وقد آن الأوان يا قائد المسيرة القرآنية حفظك الله ورعاك أن تقرشوا جلود وظهور أمثال أولئك المعنيين بالذكر والشكوى الذين سبق الإشارة إليهم في تناولات سابقة عن ذات الموضوع المتصل باستغلال النفوذ والمنصب في سرق ونهب المال العام وتكوين الثروات غير المشروعة. وهؤلاء ياسيدي ممن عاثوا ويعيثون فسادا في أرض حررتموها بالأمس القريب من أطنابهم من الفاسدين السابقين - الفارين منهم والبائدين- بعد أن جثموا على صدور اليمنيين البائسين عهود طويلة وجرعوهم مر السنين ولم يكونوا بهم مشفقين !. ولا يختلف اثنان على أن خطر العدوان الداخلي ممثلا بالفساد وممارساته ورموزه المعروفين للجميع اليوم بأسمائهم وصفاتهم داخل الجهاز الإداري والمالي للدولة لا يقلون خطرا عن العدوان الخارجي على اليمن بل ويعتبر خطر الفساد وما يسببه من كوارث ومآسي على اليمن واليمنيين أنكى وأشد وطئا حيث يتسبب في حرمانهم من أبسط حقوقهم في الحياة الحرة الكريمة ورغد العيش إلى جانب أن هذا الفساد اللعين سببا رئيسيا ومباشرا في ضياع وهضم الكثير من الحقوق العامة والخاصة وإهدار الثروات العامة التي يستأثر بها قلة من المترفين من أكلة السحت وفوق هذا وذاك فالفساد كان ولا يزال هو المسؤول عن تكوين - طبقة طفيلية - من العابثين والفاسدين ممن يستغلون نفوذهم ووظائفهم العامة في سلك العمل الحكومي في تكوين الثروات الخاصة والإثراء والتكسب غير المشروع على حساب العامة والغالبية المسحوقة الكادحة من أبناء الشعب. وليس بخاف على أحد ما تسببت فيه الحرب والعدوان الخارجي على اليمن من قبل السعودية وحلفائها الأمريكان والصهاينة والغرب والأعراب ومرتزقة الداخل والخارج من كوارث وخلق واقع مرير ومأساوي معاش تتفاقم فيه وتتدهور الأوضاع المعيشية والحياتية بشكل كبير وباستمرار حتى وصلت إلى مرحلة من الخطورة والسوء لا تطاق ولا تحتمل بل ولا يمكن السكوت عليها وغض الطرف عنها لاسيما مع انتشار مساحة الفقر والجوع في بلد مضطرب كاليمن بدرجة كبيرة وعالية جدا في السنين العشر الأخيرة تحديدا وتأكيد تقارير محلية رسمية ودولية متطابقة ارتفاع عدد اليمنيين المندرجين ضمن قائمة خط الفقر المدقع في السنين الخمس الأخيرة إلى أكثر من 18 مليون نسمة من اجمالي عدد السكان المقدر ين بنحو 25 مليون نسمة تقريبا وارتفاع عدد الأطفال اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية وامراض متعددة تهدد حياتهم إلى نحو ثلاثة ملايين طفل وحرمان عدد مثلهم من فرص التعليم كل ذلك بسبب استمرار الحرب والعدوان على اليمن منذ خمسة أعوام خلت واستمرار فساد الفاسدين وعبث العابثين بمقدرات الشعب والوطن في عبثهم وفسادهم في غالبية مرافق ومؤسسات الدولة المشلولة بكل حرية واريحية دون حساب ولا عقاب مستغلين ظروف الحرب والعدوان والمناصب والنفوذ الذين يتمتعون به حاليا في نهب المال العام وممارسة فسادهم المعتاد وكأن شيء لم يحدث وهذا لعمري ما فاقم الأوضاع الكارثية التي تعيشها البلاد حاليا وزاد الطين بلة وتسبب بلا ريب في مضاعفة معاناة المواطنين إلى جانب ان انقطاع الرواتب عن الاف الموظفين الحكوميين وحرمانهم منها منذ اكثر من اربع سنوات قد ضاعف وزاد من اعداد الفقراء والمحرومين والجائعين وهذه مشكلة قائمة بذاتها وتحتاج إلى سرعة المعالجة والحلول المناسبة لها قبل فوات الأوان وعدم الاكتفاء بسرد واستعراض المبررات والأعذار غير المنطقية ومقبولة فيما يتعلق بجانب هام كهذا علما بأن هناك جهات حكومية يستلم ويتقاضى موظفوها شهريا مرتباتهم وحوافزهم المعتادة سواء عبر صنعاء أو عدن وفي ذلك حديث يطول شرحه باستفاضة لسنا هنا بصدده الآن !.. وهناك مستجدات وتطورات كثيرة تتعلق بموضوع حديثنا الشفاف والمتسلسل عن الفساد ورموزه سنأتي على ذكرها والتطرق إليها بمنتهى الصراحة مغتنمين سعة صدر قائد الثورة الذي نتوسم فيه الخير ونأمل ان ينصف شعبه المظلوم من كل عابث وفاسد يستمرأ هذا الفساد والعبث ولا يقدر ما يمر به الوطن اليوم من ظرف بالغ الصعوبة جراء استمرار حرب شاملة على اليمنيين وعدوان خارجي يواصل تماديه واستهتاره بحياة اليمنيين. ونأمل ان يتعاون الجميع مع قائد الثورة والمسيرة في حربه التي وعد بها على الفساد اينما وجد ويكون الجميع جنودا مجندين لحرب مقدسة كهذه والنصر فيها حتما سيكون لليمن واليمنيين وللحديث بقية فهو حديث ذو شجون وتشعبات كثيرة ولنا وقفات أخرى مع موضوع شائك وحساس كهذا ولدينا مزيد من التقريع والتنديد بالفساد والفاسدين والله غالب على أمره وبه نستعين على أمور الدنيا والدين!. **** يتبع ****