من خلال المتابعة المستفيضة والقراءة المتأنية سياسياً وعسكرياً ونفسياً ومعنوياً لمجمل مراحل ومسارات المعركة المفصلية بنظر تحالف العدوان في الساحل الغربي منذ انطلاقها في منتصف شهر رمضان المنصرم, توهمت قوى العدوان ومرتزقتها أنها قادرة على حسمها خلال بضعة أيام فقط خصوصاً في ظل التحشيد الكبير والاستعدادات الواسعة إعلامياً وعسكرياً وحتى سياسيا والذي يعتبر بنظر الخبراء العسكريين أكبر وأضخم استعداد عسكري في المعارك الحديثة, ولا يكون إلا في حالة مواجهة جيوش كبيرة لأكثر من دولة وليس في مواجهة قوة كالجيش واللجان الشعبية محدود الإمكانيات والقدرات العسكرية, ورغم هذا كله لم تتمكن قوات الغزو والاحتلال ومرتزقتها من الاختراق أو التقدم في أي جبهة من جبهات الساحل الغربي على مدى شهور, سوى تحقيق الانتصارات الوهمية على وسائلهم الإعلامية وتلقي المزيد من الهزائم والانتكاسات المخزية, وتكبد الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد وهو ما تؤكده لنا المشاهد اليومية الواقعية التي ينقلها الإعلام الحربي بصورة مستمرة ويظهر فيها حقيقة الخسائر والهزائم الكبيرة لقوى تحالف العدوان وعملائهم والتي فاقت كل التصورات والتوقعات بنظر الى فارق القوة. ولو تطرقنا بشكل مقتضب للحالة النفسية والمعنوية لقوى الغزو والاحتلال ومرتزقتهم في معركة الساحل الغربي, لوجدنا أن العامل النفسي كان غائباً أو ضعيفاً لدى كل صنوف القوات المعادية, رغم الاستعدادات الكبيرة والجاهزية القتالية التي سبقت المعركة بفترة طويلة، كما كان يصورها إعلامهم التضليلي والمزيف للرأي العام المحلي والإقليمي إذ اتضح كل ذلك بشكل جلي وواضح أثناء المواجهات المباشرة مع أبطال الجيش واللجان الشعبية في كل مناطق التماس، فالاستعداد النفسي المسبق لخوض المعركة لدى مقاتلي قوى تحالف العدوان لم يكن موجوداً والتوجيه النفسي والمعنوي اللازم المرافق لمسار المواجهات الميدانية لمقاتلي العدوان يبدو أنه غائبا تماماً وحتى التكتيك العسكري هو الآخر يكاد يكون منعدما بدليل التخبط والعشوائية والاضطراب والارتباك الكبير الذي ساد كل تحركات ومسارات قادة قوات الغزو ومرتزقتهم وجنودهم على أرض الميدان. فالخلافات التي ظهرت بينهم جلياً والاتهامات المتبادلة في صفوفهم بالتراجع والعمالة والخيانة والانتكاسات والهزائم والخسائر والاستسلامات الحاصلة لجنودهم كل ذلك يشير وبصريح العبارة إلى الحالة النفسية السيئة التي يعانونها وكان لها تأثيراتها في مجمل تحركاتهم سواءً في جانب التخطيط والتكتيك السليم للمعركة من واقع معطيات ومستجدات الميدان وجغرافية الأرض أو جانب التدريب والاستعداد النفسي الذي يعتمد عليه المقاتل في خوض غمار المعركة بكل طاقاته وقواه وإمكاناته وقدراته العقلية والنفسية والبدنية ويؤمل عليه أيضا تحقيق تقدم أو نصر عسكري يذكر لقد اعتمد تحالف العدوان السعوأمريكي في معركة الساحل الغربي على ثلاثة جوانب فقط ثانوية فقط الجانب البشري الكثيف (الحشود الكبيرة) والجانب العسكري (المعدات والآليات العسكرية) والجانب الإعلامي, وهو اعتماد خاطئ من وجهة نظر المحللين العسكريين والنفسيين ولم تؤد إلى نتيجة إيجابية أو نصر حاسم كون هذه الجوانب الثلاثة لم تساو شيئاً مقابل الجانب النفسي والمعنوي الذي يشكل في الحروب الحديثة ما نسبته 75% من الانتصار في المعركة كونه يتعلق بالنصر الأساسي والمهم الذي يعتبر بمجمل الأحوال العمود الفقري والقوة المحركة الفعالة المعقود عليها تحقيق النصر أو الهزيمة. لقد كشفت معركة الساحل الغربي عن عجز وتخبط ووهن وضعف قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتهم عسكرياً ونفسياً وأظهرت للعالم أجمع مدى الارتباك والتخبط لدى قيادة تحالف العدوان العسكرية وكذلك مستوى وطبيعة العقلية المضطربة والمنهجية الخاطئة التي يتبعونها في حربهم الغاشمة على اليمن عموماً فصاروا محط احتقار وسخرية في نظر كافة المحللين الاستراتيجيين العسكريين والسياسيين والنفسيين مهما حاولوا التغطية على عيوبهم وفضائحهم عبر وسائلهم الإعلامية المزيفة للحقائق والوقائع والمضللة للرأي العام الإقليمي والدولي فقد كشفوا عن حجمهم الحقيقي في اليمن وأظهروا للعالم أنهم أغبياء فعلاً ولم يمتلكوا من القوة سوى المال فقط مقارنة بالمقاتل اليمني الذي أثبت فعلاً من خلال مواجهته الشاملة منذ ما يقارب الأربعة أعوام لقوى تحالف الشر والإرهاب والتدمير والتخريب والقتل وتحديداً في معركة الساحل الغربي الذي أفشل فيها كل رهانات وخطط المعتدين وسطر فيها أروع الملاحم البطولية وأعظم المواقف الرجولية بكل تفان وإخلاص وشجاعة وكبرياء وشموخ وبعزة وإباء أظهر من خلالها مستوى قدرات ومهارات المقاتل اليمني المعنوية والنفسية والقتالية ودرجة الاحتراف القتالي العالية التي يتمتع بها وقدرته على الصمود والثبات في وجه كل جيوش المعتدين وترسانتهم العسكرية المنداسة تحت أقدامه المباركة.. فالمقاتل اليمني في الجيش واللجان الشعبية أصبح اليوم محل إعجاب وتقدير واحترام شعوب العالم الحر ويمتلك من صفات الجندية ما لا يمتلكه غيره وقد أثبت ذلك ميدانياً في كل جبهات العزة والشرف ومواقع البطولة والفداء التي يذود فيها عن تراب وسيادة وحرية واستقلال اليمن وكرامة وشموخ ومجد شعبه الأبي العظيم.