شيء يدعو للقلق والأرق.. وأمة الخليج العربي تغرق في براثن المشروع الأمريكي في ما يسمى ب” صفقة القرن”.. الذي ترك آثاره السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية ليس على شعوب دول الخليج فحسب بل على شعوب دول المنطقة قاطبة.. هذا المشروع الزنيم الهجين سيؤثر سلباً على البنى السياسية الحاكمة, والنظم الوراثية والثقافية والتراثية.. بل على النخب الاجتماعية بكل توجهاتها وأطيافها الآنية والمستقبلية داخل المجتمع الخليجي.. إضافة إلى الآثار السلبية والكارثية المتولدة من الهجرة الاجنبية الوافدة بمختلف جنسياتها ولغاتها وثقافاتها وعاداتها.. والتي ستكون نتائجها مأساوية في المستقبل على المجتمع الخليجي رغم أن العمالة غير العربية اللسان والثقافة والحضارة.. لهاآثارها الانثروبولجية أضف إلى ذلك انتشار التعليم المزدوج.. الديني .. والمدني العلماني, وإنشاء الجامعات الأهلية والخاصة بتلك الجاليات والعمالة المهاجرة.. الأعجم والأجانب بمختلف التخصصات والمشارب لتطوير العملية التعليمية.. وهنا تكمن الكارثة في المستقبل عندما يتم تخريج جيل من الشباب غريب اللسان والثقافة والهوية حتى الانتماء الوطني أو القومي.. فالشعوب الخليجية ستواجه في المستقبل أزمة هوية وانتماء.. والكارثة الكبرى قضية تحرر المرأة وإعطائها الحرية المطلقة الكاملة وخلع كل القيود العتيقة التي كانت تكبلها وتقيدها وتهمشها.. وهنا تبرز القضايا الشائكة والمعقدة في التعاطي مع التيارات الدينية المتطرفة.. والسلفية المتزمتة.. والتيارات العلمانية المنفتحة.. مع قضية المرأة الخليجية.. وفي ظل الزخم السياسي والفكري والثقافي, وتُصارع التيارات الفكرية والعقدية والمنطقة تعيش حالةً من الاضطرابات والقلاقل بسبب الضغوط والتغيرات والسياسات الإقليمية والدولية التي دفعت دول المنطقة نحو المطالبات بالمساعدات والمعونات اللوجستية والعسكرية لحماية عروش وكراسي تلك الأنظمة الخليجية من الزوال والاندثار.. رغم ان هناك كابوساً مرعباً بما يسمى “الوهابية” الذي غزا دول الخليج وما جاورها القادم من مملكة آل الشياطين.. وما شكله من انشقاقات وصراعات ومشاحنات في تلك المجتمعات.. فيا تُرى وسط كل هذه العشوائيات .. والغوغائيات والتيارات المناهضة.. هل تتحول منطقة الخليج إلى مسخ آخر من الشعوب بفعل التهجين والتلاقح والتدجين الأمريكي والآسيوي والأفريقي وما وراء ذلك أفظع وأقبح وأشنع.. فالقادم أسوأ.. والدائرة ستدور.. وهذا سيؤدي حتماً إلى تهديدات عاجلة وتصدعات عميقة بزوال تلك الأنظمة الحاكمة قريباً.. حيث تصبح أثراً بعد عين.. وأمره بين الكاف والنون..!!.