يخيم التوتر مجددا على شبوة، المحافظة النفطية التي شهدت، الخميس، أعنف المعارك بين المرتزقة الموالين للإمارات وبين المرتزقة ( جناح الإخوان ) في محيط حقول العقلة، لكن هذه المواجهات التي تمتد لأسابيع من القتال المتقطع ليست مجرد صراع عابر بين اثنين من أباطرة النفط يحاول كل منهما الاستئثار بالقوة للحصول على امتيازات نقل النفط بين العقلة وصافر من شركة نمساوية، سرحت عمالها لتوها وأعلنت تعليق العمل، بل وكما باتت ترى مؤسسات دولية مقدمة لمعركة حاسمة طرفاها الإمارات التي تستعين بما تسمى "النخبة الشبوانية" وفصائل تابعة لحكومة الفار هادي أو بالأحرى لنائبه علي محسن، والهدف السيطرة على حقول النفط والغاز في واحدة من أهم المحافظات النفطية الإمارات التي أعلنت العام الماضي صراحة دعم انتشار ما تسمى ب"النخبة الشبوانية" في أغلب مديريات المحافظة بمساندة الولاياتالمتحدة وباتفاقيات مع التنظيمات الإرهابية، تحاول اليوم الدفع بمرتزقتها لاستكمال السيطرة على بقية المديريات لاسيما النفطية منها على حساب قوات الفار هادي، وقد حشدت مئات المسلحين الموالين لها من الضالع ويافع تحت غطاء "نصرة قبائل شبوة" وأنزلت تلك المجاميع في مخيم عسكري نصبه " ابو عليوة " قائد محورما تسمى " النخبة الشبوانية " في مديرية حراد بالقرب من حقول العقلة النفطية تحضيرا لاقتحام تلك الحقول، الخاضعة لقوات حماية الحقول النفطية فيما يسمى باللواء 22 ميكا، والتي تشهد مواجهات متقطعة للأسبوع الثالث على التوالي وذلك في أعقاب نصب "عليوة" الذي ينتمي إلى قبيلة "بلعبيد" المنتشرة في المديرية كمينا لقاطرات تابعة لرجل أعمال محسوب على الفار علي محسن بينما كانت تقوم تلك القاطرات بنقل النفط الخام من حقول العقلة إلى شركة صافر في مأرب للتكرير وفقا لاتفاق مسبق ضمن بموجبه محسن لشركة " أو أم في " النمساوية الحماية وإعادة تشغيل الحقول مقابل نسبة وامتيازات خاصة أبرزها منحه حق نقل الوقود، وفقا لتقرير وكالة " ايجيس الفرنسية". التحرك الإماراتي تحت غطاء القبائل أسلوب جديد لكنه ليس مبتكرا فمحسن سبق وأن تصدى للإمارات في بيحان بذات الأسلوب واغرق مرتزقتها في قتال مع القبائل قبل أسابيع في مرخة السفلى على حدود بيحان وعسيلان اللتين تضمان اكبر الحقول النفطية وتحاول الإمارات انتزاعهم من محسن بالقوة بعد فشل ضباطها في اقناعه بنقل قواته من بيحان إلى البيضاء، وحتى تجارب الإمارات في هذا المجال تبدو ضئيلة وقد فشلت قبل أسبوعين مغامراتها عندما دفعت مسلحين قبليين موالين لها في مديرية جردان بالسيطرة على أنبوب لنقل النفط بين بيحانومأرب بمهاجمة مواقع ونقاط قوات الفار هادي على امتدادا الأنبوب، لكن سرعان ما دفعت قوات الفار هادي بتعزيزات من محور عتق بقيادة عزيز العتيقي واستولت على معسكر لأتباع الإمارات في المديرية وفرضت عملية انتشار واسعة وعرض عسكري في وجه التحركات الإماراتية في المنطقة التي تقع على حدود العقلة وبيحان. تتحرك الإمارات على أكثر من جبهة في شبوة، فمن ناحية نشرت الأسبوع الماضي مرتزقتها على طول الشريط الحدودي بين ابينوشبوة خشية تعرضها لهجمات من خارج الحدود، ومن ناحية تعمل على استقطاب قوات الفار هادي أو ما تبقى منها وقد نجحت منتصف الأسبوع الماضي من جر ما يعرف باللواء الثاني مشاه جبلي في مديرية حبان إلى صفوف مرتزقتها، بينما يدفع الفار محسن نحو نقل المعركة إلى بلحاف حيث تسيطر الإمارات على أكبر منشأة لإنتاج الغاز المسال وميناء لتصديره وقد عزز قواته هناك بحسب مصادر قبلية بلواء كامل نم تجهيزه في مأرب, في مؤشر على أن شبوة تتحضر لمعركة وصفتها وكالة الصحافة والدراسات الفرنسية "ايجيس" بالمصيرية وتهدف بحسب تقرير الوكالة إلى انتزاع مناطق الغاز والنفط من يد حكومة هادي.