لم يكن مؤتمر وارسو هو نقطة البداية لسعي الصهيونية ومعها الولاياتالمتحدةالأمريكية ودوائر معادية للإسلام والعرب في تحويل الصراع العربي الصهيوني حول فلسطين إلى صراع عربي إيراني علما بأن الصراع العربي الصهيوني هو صراع تاريخي يعود إلى بداية تكوين الكيان الصهيوني العنصري المحتل لدوله عربية (فلسطين الجريحة)..وللعلم فإن الفكرة الرئيسية لهذا المؤتمر هي في الأساس التآمر على قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والحصول على الشرعية الدولية لشرعنة التصعيد سواءً السياسي أو العسكري مع دولة إيران الإسلامية ومحاولة تغيير المفاهيم لدى الشعوب بأن إيران هي العدو الأكبر بدلاً من إسرائيل خصوصاً وان مواقف الأممالمتحدة تتباين بين فترة وأخرى لتنفيذ كل ما تريده أمريكا ودول الهيمنة والتسلط لتنفيذ أجندتها في كل بقاع العالم. فالمروجون يحاولون من خلال التضليل والخداع تحويل الأنظار وصرفها عن العدو الحقيقي (الصهيوني) باتجاه (إيران) وهم الذين كان لهم السبق في حضور مؤتمر وارسو، ولكنهم لم يستطيعوا الحصول على كل ما كانوا يتمنونه من هذا المؤتمر، رغم حضور شركائهم الفعليين الذين تحفظ الكثير منهم عن ابداء الرأي والبعض الآخر لم يشارك فيه..وفكرة حضور (نتن ياهو) إلى مؤتمر الخيانة وارسو بوفد رفيع المستوى وجلوسه على طاولة واحدة مع مسؤولين عرب تهدف- كما قال مايك بن (ليكسروا الخبز سوية) - إلى إعادة صياغة الصراع في المنطقة وتمرير صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية وهذه مؤآمرة خطيرة تبين مدى ما وصل إليه حال الأمة العربية والإسلامية من تقاعس تجاه قضاياها القومية والمصيرية. وما قامت به القناة العاشرة العبرية من تسريب فيديو من مكتب رئيس الوزراء عن جلسات مغلقة بين نتن ياهو وبعض الدول العربية والخليجية والتصريحات الخطيرة التي أدلى بها وزراء خارجية كل من النظام السعودي والإماراتي والبحريني هي محاولة من نتن ياهو لابتزاز الدول الخليجية والتأكيد على انضمامهم الى محور العداء لإيران ولكي يعبر الانتخابات المقبلة حاملاً إنجازاً تاريخياً، ولنعترف بان ما حصل في وارسو يعد انتصاراً كبيراً لنتن ياهو لم يكن ليحلم به في مسلسل التطبيع العربي الإسرائيلي والتوجه نحو تصوير عدو جديد للأمة العربية والإسلامية. وفي خطوة تفضح علاقة حكومة الفار هادي بالكيان الصهيوني وتطبيعها العلني من داخل قاعة مؤتمر وارسو، حيث أقدم وزير خارجية حكومة الرياض خالد الغير يماني دون خجل وأمام الكاميرات إلى إعادة مكبر الصوت الموجود أمامه في سلوك يظهر الولاء والخنوع والتبعية للكيان الإسرائيلي. وأظهرت الصور في وسائل الاعلام مدى تفاخر المرتزق والعميل اللا يماني بالجلوس الى جانب نتن ياهو وهي إشارة واضحة وجلية بان حكومة العار ماهى إلا مجرد أدوات تتماشى مع النظام السعودي الإماراتي لغرض تمكين العدو الصهيوني من السيطرة على المنطقة. ولكن كل هذه اللقاءات لم ولن تنجح أبداً في تغير الواقع وإرادة الشعوب العربية والإسلامية ومواقفها الأصيلة تجاه العدو الصهيوني وحقيقته باعتباره كياناً غريباً وسرطاناً خبيثاً زرع في جسد أمتنا العربية والإسلامية، ويمارس أبشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني البطل. لهذا لابد من الوقوف والتصدي لمخرجات مؤتمر وارسو وكل محاولاته الهادفة لتصفية القضية الأم للأمة العربية والإسلامية ونشر الفوضى في العالم وخصوصا في المنطقة العربية والإسلامية خدمةً للإدارة الأمريكية وحلفائها . وما خروج شعبنا اليمني المناضل في مظاهرات حاشدة في عدة محافظات يمنية إلا دليل على انه شعب عريق ذو مبادئ إيمانية وأخلاقية وإنسانية وانه رافض لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني وإعلان البراءة المطلقة من سياسة اليهود الخبيثة والحاقدة تاريخيا ودينيا والبراءة من أذنابهم الذين جلبوا للأمة العربية والإسلامية الخزي والعار بتطبيعهم وقبولهم بالعدو الصهيوني كواقع مفروض وسيثبت شعبنا اليمني للعالم رغم الحرب الظالمة عليه والحصار الجائر من قبل دول تحالف العدوان أنه شعب ذو حرية وكرامة ولا يرضي بالوصاية أو الهيمنة من قبل دول الاحتلال والاستكبار الظالمة والمتجبرة المتمثلة بأمريكا وإسرائيل وعلى جميع الشعوب العربية أن يستفيقوا من الغيبوبة التي فرضتها عليهم أنظمتهم الديكتاتورية وان يتحرروا من هيمنتهم وان يكونوا يداً واحدة أمام هذه المؤامرة الخبيثة التي لا تستهدف فقط القضية الفلسطينية ولكن الأمة العربية والاسلامية بأكملها، لهذا يجب أن يكون موقفهم واحدا لرفض أي تطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي لا هدف له سوى تدمير الوطن العربي وتنفيذ مخططاته الحاقدة وأجنداته في المنطقة وهذا هو ديدنهم وحقيقتهم عبر العصور التاريخية حتى يومنا الحاضر. وأخيراً نقول للأعداء ومن يدور في فلكهم بأنكم مهما حاولتم بكيدكم ومكركم الشيطاني ومؤآمراتكم فلن تفلحوا لأن جماهير الشعوب العربية والإسلامية حاضرة وواعية لكم ولها هيبة لا تستطيع الانظمة العميلة تجاهلها مهما حاولت وستنتصر قضيتنا على مؤآمراتكم وكيدكم مهما كانت قوتكم وسياساتكم الإجرامية.