صار من الصعوبة بمكان إيجاد شقة للإيجار هذه الأيام في العاصمة صنعاء، بأي شكل او اي حجم كان.. ولكأن الشعب كله صار مستأجراً !!.. والسبب يعود الى غلاء الإيجارات أولاً، ثم الازدحام الشديد والكثافة السكانية التي شهدتها العاصمة دوناً عن غيرها، نتيجة نزوح الكثير من الأسر من المحافظات والمناطق الدائرة فيها الصراعات. ولقد استغل ملاك البيوت ذلك، فعمدوا الى رفع الايجارات بشكل خيالي يفوق قدرة المواطنين في الاوضاع العادية، ناهيك عن الظروف الراهنة في ظل استمرار العدوان وحصاره الجائر. بعض المؤجرين لم يكتفوا برفع الايجارات، بل أقدموا على طرد الكثير من الأسر، ليس لأنهم لا يسددون الايجار شهرياً، وانما لأنهم وجدوا من يعرض عليهم زيادة!!. آخرون تمادوا في فرض شروط مجحفة على اي مستأجر جديد، منها سداد ستة أشهر على الأقل مقدماً مع ضمانة تجارية!!. وهناك من حول العين المؤجرة الى وسيلة للابتزاز.. حيث يقلبون على المستأجر بعد دخوله بفترة قصيرة، ويعملون بعد استنفاد امواله على مضايقته حتى يضطر الى اخلاء الشقة!. وهكذا يتحمل المستأجرون اعباءً كبيرة، منها عدم الاستقرار والتنقل بين بيوت الايجار ومن حي الى آخر، وما ينجم عن ذلك من خسائر مادية يتكبدونها في البحث والنقل، وسحب ملفات ابنائهم الدارسين، وتلف وضياع اثاثهم المنزلي!!.. الى درجة تحول فيها معظم سكان العاصمة الى نازحين من حي الى آخر!!.