. 1 جامعة الحديدة. 5 فنادق. 7 مستشفيات. 64 منشأة تجارية. 1 ميناء الحديدة. 2 مرافق رياضية. 2 أسواق.
