الإحصائيات التي اوردها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع في مؤتمره الصحفي المنعقد يوم أمس في العاصمة صنعاء لأربع سنوات من الحرب الظالمة التي يشنها تحالف العدوان الامريكي السعودي البريطاني الاماراتي الصهيوني تجسد حقيقة الملاحم التاريخية التي سطرها أبناء هذا الشعب العظيم وفي طليعتهم رجال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية محققين توازناً في مواجهة القوة الهمجية الغاشمة للمعتدين ليتمكنوا ليس فقط من الصمود أمام أحدث وسائل الدمار والإبادة التي طالت كل شيء على الأرض اليمنية – البشر والحيوان والشجر والحجر- إلا إيمان الانسان اليمني بنصر الله وبعدالة قضيته التي استمد منها الإرادة والعزيمة والصبر ليحول ما اعتقد العدوان انه ضعف إلى قوة توازن استراتيجي مع تحالف عدوان لم يسبق تعرض له وبتلك الصورة من التكالب بلد وشعب آخر. انتصر اليمانيون في الثلاثة الأشهر الأولى على عدوان التحالف السعودي الاماراتي الامريكي البريطاني الصهيوني في قدرته على امتصاص الضربات الأولى وتجلى الصبر الاستراتيجي حينها في اعلان قائد الثورة عبدالملك الحوثي عدم الرد لمدة اربعين يوماً لعل المعتدين وعملاءهم ومرتزقتهم يراجعون حساباتهم ويعودون عن غيهم ويثوبون إلى رشدهم ويدركون إنهم يعتدون على شعب لطالما ذاق من حاول غزوه واحتلال أرضه بأسه الشديد عبر التاريخ الذي لم يقرأوه وحتى لم يطلعوا عليه وجعلهم كبرهم وغرورهم بما يمتلكونه من آلة الدمار والمال الذي به اشتروا أولئك الذين تجردوا من كل القيم الأخلاقية والإنسانية أصحاب العقول الضعيفة والنفوس المنحطة ممسوخة الهوية والانتماء لليمن وشعبه العظيم.. متصوراً هذا التحالف الإجرامي الإرهابي انه بهذا كله قادر على تنفيذ مخططاته التآمرية في اليمن خلال فترة أن لم تكن أياماً وأسابيع فلن تتجاوز الأشهر, وها نحن اليوم ندخل العام الخامس ولم تزد هذه الحرب العدوانية الوحشية القذرة والشاملة شعبنا إلا إيماناً وقوةً وإصراراً على هزيمة من طغوا وبغوا واستكبروا عليه وعاثوا فساداً في الأرض. متحدث القوات المسلحة في مؤتمره الصحفي أوجز مالنا وما علينا خلال أربع سنوات لهذا العدوان بشفافية ووضوح ليضع شعبنا والعالم كله أمام حقائق تحالف العدوان يعرفها ويؤمن بصدقها لأنه يعلم كماً ونوعاً السلاح منه المحرم دولياً الذي القاه على رؤوس اليمنيين طوال أربع سنوات وبشكل يومي مبيداً عشرات الألاف من اليمنيين المدنيين الأبرياء وفي مقدمتهم الأطفال والنساء والشيوخ الذين سفك دماءهم واحرق اجسادهم وقطع اشلاهم وهم في منازلهم وطرقاتهم وأسواقهم ومزارعهم ومدارسهم وتجمعات أفراحهم واحزانهم, ناهيك عن أولئك الذين أبيدوا بفعل الحصار الجائر والحرب الاقتصادية القذرة الظالمة ليرتفع الرقم إلى مئات الألاف والملايين مستهدفاً من وراء هذا اذلال وإخضاع الشعب اليمني الذي لم يزدد إلا اصراراً على الصمود لهذا العدوان ليلقنه أقسى الدروس في ساحات الوغى وميادين العزة والكرامة, وطوال السنوات لم يستهدف اليمانيون أي هدف مدني ولم يصاب طفل واحد أو شيخ مسن أو امرأة بطلقة أو صاروخ أو قذيفة فكل أهداف أبطالنا في الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية والطيران المسير كلها عسكرية, وما يقوله العدوان في هذا الجانب أكاذيب وحملات تضليل اعلامي كشفت مرات ومرات حتى بات لا يصدق أحد الماكينة الإعلامية التي سخرت ملايين الدولارات وأصبحت عاجزة أمام صدق ما يقدمه إعلام المدافعين عن سيادة ووحدة واستقلال وطنهم وحرية وعزة شعبهم الصابر الصامد أمام هذا العدوان وآله حربه البربرية. اليوم ونحن ندخل العام الخامس لم نعد كما كنا في الأيام والشهور الأولى لهذا العدوان الذي اجبرنا على الإبتكار والإبداع والتصنيع لكل ما يمكننا من تغيير قواعد الاشتباك معه بل والانتصار عليه وما ذلك ببعيد ونحن بشكل مستمر نفاجئه بسلاح وصواريخ وطيران مسير جديد صنعت بأيادٍ يمنية وانتجتها عقول يمنية.. انتصرنا عسكرياً وسياسياً وإعلامياً وأخلاقياً على تحالف عدوان ومرتزقة متجردين من كل المبادئ والقيم الدينية السماوية والانسانية حتى اضحت هزيمتهم لا يخطئون بصر وبصيرة أي متابع لمسارات هذا العدوان المستمر خلال الأربع السنوات المنصرمة منه ونصرنا بات قاب قوسين وأدنى من اي يكون حقيقة تتجاوز الأساطير, مثبتاً هذا الشعب العظيم والعريق أنه قاهر المستحيل ومحوله إلى واقع, إننا شعب البأس والقوة لمن يعتدى علينا وشعب الحكمة والإيمان والخير لمن يمد لنا يد السلام.