اتصل بي أحدهم ذات مرة وقال « ما جلستك عندك يابن السدمي؟ طيب أين اسير؟ تعال مأرب شارك معنا لاما نفتح صنعاء ونحررها؟ فقلت خلاص أنا في صنعاء اعتبرني افتتحتها, كيف أخرج منها وبعدين أعود إليها لأحصل على لقب فاتح, فقال باتعود اليها فاتح محرر أما هكذا فأنت مشارك في الاحتلال الحوثي لها واعتبر نفسك من اليوم هدف لنا لاما نفتح صنعاء ونحررها .. واليوم مرت أربع سنوات وصاحبنا بدلا من بقائه في مأرب استعدادا لمعركة فتح صنعاء التي بشرني بها, غادر إلى الرياض ولم يعد, لا إلى صنعاء ولا إلى عدن. وقبل العام 2015م, كنت أمر بالقرب من منازلهم فأجد طوابير المساكين المحتاجين أمام أبوابهم فأرفع رأسي إلى السماء وأقول « يارب زدهم مشيخة فوق مشيختهم وزدهم غنى على غناهم, وقوي من عزائمهم وثبت سمائطهم وشيلانهم وصيفن جنابيهم وحدث صوالينهم وأكثر من عدد مرافقيهم فلولاهم لما كنا « ثم أقول في نفسي « سهل لو حصلوا من الرعية فلوس وسلبوهم أوعيتهم وذبحوا غنمهم وبقرهم, مادامت كلمتهم مثل حد السيف تمضي على كل القبائل والرعية وتمنع حروب ومشاكل, سهل لو قالوا أن بعضهم معه مرتب من السعودية, سهل ماداموا وطنيين ويستثمروا ما حصلوه داخل البلاد, فهم في النهاية مشائخنا وما ينفعهم لا يضرنا ومايضرنا ينفعهم, وكنت أعتقد أن من يقولون عنه شيخ مشائخ أكبر من شيخ مشائخ مجلس الشيوخ الكندي ومجلس الشيوخ الأمريكي وأكبر من مشائخ الإمارات ومجلس الشيوخ الفرنسي ومجلس الشيوخ الروماني, وكل مجالس شيوخ العالم, وكنت على يقين بأن لا شيخ فوق مشائخنا, فقد كنا على يقين أنهم أكبر من رؤساء الجمهوريات الذين تعاقبوا على اليمن وجعلنا « من أنت رئيسي وأنا شيخك « شعار احترامنا ونظرتنا لمشائخنا, لكن اتضح لي أن هناك من هم شيوخ مشائخ مشائخنا بعد عدوان السعودية على اليمن, وبعد أن رأيت أولئك الذين كان قبع الواحد منهم أكبر من قمر صناعي روسي أو أمريكي, وهم يقفون طوابير على أبواب شيخ مشائخ المملكة وشيخ مشائخ الامارات يتسولون مثلما كان يقف على أبوبهم أولئك المساكين في صنعاء وغيرها قبل أن يغادروا اليمن حزنت عليهم وعلى نفسي, لكني قلت في نفسي سهل ماداموا يقفون على أبواب خيمة عربية فلا بأس فالدم واحد والعرض واحد والمال واحد والجيب واحد والموت واحد والعدوان واحد, ولو وقف الأمر عند هذا الحد لهان, لكن حين اكتشف أن مشائخ قبائلنا صاروا رعية عند شيخ مشائخ الجنجويد القادم من السودان, وشيخ مشائخ قبائل « بلاك ووتر» وهم مجموعة من المرتزقة, قلت ياعاراه يا فضيحتاه يا قبيلتاه, ماالذي أبقيتموه من شهامة وكرامة لكم ولنا, وأي مكانة أبقيتم لأنفسكم علينا, فأنتم مشائخنا ومشائخ مشايخنا ومشائخ مشايخ ضماننا ومشائخ مشائخ صمام أماننا كيف ترضون لأنفسكم أن تصبحوا رعية تأتمرون بأمر شيخ من مشايخ الجنجويد أو شيخ من مشائخ بلاك ووتر, كيف سنقبل أن يكون هناك من أولئك شيخا على المخا أو تهامة أو صبر الموادم أو صنعاء أو ذمار, لقد كان الواحد منكم إذا عطس في صنعاء وقع زلزال في الدمام, وإذا غضب في الحدود وقع تسونامي في الربع الخالي, أما في الرياض فأنتم مساكين « ترحموا الله « لم تعودوا تعرفون ماذا أنتم , فلا أنتم بالمشايخ ولابالرعية ولا باللاجئين ولا يمكن تصنيفكم تحت مسمى مغتربين لأنكم لم تتعودا العمل في ورشة للسمكرة ولا في محطة بيع وقود ولا لديكم خبرة في البناء ولا تمتهنون أي مهنة سوى مهنة « شيخ «, وفي الرياض لن يسمحوا لأي منكم بأن يكون شيخ مشايخ الملز ولا شيخ مشايخ البطحاء ولا شيخا حتى على نفسه, ف» سهل علينا « البهذلة لكن مشائخنا لا وألف لا.