في هذه الأيام المباركة نعيش نفحات شهر الله الكريم شهر الخير والعطاء وتطهير النفوس وتنقيتها من كل الشوائب والذنوب والعودة إليه بقلوب خاضعة نقية دون نفاق أو رياء . وهو شهر الجهاد في سبيل الله وكما نعلم أن أغلب غزوات نبي الأمة محمد صلى الله وعليه وعلى آله وصحبه وسلم حدثت في شهر رمضان الكريم ، وكما جرت العادة بأن يكون هذا الشهر بالنسبة لجميع المسلمين في كل أنحاء العالم هو شهر السلام والاطمئنان واللجوء إلى الله في كل أعمالهم وأفعالهم ولكن بالنسبة لنا كشعب يمني فليست المعاناة في شهر الخير هي المكتوبة لنا فقط ولكن معاناتنا مستمرة ولأكثر من أربع سنوات بسبب عدوان المعتدين المجرمين الذين تميزوا في عدوانهم بالقتل والدمار والتشريد والحصار وإثارة الرعب والفزع من خلال أصوات طائراتهم الحربية التي تأتي من كل حدب وصوب والقصف الوحشي بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ، والحصار الجائر المفروض على المطارات والمنافذ البحرية ،و تدمير البنية التحتية والمرافق الصحية وكل جميل على أرضنا الطيبة باستخدام القنابل الفراغية ، قنابل النابلم ، القنابل النيترونية والقنابل الارتجاجية وما زاد من المعاناة أكثر هو نقل البنك المركزي الذي أدى بدوره إلى انقطاع الرواتب وتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي للوطن والمواطنين بشكل عام . ومن جهة أخرى تتسع أطماع العدو (السعودي الإماراتي الأمريكي) للاستيلاء على الثروات في المناطق التي توجد بها ثروات نفطية وسمكية وغيرها وللأسف الشديد أنه إلى هذه اللحظة مازال جزء منها يقع تحت أيديهم الخبيثة وبمعاونة حفنة من المرتزقة والخونة الذين باعوا وطنهم وأنفسهم بالارتهان للمال المدنس وتنفيذاً لمخططات الأعداء التآمرية على بلادنا وكل هذا يحدث أمام مرئي ومسمع من ما يسمون أنفسهم (بالشرعية المزعومة ) التي رغم ما يحصل في المناطق التي تدعي أنها تحت سيطرتها فإنها تعيش في غيبوبة تامة لاتدرك مايدور في تلك المحافظات وبجانب كل هذا هو عدم الاستجابة لأي دعوة من الدعوات الدولية الرامية الى السلام واستخدام أسلوب المماطلة والمراوغة في تطبيق أو تنفيذ أي اتفاقية تؤدي إلى إنهاء الحرب وإنهاء المعاناة والظلم الواقع على شعبنا المناضل العظيم وأخرها اتفاقية إستكهولم التي لم ينفذ منها شيء ملموس على الواقع بسبب المماطلة والكذب والنفاق من الطرف الأخر ورغبة منهم لإطالة أمد الحرب تنفيذا لأوامر أسيادهم من آل سعود وآل زايد . وكل ما ذكرناه وغيره من المآسي والكوارث التي حلت بشعبنا اليمني الآبي الصامد صمودا أسطوريا والمتسبب في هذه المعاناة الظالمة التي دمرت كل شيء جميل على أرضنا وأنهكت شعبنا أولئك هم أعداء الحياة والإنسانية والسلام والحضارة والتاريخ . ونقول لهذا العدو الهمجي أنه رغم ما أوقعتم علينا من ظلم وماجعلتونا نعيشه من ضيق ومآسي وألم فشعبنا وفي صامد مجاهد في كل جبهات العز والشرف والبطولة من أجل وطنه وكرامته وحريته ، ومن اجل انتزاع قراره السياسي الذي كان مسلوبا من الأعداء فيما مضى وهو اليوم يقول لأولئك الأوصياء لامكان لكم اليوم في يمن الأيمان والحكمة ولن يخضع ويركع لكم وستعلمون من هم أول البأس الشديد ، وسيعيد شعبنا اليمني كتابة التاريخ من خلال بطولات رجاله الشرفاء المخلصين ومن خلال صبره الذي أذهل به العالم برغم عدم توفر أبسط مقومات الحياة التي لايحصل عليها بسبب تكالب الأعداء ومرتزقتهم ، والنصر لنا ولا نامت أعين الجبناء .