بالرجوع إلى التاريخ وما ثبت فيه من حقائق لامراء فيها ولا جدال فسنجد أن مايسمى ويعرف اليوم بدولة الأمارات العربية المتحدة التي تضم عدد من المشيخات الصغيرة الواقعة على الخليج العربي لم يكن لها في عام 1973م عملة نقدية وطنية خاصة بها.. بل إنه لم يكن هناك دولة معروفة بهذا الإسم حتى العام 1971ميلادية وفي هذا العام أعلن عن قيام هذا الكيان السياسي الهش المسمى دولة الأمارات العربية المتحدة التي ضمت سبع مشيخات هي : أبو ظبي ودبي والشارقة والفجيرة وأم عجمان ورأس الخيمة وأم القوين فيما رفضت قطر والبحرين الإنضمام إلى هذا الكيان الذي رسمت حدوده السياسية سلطات الإحتلال البريطاني آنذاك.وكان سكان تلك المناطق المعروفة حاليا بإسم دولة الأمارات يتعاملون في السابق قبل قيام دولة الأمارات التي تأسست برئاسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شيخ أعراب أبو ظبي بالريال القطري والدينار البحريني. وكانت المنطقة التي تكونت منها دولة الأمارات هذه حتى الخمسينيات من القرن الماضي تعرف باسم « ساحل عمان « أو الساحل المهادن أو ساحل القراصنة . ولعل من سخرية القدر وسوء الطالع أن تجد هذه الدويلة تتكبر وتتعظم على اليمن واليمنيين وتزهو وتباهي بنفسها علينا ونحن أقدم منها دولة ووجودا وحضارة وتاريخا ولنا السبق والفضل على الآخرين عربا وعجم في كل شيئ ثم من هي دولة الأمارات هذه وكيان قبلي في اليمن كحاشد أو بكيل أقدم وأعرق منها تاريخا. ومن المعلوم أن دولة الأمارات العربية المتحدة ممثلة بمشيخة أبوظبي التي تشارك وبحماس واندفاع كبيرين في الحرب الحالية على اليمن تعتبر أحد الأدوات الطيعة لواشنطن والغرب في المنطقة وتعد واحدة من الدويلات ومشيخات النفط التي تقوم بخدمة المصالح الأمريكية والغربية في الشرق الأوسط بكل اخلاص وتفان وتدور في فلكهما وتسبح بحمدهما ليلا ونهارا ولا تجد في شين كهذا خزيا وعارا !. وتعتبر الأمارات بنظر الغرب احدى دول الإعتدال حسب التصنيف الأمريكي والغربي ويعول الغرب عليها كثيرا في القيام بدورها المناط وتنفيذ مهام العمالة والخيانة للقضايا العربية والإسلامية والتفريط بها والمتاجرة بها وافراغ محتوياتها من خلال سياستها المنتهجة ومواقفها المخاذلة . والأخطر من ذلك والأدهى منه أن دويلة الأمارات العربية المتحدة هذه تندرج ضمن منظومة متكاملة من الدويلات الكانتونية التي تشبه جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية التي وجدت لخدمة أسيادها في الغرب والتبعية له وعدم الخروج عن طاعته. وقد أثبتت هذه الدويلة والمشيخة النفطية في الخليج جدارتها بثقة الغرب بها واعتماده عليها في تنفيذ المهام المشبوهة ولعب الأدوار الخيانية التي تقوم بها . وتحاول الأمارات منذ انشائها وحتى اليوم ان تظهر نفسها بمظهر أكبر من حجمها الطبيعي ومكانتها ومساحتها وتمارس مالم تكن أساسا أهلا له وخليقة به وتحرص على ان تبدوا في المحافل الإقليمية والدولية دولة كبيرة ومؤثرة في المنطقة . وقد وجدت في التبعية للغرب وخدمة مصالحه وأجندته وسيلتها المتاحة لتبدوا كبيرة على صغرها في كل شيئ تكبر به الدول وتصغر به دول أخرى وستبقى دولة كتلك الدولة صغيرة بحكم طبيعة تكوينها من كافة الجوانب ولن تجديها محاولاتها العبثية لتظهر بالصورة المغايرة لصغرها فلن تنجح في ذلك ولن تدرك غايات وهمها وأحلام اليقضة التي تراودها !. والدولة التي ترافقها « عقد النقص « ولا تنفك عنها بأي حال من الأحوال لاغرو ولا عجب أن تصدر عنها مواقف وتصرفات أقرب إلى الطيش والسفه والفوضى والعدوانية تجاه الآخرين وتجدها بسبب تلك العقد التي تلازمها كاالظل تحقد على من تجدهم أكمل منها من الدول والشعوب وهذا هو حال تلك المشيخة النفطية المترفة وأطنابها في خليج الأعراب !. وفيما يتعلق بتحمس الأمارات لحرب اليمن واشتراكها في العدوان على شعبه نجدها مدفوعة كما سبق وذكرنا بدوافع مصلحية ذات ابعاد ونزعة اقتصادية وسياسية جعلتها تكون جزء من تحالف دول العدوان على اليمن ومن ذلك تعمدها السيطرة على منافذ اليمن البحرية وتعطيل الحركة الملاحية والأنشطة الإقتصادية فيها وأهمها ميناء عدن والمكلا التي ترى فيها منافسا كبيرا وقويا لميناء دبي بحكم الموقع الإستراتبجي الأكثر اهمية الذي يتمتع به ميناء عدن مثلا إذا ماقورن بدبي. وسبق ان عملت الأمارات في عهد الرئيس السابق صالح من خلال فوز شركة ميناء دبي بمناقصة تشغيل ميناء الحاويات بعدن وعمدت بذلك إلى هضم حق الجانب اليمني في تشغيل ميناء الحاويات وتجميد المناشط الربحية للإقتصاد الوطني وصولا إلى التحكم اليوم بكل كبيرة وصغيرة في ميناء عدن وعموم المحافظة في ظل ظروف احتلالها لها وفرض سلطتها عليها. وقد عملت الأمارات عبر تواجدها الغير مشروع في المحافظات الساحلية الجنوبية على انتهاج سياسة فرق تسد بين ابناء تلك المناطق واستغلت الظرف والعامل الأمني لتمرير مخططاتها فيها وشجعت الإقتتال وتصفية الحسابات بين بعض الأطراف السياسية المتصارعة هناك وشكلت جماعات وعصابات ميلشاوية مسلحة ذات توجه ونزعة طائفية في عدة مناطق وصفتها بالقوات النخبوية ووجهتها بمقاتلة ابناء المتاطق الذين يبدون اعتراضا ورفضا لسياسة أبو ظبي ووجود قواتها الغير مرحب به في اليمن. ولم تتورع الإمارات عن ارتكاب جرائم حرب مشهودة ضد اليمنيين في المناطق التي تحتلها ولها ممارسات وتجاوزات في هذا الجانب يندي لها الجبين ولا يمكن تجاهلها وانكارها والسكوت عليها ولن تسقط تلك الممارسات والسلوكيات الإجرامية بالتقادم وسيأتي يوم تدفع فيه أبو ظبي الحساب طال الزمن أم قصر !..