آية عظيمة باهرة تتجلّى فيها عظمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وكانوا خير من تاجر وباع ونعم من اشترى.. رجال من عظمتهم غرقت حروفي خجلاً في بحر عطائهم وضاعت كلماتي وسط قواميس اللغة باحثةً عن مصطلحات تليق بمكانتهم أو حبر من ماء الذهب ولكنها لم تجد.. أردت أن أذكر بعض مواقفهم البطولية والمشرفة التي لو أردنا الحديث عنها لكنا بحاجة الى آلاف المجلدات.. فلو كانت الأحرف والكلمات تعبر عن عطائهم وتفيهم حقهم لكنت مزقتُ من جلدي أوراقاً وأخذت من دماء أوردتي مداداً وسأكتب حتى تجف، ولكن كم وكم سيكتب المؤلفون وكم سيتحدث المثقفون وكم ستنشر الصحف وتوثق عدسات الإعلام وتنشُد الزوامل وتضج المنابر وتقامُ الفعاليات والندوات والمسيرات والوقفات كل هذا وأكثر لم ولن يقدم إلا أقل القليل أمام ماقدموه فهم الذين رسموا لوحة العطاء بدمائهم الزكية الندية الطاهرة لوحة السخاء التي لا يتقنها سوى فنان بارع له شهادات تشهد لهُ بتميُز في مجال الإيمان وصدق الولاء?.. تلك اللوحة التي ظلوا يرسمونها طويلاً بدمائهم بكل معاني الإخلاص رقةً ودقة.. مزجوا الدم بالفرح حتى أبدعوا رسم الحرية وصاغوا لوحة الصمود و النصر الذي تلون بلون دمائهم لكن مجهودهم لم يذهب سُدى لأن ثمرتهم رأيناها تتجلّى في الميدان عزة وكرامة ثم رأوا ثمرتهم فيها عندما ارتقوا الى السماء ضيوفاً عند ملك السماوات والأرض.. نعم لقد تقلدوا وسام الشهادة ويالها من شهادةٍ نالوها من رب العالمين الذي لا يخلف الميعاد، قابل عطاءهم بعطاء وافرٍ وجزيل فنعم عقبى الدار فهنيئاً لهم الخلود الأبدي.