بعد انهيار الاتحاد السوفيتي انفردت الولاياتالمتحدةالامريكية بالعالم لتفرض ارادتها وهندستها على العالم منذ العام 1990م الى وقت قريب اشعلت خلالها الحروب وقسمت شعوباً ودمرت دولاً واحتلت اخرى.. ارتكبت المجازر وتسببت في مآسٍ لملايين البشر ابتداءً من دول الاتحاد السوفيتي السابق طاجاكستان وقرغيزيا واذربيجان وارمينيا وجورجيا ثم اوكرانيا الى دول اوروبا الشرقية ورومانيا وبولندا تشيكو سلوفاكيا ثم يوغوسلافيا «صربيا- كرواتيا- البوسنة والهرسك حتى كوسوفا» وصولاً الى الدول العربية والاسلامية ابتداءً بأفغانستان والعراق اللتين اجتاحتهما وقامت باحتلالهما تباعاً وعملت على تدميرهما وقتل الملايين من الابرياء فيهما انتقالاً الى ليبيا وسورياواليمن، ولكن الاخير اي اليمن كان بمثابة السد الفولاذي الذي اوقف جنونها وعنجهيتها وكسر كبرياءها وافشل مشاريعها ليس في اليمن وحسب بل وفي المنطقة بأكملها. فالشعب اليمني معروف عبر التاريخ بأنه لا يقبل من يحاول ان يسيطر عليه ويخضعه بالقوة او بأساليب قهرية ولا يرضخ لمن يساومه بلقمة العيش لإذلاله وفرض سيطرته عليه، وقريباً سيكمل هذا الشعب العظيم العام الرابع من الصمود والثبات في وجه العدوان والغزو الامريكي الصهيوني المنتعل للاعراب والمرتزقة لتحقيق اهدافه وتنفيذ مخططاته ولكن هزائمه تتلاحق وانتصارات الشعب اليمني تتسارع وتتزايد على مختلف الجبهات العسكرية والسياسية يوماً بعد يوم. فعلى الجبهة السياسية اجمع المحللون السياسيون العرب والاجانب على ان اتفاق السويد انتصار كبير للشعب اليمني ممثلاً بالقوى الوطنية وصفعة مدوية للسعودية ودويلة الامارات ومرتزقتهم قبل ان تكون هزيمة لأسيادهم من الامريكان والصهاينة ورغم انه اتفاق مبتور وحل جزئي الا انه كان رسالة الى الاعراب وخاصة السعودية ودويلة الامارات المرتزقة فهمها «ان المخرج مضطر لوضع نهاية للفيلم» فالولاياتالمتحدة عازمة على إنهاء هذه الحرب مرغمة غير راغبة لأن جميع المؤشرات والاحداث المتسارعة تدل على ذلك ابتداءً من اعلان انسحابها من سوريا وتفاوضها مع طالبان على انسحاب يحفظ لها ما تبقى من ماء الوجه من افغانستان وازمة داخلية لم تشهدها منذ قيام الدولة الامريكية انعكست على المواجهة فها هي تتخلى عن قدراتها في الهيمنة والتأثير في اوضاع المنطقة بعد الهزائم المتلاحقة لمشاريعها في المنطقة والعالم. نعم الحل يجب ان يكون شاملاً ولكن امريكا لازالت تقدم الحلول الجزئية لتخدير الرأي العام العالمي والحراك الدولي الذي يطالب بإنهاء الحرب ومن ناحية اخرى لحلب المزيد من الاموال من بقرات الخليج السعودية والامارات التي تبيع لهما الوهم بتنصيب الاولى زعيمة للعالم الاسلامية والعربي بإعلان انشاء تحالف اسلامي من 34 دولة اسلامية بدأ مهماته بإجراء مناورات عسكرية كبيرة ومكلفة تحملت اعباءها كاملة السعودية التي انفقت الملايين من الدولارات على جميع المشاركين فيها والمستفيد الوحيد من هكذا مناورة هي الولاياتالمتحدةالامريكية وانتهى زخم هذا الحلف وحملته الدعائية بانتهاء المناورة العسكرية ومعها انتهت زعامة السعودية للأمة الاسلامية. وانشاءت امريكا قبل ذلك تحالفاً عربياً مكوناً من 17 دولة هجنته بالعدو الصهيوني واستخدمته ولازالت لقتل الشعب اليمني وحصاره وتدمير مقدراته واحتلال موانئه ومطاراته وتدنيس ارضه ويعتبر «اكبر آلة حلب» للبقرات الحلوب. وكما تبيع امريكا الوهم للسعودية تبيعه ايضاً لدويلة الامارات مستغلة عقدة النقص التي تلازم قادتها وخاصة صبيان زايد، حيث اعطتهم املاً يخلصهم من عقدة النقص التي يعانون منها وأوهمتهم ان بامكانهم التحول من شبه دويلة الى امبراطورية عظمى قادرة على التوسع والغزو واحتلال اراضي الغير وفي الواقع ليست الوصفة الامريكية لدويلة الامارات سوى الوسيلة السهلة لحلبها.. ولولا الدعم والاسناد والمشاركة الامريكية الاسرائيلية لما تمكنت دويلة مثل الامارات من اقامة مناورة عسكرية وما الامارات بالنسبة لأمريكا إلا كطفل في حضن رجل يقود سيارة موهماً الطفل بأنه من يوجهها بملامسة يداه لعجلة القيادة.. فهل سيصحو الاعراب ويستفيق المرتزقة من سكرتهم ويعودوا الى رشدهم قبل فوات الأوان فأمريكا خارجة من المنطقة لا محالة.