كثيرة هي التطلعات والأماني التي يعلقها أبناء شعبنا بأن يكون العام الجديد 2019م عام الحسم والنصر المبين.. لعل أربع سنوات من العدوان والحصار الجائر على بلادنا قد أنهكت الكثيرين واستنزفت كامل إمكانياتهم المادية والمعنوية على حدٍ سواء.. لقد شهدنا في بلد الإيمان والحكمة فواجع ومواجع لا حصر لها, ليس في زمن العدوان وحده, بل ومن قبله بسنوات عديدة, وتحديداً منذ أن وعينا على هذه الدنيا, من مطلع السبعينات إلى اليوم.. في كل عام نكبر وتكبر معنا أحلامنا وتطلعاتنا.. ومشاريعنا الصغيرة وطموحاتنا المشروعة يتم تأجيلها وترحيلها عاماً بعد عام.. ومضى بنا العمر من نكبة إلى نكبة ومن أزمة إلى أخرى ومن حرب إلى حرب.. لتتوج في السنوات القليلة الماضية بعدوان غاشم لم يشهد له التاريخ مثيلاً.. عدوان استهدف الأرض والإنسان بشكلٍ عام, وقضى على كل مقومات الحياة لشعبٍ لم يهدأ ولم يهنأ أو يذق بعد طعم الحياة الطبيعية كما عرفها الآخرون طيلة عقود من الزمن.. عدوان جاء على جروح نازفة, وطعنات أيقظها من سباتها ووزع الأسى والحزن على كل أسرة وبيت تقريباً.. وكم هي الجرائم الوحشية والمجازر الدموية التي ارتكبها بحق المدنيين الأبرياء وفي مقدمتهم الأطفال والنساء والشيوخ.. هذا إلى جانب الحرب الاقتصادية الممنهجة وسياسة التجويع التي يسعى من خلالها إلى تركيع وإذلال الجميع.. الذين استبشر الكثيرون منهم وعلقوا آمالاً عريضة على مفاوضات السويد, لكنها كسابقاتها لم تكن سوى محاولة لكسب مزيدٍ من الوقت, لالتقاط الأنفاس واعادة ترتيب الصفوف.. أما وقف العدوان والحرب فهي بأيدٍ خارجية ومرهونة بمصالح دولية.. فهل يدرك السياسيون المتصارعون على السلطة أن ما حل بهذا الشعب والوطن.. من دمار وخراب وجرائم.. يكفي!! وهل يعقلون أنه لا يكفي أبناء شعبنا تعويضاً عمّا حل بهم.. سوى منحهم عمراً جديداً يحيون فيه حياة مثل باقي خلق الله.. لقد مضت وانقضت أعمارنا ونحن نتطلع.. وما تبقى نعيشه اليوم في مرحلة انتقالية ما مثلها في المراحل.. ومازلنا نتطلع!!