العنوان أعلاه ليس نكتة يتداولونها في الواتس أب بقدر ما هي إجابة حقيقية قالها أحد المجاهدين في حدود السعودية لصحفي سأله: لماذا أنتم حفاة؟ فأجابه قائلاً: أحذيتنا سبقتنا إلى الرياض. لا أحد ينسى صورة ذلك الجندي الحافي وهو يرمي بمقذوفه على موقع عسكري سعودي في الخوبة.. إنها لقطة لا تتسع لها أروقة هوليود، ولا خيال منتجيها.. هؤلاء الحفاة تجاوزوا كل الخطوط الحمراء، وكل الحدود الشائكة والملتهبة.. الحدود التي ملأوها بالمدافع الخائفة والدبابات التي كانت تضيع بوصلتها حين يوجه مقاتل يمني فوهة بندقيته باتجاهها. سبعة رجال يمنيون، فقط، اقتحموا مدينة كاملة واستولوا عليها.. ولم تعد الربوعة تحت سيطرة بن سلمان بعد أن أخذها رجال الرجال من أيدي القوات البرية السعودية التي كانت تترك كل شيء خلفها وتفر مذعورة كأنها تقف على فوهة بركان.. هذه القوات البرية التي تقاتل من داخل المتارس المكيفة، ويجلسون على المفارش كي لا تتسخ بزاتهم العسكرية، ولا ينقطع عنهم البرجر والبيبسي والمرطبات والكبسة.. فتراهم يحملون أحدث القناصات ويضعون على عيونهم أبعد المناظير رؤية، وإلى جانب كل مترس قناة إخبارية تصور هؤلاء القناصين وهم يطلقون النار على السراب، لأجل التصوير فقط، ليشعروا بقليل من الرجولة. ما جدوى القناصات حين تمسك بها أصابع مهزوزة!! وما فائدة المناظير التي لا يرون منها سوى الهزيمة؟! تهاوت قناصاتهم تحت أقدام المجاهدين الذين رقصوا على مصفحات ودبابات العدو بأقدامهم الحافية ليوصلوا أقوى الرسائل لهذه القوات البرية الناعمة التي أطلق عليها رجالنا: جيش الكبسة. لم تكن السعودية تدرك أنها ستصل إلى هذا المستوى من الإهانة حين مرغ رجالنا وجهها في التراب، وجعلوا من قرية في جيزان مقبرة كبيرة للدبابات والعربات والأطقم العسكرية التي كان يحرقها مقاتلونا بولاعة.. يا لها من صفعة!! ولم يخطر ببال بن سلمان أن يقف مقاتل يمني لوحده أمام كهف مليء بالقناصة والضباط السعوديين ويهتف قائلا: سلم نفسك يا سعودي أنت محاصر!! سيحتفظ التاريخ بهذا الفيديو، وستضمنه شركات الإنتاج السينمائي في أفلامها التي ستتحدث عن عدوان السعودية، لأن هذه الشركان لن تستطيع أن تقوم بإعادة تمثيل هذا المشهد بتلك الشجاعة التي جعلت أولئك الضباط يتمنون لو أن الأرض انشقت وبلعتهم قبل أن يقفوا هذا الموقف.. وستتحول صرخة ذلك اليمني إلى أيقونة خالدة، بينما السعودية لن تستطيع أن تغسل عنها هذا العار مهما سفكت من دمائنا، فالجبان والعاجز هو الذي يأتي ليلا لقصف النساء والأطفال. يعرف بن سلمان جيداً أنه لولا حماية أمريكا لسقط عرشهم في أقل من أسبوع، وقد صرح ترامب بهذا في كل وسائل الإعلام الأمريكية.. ويدفعون له مقابل عدم تحقق هذا السقوط.. وقبل ذلك قال ترامب أن السعودية ليست سوى بقرة حلوب، وسيذبحها حين يجف حليبها.. يا لها من مهانة!! ويعرف بن سلمان أيضاً أن جيشه لا يصلح أن يحمي مزرعة سفرجل، لذلك استأجروا جيوش الآخرين لعدم ثقتهم في أنفسهم، واسترهبونا وجاؤوا بسحر عظيم.. جاؤوا بأساطيلهم وبارجاتهم وطائراتهم وعرباتهم وأسلحتهم الحديثة وصواريخهم وقنابلهم الفراغية.. وجاء رجالنا ببنادقهم الشخصية، وفعل الكلاشينكوف ما لم تفعله قناصاتهم ودباباتهم، فالزناد يحتاج أصابع لا تعرف الخوف، والمعارك تحتاج رجالاً لا يعرفون الفرق بين النصر والشهادة، وليس لهم خيار ثالث.. فمفردات الهرب والتراجع والاستسلام ليست ضمن القاموس اليمني. على ماذا راهن بن سلمان حين فكر في الاعتداء على اليمن.. وليس لديه جيش يثق به، ولا شعب يعتمد عليه في التطوع والدفاع عن مملكة أسرة دجنت هذا الشعب وجعلته من أوائل الشعوب العربية تفسخاً وأشياء من هذا القبيل لا نحبذ ذكرها في هذا المقام، فالجميع يعرف هذا الأمر. مملكة سلمان من أوائل دول العالم في امتلاك وشراء أحدث الأسلحة، لكن ما جدوى السلاح حين يكون في أيادٍ رخوة ليست مؤهلة لخوض قتال مع رجال يسمون أنفسهم «حنشان الظمأ». كل قناصاتهم أصابها العمى، ولم تستطع أن تصيب ذلك الجندي اليمني الذي كان يحمل زميله الجريح على ظهره.. كان يمشي بثقة جبل والطلقات تتهاوى بجانب قدميه دون أن يرف له جفن أو تصدر عنه التفاتة واحدة.