لم تكتف مشيخة قطر الصغيرة وأطنابها من مشيخات وإمارات الخليج التي تدور في فلك الغرب وتسير في ركابه وتخدم مصالحه بإخلاص وترفد خزائنه بمليارات الدولارات من عائدات النفط الضخمة وتحرص حرصا شديدا على عدم اغضابه والخروج عن طاعته لم تكتف هذه الدويلات التي لاتكاد تذكر إلا بأسوأ مايكون الذكر بمجرد التبعية الكاملة والشاملة للغرب وعلى رأسه اليوم أمريكا والعمالة له والإنصهار والإنغماس في مشاريعه وبرامجه وخططه على كافة الصعد والمجالات والإرتباط الوثيق به ارتباط العبيد بالأسياد في ظل علاقة شاذة ومشبوهة نسجت خيوطها المصالح وتداخلاتها ومتطلباتها منذ عشرات السنين لتصير وتبدوا على ماهي عليه اليوم بين تلك الكيانات السياسية والإقتصادية وأمريكا والغرب وهذا النوع من العلاقة الذي يظل مثيرا للريبة ومدعى للجدل تحكمة أصول اللعبة التي يتحكم بها الغرب ويفرض شروطها وقواعدها وكيفية ادائها الغرب وهي علاقة التابع بالمتبوع ومن يمثل هذه العلاقة غير السوية نقيضان ومختلفان في كل شيئ - دينيا وحضاريا وعلميا وثقافيا واجتماعيا - إلا في العداء والتآمر على قضايا الأمة العربية والإسلامية والتفريط والمتاجرة بها وافراغ محتوياتها من كل حق ومعنى وقيمة ورمزية !. بل إن تلك الدويلات المسخ والإمارات والمشيخات النفطية المترفة - قطر وشقيقاتها - فتحت مطاراتها وسخرت أراضيها لإقامة كبريات القواعد العسكرية الأمريكية وغير الأمريكية التي احتضنتها وسمحت بها لاسيما خلال العقود الزمنية الأربعة الأخيرة لتنطلق من هذه القواعد العسكرية الأمريكية والغربية الكبيرة قوات الغزاة والمحتلين لإحتلال أراض عربية واسلامية في أفغانستان والعراق ثم ليبيا فسوريافاليمن وغيرها وتنطلق من قواعد أمريكا العسكرية هذه في الأردن و الدوحةبقطر والمنامة في البحرين والرياض وخميس مشيط وغيرها في السعودية طائرات الخراب والدمار حاملة الاف الأطنان من المتفجرات والصواريخ والقنابل التي تنزلها وتسقطها على رؤوس المدنيين في بلدان عربية كالعراق وليبيا وسورياواليمن وتحصد أرواحهم في مشهد عدواني فظيع ينم عن حقد وهمجية واستكبار واستهتار متعمد بحياة الشعوب. ويتكرر هذا المشهد الدموي المؤلم كل يوم على مرأى ومسمع من العالم ودوله ومنظماته الأممية متمثلا بطائرات المعتدين التي تنطلق من اراض عربية ولا يكاد يوم يمر إلا وتسمع فيه عن ارتكاب مجازر وسقوط العشرات من المدنيين الأبرياء في غارات جوية تشنها الطائرات الحربية - أمريكية وبريطانية وفرنسية وحتى اسرائيلية - إلى جانب طائرات عسكرية سعودية وخليجية في اليمنوسوريا ولعل اليمن كانت الأوفر حظا والأكثر نصيبا من شقيقتها سوريا في استهداف الطائرات الأمريكية والإسرائيلية والخليجية لها بغارات وقصف جوي مكثف خلال اربع سنوات متواصلة على هذا البلد العربي طالت الحجر والشجر والبشر وكل صور وسبل وامكانيات الحياة . وبحشب احصائيات رسمية صدرت مؤخرت توثق للعدوان والحرب المستمرة على اليمن من قبل أمريكا والسعودية وبقية دول تحالف العدوان فقد تم استهداف اليمن بمدنه وقراه في جميع المناطق بما يقرب من ربع مليون خرق واعتداء من قبل طائرات التحالف شملت غارات وقصف مباشر وطلعات جوية وتحليق مكثف في اجواىه الى جانب استطلاع يومي و رصد اجوائه وسمائه وبره وبحره بكثافة ولا تكاد حركة ولا جامد الا ولديه رقيب راصد هنا يتابعه على مدار الساعة بالصوت والصورة وبرغم ذلك لم يحقق الأعداء مبتغاهم من وراء كل ذلك. بل إنهم عجزوا على مدى اربع سنوات من العدوان والحرب المستمرة على اليمن وشعبه في تحقيق مارسموه من اهداف وادركوا أخيرا استحالة اخضاع هذا الشعب الجبار الأبي وتطويعه وتركيعه واملاء شروط الذل والهوان والإستسلام عليه ولم تمكنهم امكانياتهم المادية والعسكرية المهولة والفارق الكبير بين مايمتلكه اليمن وما يمتلكوه في كافة الجوانب والمستويات من ادراك غايات حربهم وعدوانهم على هذا البلد وأهله والذي واجهه شعب اليمن الرابط الجأش المرابط الصابر بمزيد من الصمود والعزم والإصرار على مقاومة المعتدين واذنابهم من الداخل والخارج والثبات بوجههم والتصدي لهم وافشال مشاريعهم الصغيرة والمشبوهة التي جاءوا بها وشنوا من اجلها هذه الحرب الشعواء عليه. وقد اثبت ابناء اليمن بصمودهم وتماسكهم في وجه العدوان ومواجهة دوله بقواها الغاشمة أنهم أبناء شعب عظيم لايستحق إلا ان يعيش كريما عزيزا سيدا على تراب وطنه رفيع الشأن سامي القدر شامخا شموخ جباله العظيمة يأبى دوما وأبدا أن ينحني أو يطأطئ رأسه ذلا وجبنا وهوانا لأحد . ولأن هذا الشعب شعب أبي وخلق ليكون عظيما بشأنه وبما يمثله ويمتلكه من قيم ومبادئ لايقبل التنازل عنها والمساومة عليها حتى لو كلفه ذلك اتلاف النفوس وذهاب الأموال فإنه أهلا لأن يسمو بما يعنيه حقا من إباء وشموخ وأنفة وتمسك بالكرامة وحرية الحياة الكريمة غير تابع ولا عبد وذنب لهذا الطرف الإقليمي أو الدولي وهو شعب جدير بأن يحترم ويبجل ويكون له الحق فيما اختاره وارتضاه لنفسه بين الشعوب . وشعب هذا شأنه وديدنه لاخوف عليه مما هو أشد وأعظم مما لاقاه وذاقه على ايدي أعدائه والحاقدين والناقمين عليه بدافع من مزاعم كاذبة ودعاوى باطلة . وشعب هذا حاله وطبيعته لخليق بكل تجلة وإكبار رغم أنف الصاغرين من تحالفوا على شن الحرب والعدوان عليه وله الحق في كل حال ان يفخر بنفسه وبما يجسده ويغيض اعدائه بذلك وغير ذلك ولا عاش من أراده بسوء !. ..... يتبع .....