الحملات العسكرية والقبلية على المناطق الوسطى عام 1971م وإسرار تنشر لأول مرة في الحلقات 12 إلى 14 من هذا البحث ذكرت الحملات العسكرية والقبلية الخامسة والسادسة والسابعة الموجهة إلى مخلاف عمار م/إب أواسط عام 1971م من القرن الماضي كما كتبت في الحلقة الماضية تحليلاً عسكرياً تكتيكياً من منظور مهني حيادي المتضمن ثمانية أسباب لفشل تلك الحملات والتي كانت عوامل ايجابية لمنظمة المقاومين الثوريين كطرف مدافع والتي كسرت الحملات العسكرية والقبلية وأجبرتها على العودة من حيث أتت. ومع انسحاب الحملات كانوا يعتقلون من يصادفوا من المواطنين ويهينونهم ويوسعونهم ضرباً مبرحاً بحجة أنهم متعاونون مع من يسمونهم مخربين ولم يصدهم أو يرحموا توسلات المواطنين وترديدهم عبارات «إحنا رعية» «إحنا رعيان غنم» مالنا شي دخل بالمخربين والذي يقول ما لناش دخل بالمقاومين يضربونه ليش ما يقول مخربين- حسب قول أحد المواطنين المعتقلين الذي تعرض للضرب على نطقه كلمة المقاومين وأضاف: فلان أيضاً «دلقسوه» أبسبب انه قال المقاومين ولم يقل المخربين هذا الشاهد لازال حياً الله يعطيه العافية. مشاهد من حالات الظلم وهذا وجز الوجيز لبعض هذه المشاهد الظالمة التي تعرض لها أبناء المناطق الوسطى وهي كالتالي: *المشهد الأول: بعد عودة حملة أوائل عام 1971م من دمت إلى يريم اعتقل العسكر أكثر من 42 مواطناً من قرية الأجلب والرضمة والذاري ومن صادفوه في الطريق من الشباب أو المسنين اعتقلوه وأوصلوهم إلى يريم وحاولوا ابتزازهم مالياً بحجة دعم حملات ضد المخربين فرفض المواطنون هذا الأجراء الابتزازي.. فالصقوا بهم تهمة التعاون مع المخربين فاضطر معظمهم إلى دفع غرامات على ذنب لم يرتكبوه رافقهم عسكر بالأجرة إلى قراهم بعض المواطنين باعوا «قراش» لدفع المال المطلوب والبعض كال قدحين ذرة والبعض تنجرة سمن وبعض المواطنين «الاقنان» فضل البقاء في السجن لأنه لا يمتلك شيئاً يدفعه لعساكر الحملة. المشهد الثاني: هدمت الحملات العسكرية مئات المنازل الخاصة بالمواطنين المساكين بحجة أن المقاومين مروا من جانبها وما «زقموهم» قال احد ضباط الحملات لمواطن أنت متعاون مع المخربين قال المواطن بأيش قال له المقاومين مروا من خلف بيتك قال أيش باعمل لهم انتم يا الدولة صادرتم سلاحي وسلاح غيري من المواطنين وهذه مهمتكم يا الدولة إحنا أيش ذنبنا يا لمواطنين ثم أمر الضباط بهدم منزل المواطن ثم حاول المواطن الدفاع عن منزله فاتهموه بمقاومة السلطات فاعتقلوه وحبسوه بصنعاء عدة سنوات. المشهد الرابع: أي شخص معارض للسلطة كانت الحملات العسكرية والقبلية تنهب كل ما يملك ثم يهدموا بيته ثم يعتقلوا والده وإخوانه أو أقرب الناس إليه ويبقوهم في السجن عدة سنوات.. ملاحظة: لو نفترض أن معارض السلطة شخص «مخرب» حسب وصف السلطة لنا مراراً وتكراراً.. ايش ذنب أسرته تنهب- بضم التاء- فممتلكاتها بما في ذلك أبقارها وأغنامها ويهدم منزلها ويحبس ما تبقى من عائليها وتصبح هذه الأسرة أو الأسر تهيم على وجهها وتبحث عن جرف أو مسكن يأويها ولقمة عيش تسد به رمق أطفالها أي دولة هذه؟!! *المشهد الخامس: شاهد احد الشباب أخته وهي تبكي طفلها في حضنها والعساكر يحاولون تفجير بيت زوجها الغائب من مقاتلي المنظمة حاول الشاب منعهم من هدم منزل أخته بالتي هي أحسن قائلاً: يا جماعة الخير عند الله وعندكم ما فيش داعي لخراب البيوت ايش ذنب أختي وطفلها؟ ردوا عليه: مالك دخل زوجها مخرب وأنت مخرب قال والله ما مخربين إلا انتم.. انتم تخربوا البيوت وتشردوا الأسر.. انتول عصا غليظة وأدمى اثنين منهم وسقطوا على الأرض ثم ضربوه خمسة عساكر بأعقاب البنادق واعتقلوه وهدموا بيت أخته ثم حبسوه عدة سنين لاعتدائه حسب قولهم على عسكر الدولة!! بينما في الواقع ما فيش دولة من عهد سلطة 5 نوفمبر الرجعي وحتى الآن.. توجد فقط مراكز قوى عسكرية وقبلية ومشائخية. وحسب تعبير المواطنين حينذاك أنها دولة «الفساسة» مبادرة منظمة المقاومين الثوريين الثانية قدمت منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين مبادرتها الثانية وتتلخص في المطالبة بمحاكمة المعتقلين محاكمة عادلة ووضع مقترحات عملية لإنهاء الحرب وإحلال السلام في المنطقة.. الهوامش:- 1- دلقسوه: معناها ضربوه 2- قراش: بقر 3- الفساسة : حشرة سوداء كروية الشكل كريهة الرائحة تقوم بتكوير الوساخات ودحرجتها عشوائياً.