اللواء محمد عبدالله الكبسي # يعيش جنوب الوطن اليوم بين مطرقة الاحتلال وسندان التفتيت والتشظي والصراع البيني.. إن ابناء المحافظاتالجنوبية والشرقية يعيشون فرح وبكاء بين من انتصار ما يمسي بالانتقالي وهزيمة ما يسمى بالشرعية والحقيقة الكل مهزوم والوطن مباح والصراع قادم، الآن الانتصار المغلوم بلعنة التاريخ لن يدوم وهزيمة الشرعية المتهالكة لم ينته وما يدور في الجنوب ليس سوى مصيدة للقيادات عبر التاريخ الحديث وعبقرية خداعية، صراع التحالفات الخارجية للحلفاء وهم يعرفون إن القادم سينالهم وحلفاؤهم الإمارات والسعودية وبريطانيا وامريكا والصديق والحليف الجديد اسرائيل. وهكذا سيكون جنوب الوطن في ايامه القادمة عبارة ان كل فصل يقدم ويسلم كرة النار لمن يأتي بعده اتى بانقلاب او بوفاق شكلي مصحوب بمجازر وتهم خيانية عمالات للمحيط الاقليمي او الدولي وولاءات استخباراتية دولية. واليوم يتساءل ابناء الجنوب بصفة خاصة واليمن بصفة عامة واحرار العالم متى سيكون الصراع القادم بين من يقول انه انتصر وعلى من انتصر؟ وهل هذا الصراع هو قدر اليمن في جنوبه وشرقه ام انه لعنة مظلومية من سفكت دماؤهم وصودرت حقوقهم وانتهكت اعراضهم وقيدت حرياتهم وشردت اسرهم سابقاً ولاحقاً من ابناء جلدتهم وليحل محلهم الجنجويد وبلاك وتر والقاعدة وداعش والنصرة ومرتزقة العالم وشذاذ الآفاق من العالم. ام انها الحقيقة والنتيجة المؤكدة ان من دخل القصر الرئاسي في عدن بعد الاستقلال المغلوم بخبث من بريطانيا ويخرج منه مقتولاً او منفياً او هارباً ويموت في سجنه كما حصل لقحطان الشعبي، ومطيع، وسالمين، ناصر، فتاح، البيض، وهادي، وهو ما ينتظر الزبيدي، وبن بريك، وشلال ومن سيأتي بعدهم، والملاذ في النهاية شمال الوطن صنعاء او الجنوب كونها الحضن الدافئ. كما إن الوحدة هي الخيمة الاكبر والاوسع وهي الحل اولاً وأخيراً، كما ان الحوار به ومن خلاله هو الطريق الامثل والاقرب والافضل، ودون ذلك وغير ذلك هو الحرب والصراع البيني كانت جهوية مناطقية او بمال سعودي او اماراتي او بتخطيط بريطاني ورغبة امريكية واشراف اسرائيلي لتحقيق اطماعهم في المنطقة لأن للجميع اطماعاً وبعضها احقاد على التاريخ وحضارة اليمن وتراثه لأنه عديم التاريخ والتراث والحضارة وامام هذه المعطيات والمسلمات هل فهمت المكونات المتصارعة الاجتماعية والسياسية والقيادات التاريخية والحزبية الداخلة في اللعبة ام انها سوف تعيش في مرحلة»عاش الرئيس يسقط الرئيس او هرب الرئيس او قتل الرئيس». واليوم وبعد ان خطط الاعداء ان تكون بعض المحافظاتالجنوبية الشرقية في الوطن حاضنة مفترضة للقاعدة وداعش والنصرة وجيش عدنابين وقاعدة للإرهاب حتماً لن تستقر مستقبلاً لأن المخرج عايز كذا؟ وهل سُينقل ما جرى في عدنوالمحافظاتالجنوبية الى تعز لأن المؤشرات والدلائل والارهاصات تؤكد ذلك.. فأين عقلاء تعز ونخبها ومشايخها ومثقفوها واكاديميوها وحرصهم على وطنهم في ابعاد هذه المخاطر عنه كون العدو لا يريد جنوباً ولا شمالاً آمناً موحداً بحكم موقعه وموروثه الحضاري والتاريخي وكونه واعداً بالثروات، فهو بشماله وجنوبه وشرقه وغربه سيكون بكل محل اطماع الجوار الاقليمي والدولي، لما حباه الله من موقع وثروة وشعب. صحيح أن موازين القوى تتبدل وان ذلك ليس ثابتاً كما أن التحالفات والتجاذبات لم تستمر وسوف تتغير أيضاً وفق مصالحها لكن الوحدة والوطن والشعب هو الباقي، فلا بد من أن نتوقع أن تنفجر الالغام الظاهرة والمخفية في وجه العدوان ومن تحالف معه ومن يحسب انه انتصر وعلى من انتصر؟ على وطنه وابناء جلدته، لان هذا الانتصار المزعوم لا شك انه بداية التفتيت والتشظي والانقسام في القريب وستكون نتائجه اول ما تنعكس على من قاموا بهذا العمل، وستكون النتائج وخيمة لهم وللوطن وسوف تظهر خطوط التماس جديدة بين حضرموتوابين وشبوة ولحج والضالع وعدن وسقطرى والمهرة لا سمح الله، وسوف يتضح للجميع ان الامر خدعة، الانهيارات ستحصل من خلال الانفلات الامني والصراع البيني، وان من يشعر بالنصر المزعوم اليوم سيشعر بهزيمته غداً عندما تتغير وتتبدل موازين القوى وتفرض الاطماع الاقليمية والدولية واقعها وسيصبح حليف اليوم عدو الغد، وعندما تسير الامور في غير صالح الكل هنا سوف يزداد الصراع وتظهر الحسرة والندامة عند الكل، وعلى ابناء الجنوب في المحافظاتالجنوبية والشرقية ان يفكروا بعمق في قضاياهم المصيرية والتي تتعلق بحاضرهم ومستقبلهم ووحدتهم، كون الاقلمة ومحاورها تعني التمزق والارتهان لدول الاقليم والدول الاستعمارية وطريق التشظي والشتات وان حب الاناء عند النخب السياسية الرافعة صوت الانفصال عن الوحدة برعاية استعمارية جديدة وأدوات الاستعمار الجديد ستندم على مواقفها فالوحدة هي قدر شعبنا وعزة ابنائه وقوة وجوده. ونتساءل من المسؤول عن تحويل الجنوب بمحافظاته الست يلعب بها من لهم اطماع ومصالح آنية بعيدة عن حب الوطن ومصلحته وعن الوحدة وانما اعمالهم تخدم اعداءه المخططين له في عدم الاستقرار والثبات، ليسهل السيطرة عليه، والحقيقة تؤكد ان مثل هذه التصرفات هي عنصر اساسي جعلت ابناء المحافظاتالجنوبية ممثله.. ببعض نخبها تتجاوز وتصعد فوق التنوع الاجتماعي والموروث الحضاري والقيمي والروابط الدينية، وتنحاز بتبعيتها الى دول العدوان خدمة لأهدافه الاستعمارية ولنا في الماضي القريب محطات تاريخية هامة عن الوضع في الجنوب، فالوحدة هي الخيمة الاوسع لأبناء اليمنجنوبهم وشمالهم وشرقهم وغربهم والحوار هو الطريق الصحيح لتجاوز المحن والمصاعب. عاشت اليمن موحدة ومستقرة وحرة وآبيه وصابرة ومحتسبة. عاشت اليمن موحدة وحرة منتصرة، الخلود والرحمة للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، الخزي والعار لأعداء الوطن والمتعاونين معه من العملاء، النصر لليمن.