مشاورات السويد انتهت الى تفاهمات حول بعض القضايا الإنسانية ذات الطابع الاقتصادي والعسكري والأمني فيما يخص تبادل الاسرى وهذا موضوع وقع الوفد الوطني قبل اشهر من مشاورات استوكهولم ووقع عليه وفد الرياض قبيل هذه المشاورات التي دار الحديث فيها حول كشوفات الاسرى لدى الطرفين ومرجعيتها من قبل كل طرف وعملية التبادل والآلية التي ستجرى وفقاً لها والجهة الدولية التي سوف تتولى عملية التبادل ومكاني عملية انطلاق التبادل واللذين حددا بمطار صنعاء ومطار سيئون وهكذا يعتبر هذا الملف في حكم المحلول. اما الملف الثاني وهو الأهم ملف الحديدة الذي التفاهم حوله لا يخرج عن صياغ مبادرة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي المعلنة في خطاب متلفز تناول فيه مستجدات المشهد العسكري والسياسي والاقتصادي للحرب العدوانية الاجرامية القذرة التي يشنها التحالف السعودي الاماراتي الامريكي الاسرائيلي والتي تشارف على إكمال عامها الرابع. باختصار- للتذكير- مبادرة السيد تتضمن القبول بإشراف الاممالمتحدة على ايرادات ميناء الحديدة وتجميعها مع بقية الموارد النفطية والغازية والموانئ الاخرى الواقعة تحت احتلال قوات تحالف العدوان وغيرها من الموارد التي جميعها تسلم الى البنك المركزي لتصرف كرواتب لكافة موظفي الدولة في كل القطاعات المدنية والعسكرية.. وحتى تحقق هذه الغاية ينبغي الغاء القرار الاجرامي غير الوطني بنقل البنك المركزي من صنعاء ليكون المقر الرئيسي للبنك هي العاصمة السياسية والتاريخية لليمن صنعاء وتصرف الرواتب لجميع الموظفين اليمنيين في كل اليمن وهو ما كان عليه الحال قبل نقل البنك المركزي الى عدن لاسيما بعد ان ثبت ان نقل البنك المركزي كان قراراً يأتي من قبل تحالف العدوان في إطار الحرب الشاملة والممنهجة لابادة الشعب اليمني وإخضاع ما تبقى منه لاجندة مخططات تحالف العدوان المتمثلة في قبوله لاحتلال موقعه الاستراتيجي ومناطق الثروة وتقسيم المناطق الداخلية في الشمال والجنوب والشرق والغرب الى شبه دويلات متناحرة. طبعاً الاتفاق الضمني حول الحديدة في مشاورات السويد جاء بعد الفشل المتكرر لزحوفات العدوان والتي استخدم فيها اقصى ما لديه من الامكانات التسليمية والقوى البشرية والخطط الحربية وقدرات آلة حربه الاعلامية الدعائية التضليلية والتي لم تجد نفعاً امام ايمان وارادة ابطال اليمن الصناديد في الجيش واللجان الشعبية الذين لم يصدوا عشرات الزحوفات التي استخدمت فيها اقصى قدرات آلة الحرب الحديثة للمعتدين على اليمن لتأخذ صورة المعركة الشاملة من البر والبحر والجو ولكن كل هذا مني بالهزيمة امام صمود قوات تدافع عن سيادة ووحدة واستقلال وطنها وحرية وعزة وكرامة شعبها والتي لا يمكن مقارنتها اطلاقاً بقوات العدوان ومع ذلك قلبوا كل علم الاستراتيجيات والتكتيك العسكري رأساً على عقب ليس فقط في جبهة الساحل الغربي بل وفي كل جبهات المواجهة مع هذا العدوان البربري الغاشم. هذا هو المنحى التي جاءت مشاورات التي لم تنعقد بسبب العراقيل التي وضعها تحالف العدوان السعودي ومشاورات السويد التي انعقدت ولكن لم ترق الى مستوى الحد الادنى مما يجب الخروج به لوضع الخطوة الاولى على طريق الحل السياسي الجدي والمقصود هنا التوقيع على الاطار العام للانطلاق نحو الحل السياسي الذي يقضي قبل البدء به وقف العدوان ورفع الحصار وهذا لم يحصل والاسباب هي ذاتها التي افشلت المشاورات السابقة في جنيف والكويت وعمان وهي الطرف الممثل لحكومة فنادق الرياض وابو ظبي ليس بيده القرار وحضوره فقط للتغطية على استمرار العدوان مرجعين الفشل الى ان وفد صنعاء يرفض القبول بالمرجعيات الثلاث او مثلت الاستسلام وتسليم اليمن أرضاً وإنساناً حاضراً ومستقبلاً لاعدائه وهذا لن يكون ابداً. رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام ونائبه اللواء جلال الرويشان وبقية اعضاء الوفد تحدثوا عن مجريات مشاورات السويد بما فيه الكفاية بحيث لم يبق ما يمكن شرحه او فك شفرات غموضه وتفاهم اشراف الاممالمتحدة على تنفيذ التفاهم حول الحديدة في شقة العسكري والامني او الاقتصادي يرقى اخلاقياً وانسانياً الى مستوى الاتفاقات المكتوبة.. ولأن تحالف العدوان ومرتزقته متجردين من كل القيم والمبادئ غير مأموي الجانب لذا كان لابد ان تتحمل الاممالمتحدة مسؤولية الاشراف على تطبيقه وعلى ابطالنا في الجيش واللجان الشعبية ان يتحلوا باليقظة والجاهزية لمواجهة اي محاولة غدر يقوم بها تحالف العدوان السعودي خاصة قد اثبت لنا وللعالم انه غدار وجرائم غدره يمكن ان يغطيها بالمال الذي به استطاع شراء ضمائر المجتمع الدولي ربما الى وقت قريب اما بعد صمود الشعب اليمني امام شره وجريمة اسطنبول التي فيها ارتكب جريمة قتل فقطيع جثة الصحفي جمال خاشقجي ثم اذابة جثته بالاحماض لتعد هذه الجريمة التي لم يعرف التاريخ مثيل لبشاعتها وارتكبت من قبل دولة لطالما عرفت بوحشية ارهابها لم تعبر يشكلون خطراً عليها.. نقول بعد ان ذلك اصبح غير ممكن فالمال له مداه قد اخذها هذا المدى ومن بعد الآن سوف يرتد على نحو تدمير الى من استخدمه. إجمالاً نقول ان مشاورات السويد كانت نصراً سياسياً واخلاقياً وانسانياً لوفدنا الوطني يوازي انتصار شعبنا وجيشه واللجان الشعبية في ساحات الوغى ويعد بكل المعايير العسكرية والسياسية والاخلاقية قفزة كبرى نحو النصر النهائي سلماً او حرباً.