لا دولة بلا جيش ولا جيش بلا دولة ولا تقوم قائمة لدولة دون جيش قوي.. فقوة اية دولة او ضعفها من قوة وضعف جيشها وبما ان الجيش هو اساس قيام الدولة والمسؤول المباشر عن بقائها من عدمه فيجب ان يشكل من شباب وطني مقاتل يستطيع ان يقوم بحماية الشعب والوطن ويجب ان يكون من افضل الجيوش تنظيماً وتسليحاً.. فالجيش القوي هو ركيزة القوة السياسية للدولة وكلما كان الجيش اقوى فإنه يسهم مساهمة فعالة في قوة القرار السياسي للدولة لان قوة القرار السياسي من قوة الجيش والعكس صحيح.. وفي اغلب المجتمعات ينظر الى منتسبي الجيش والقوات المسلحة باكبار كونهم اكثر فئات المجتمع وطنية وغيرة واخلاصاً للوطن والسباقين دوماً للتضحية والدفاع عن الشعب والوطن فهم من يقدمون ارواحهم رخيصة من اجل ان يحيا غيرهم وينعم ابناء شعبهم بالامن والحياة الكريمة ووطنهم بالحرية والاستقلال.. هذه هي الجيوش الوطنية وهذه هي صفات منتسبيها والمقاييس والمفاهيم المتعارف عليها للجيش الوطني.. ولكن ماذا عن الجيوش الموصوفة بالوطنية اليوم!!؟؟ هل هي وطنية فعلاً؟؟ بل هل هي جيوش بالمعنى الفعلي لمصطلح جيش؟؟ الجيش الوطني الحر في سوريا والجيش الوطني في ليبيا «قوات حفتر» وما يسمى بالجيش الوطني التابع للعدوان في اليمن.. بما انا نعيش في عصر قلب الحقائق وتغيير المفاهيم والمصطلحات التي هي جزء من اهداف الحرب النفسية والحرب الناعمة التي تشنها المأسونية والصهيونية العالمية بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية واسرائيل وبريطانيا على ابناء الامة العربية والاسلامية لتغيير المعتقدات والثقافات والثوابت الدينية والقومية والوطنية وتغيير المصطلحات والمفاهيم المتعارف عليها وصولاً الى قلب العقل والفكر العربي وإخضاعه ليكون سهل التوجيه مسيطراً عليه من قبل اعداء الامة فلا غرابة ان يطلق مصطلح «الجيش الوطني» على جيش من المرتزقة كل وحداته وألويته العسكرية عبارة عن جماعات متناحرة ومليشيات متعددة ومتناقضة تقاتل ضد وطنها!! فقد نجحت حربهم النفسية والحرب الناعمة في تغيير مفاهيم المصطلحات المتعارف عليها فاصبح الخائن لوطنه المرتمي في احضان من يقتل شعبه هو الوطني والمقاومة ليست التي تقاوم الغزاة والمحتلين, بل اصبح مصطلح المقاومة يطلق على أولئك اللصوص والمرتزقة الذين يقاتلون شعبهم جنباً الى جنب مع الغزاة والمحتلين لتركيع واحتلال وطنهم واصبح الجمهوري هو ذلك المرتمي في احضان الملكية يقاتل تحت رايتها لتدمير الجمهورية في وطنه والشرعي لم يعد من يمنحه الشعب الشرعية, بل من تعترف امريكا والمأسونية العالمية بشرعيته.. اذاً فعن اي وطن وعن اي جيوش وطنية يتكلمون!!!؟