تمر الامة العربية اليوم – حكاماً ومحكومين – بأسوأ مرحلة في تاريخها المعاصر نتيجة التطورات الكبرى والاحداث الاقليمية الشائكة والمستجدات المتجددة المتلاحقة. في ظل هذا الزخم المتلاطم الامواج والاوضاع الاقتصادية المتردية عربياً واقليمياً والتصدي للهجمة العالمية واذناب الاستعمار والمرتزقة التي تستهدف تقسيم وتجزئة الوطن العربي الى دويلات متناحرة وسلطنات متنافرة تمهيداً لخارطة الشرق اوسطية جديدة للوطن العربي. إن الاوضاع المزرية التي فرضت على الامة العربية اليوم من قبل النظام العالمي الجديد تحتاج الى انتفاضة كبرى من الحراك الجماهيري والقوى الوطنية الفاعلة وكل النخب والمكونات السياسية والاكاديمية والفكرية والثقافية والاجتماعية لمواجهة العجرفة والصلف الامبريالي العالمي, نحن لا نريد شعارات براقة او خطباً فضفاضة لا تغني ولا تسمن من جوع بل نريد اجراءات تلامس الواقع وتشخص المعضلات وتضع حلولاً ناجزة على ارض الواقع وتغير مجريات الاحداث نحو الافضل.. لذا على حكامنا العرب ان يستفيدوا من تجارب التاريخ ومن خبرات الامم السابقة ليدركوا ان الامم والشعوب لا تبنى الا بتوحيد نهوضها العلمي والثقافي والحضاري والتراثي والفكري واية امة من الامم لم ولن تنتصر بدون ربط نضالها الوطني بالنضال القومي مع اصطفاف رؤيوي وتوافق فكري وتوجه قومي عروبي متناسق الهدف والمصير.. لا بد من قراءة المستقبل قراءة فاحصة ومتعمقة وتحليل الاحداث من واقع التجارب والمستجدات وصولاً الى نتائج مرضية وفاعلة.. فقضايا الامة وازماتها لا تحل الا من خلال التوجه القومي وهذه حقيقة تاريخية ثابتة صفوة القول: على الامة العربية وانظمتها الحاكمة ان تعي اهمية المرحلة الراهنة وما يحاك ضدها من مؤامرات اقليمية وعالمية عليها بتوحيد ارادتها السياسية والاقتصادية والتنموية تجاه الزخم العالمي وحل قضاياها بالحوار المسؤول الجاد فان اعداء الامة العربية اياً كانوا هوداً او نصارى او عرباً لهم بالمرصاد وعليهم ان يوحدوا جهودهم وكل امكاناتهم وقدراتهم تجاه العدو الحقيقي الذي اساء للامة وعبث بأمنها الوطني والقومي ومقدراتها وثرواتها..!!