في حضرة المصطفى الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم نستلهم فيه الصفات القيادية التي جمعت بين الحنكة والحكمة بين الإدارة والقيادة.. بين العظمة والعبقرية.. بين النبوة والرسالة، إنها آية من آيات الله التي ارتضاها واختارها لهذه الأمة المحمدية بنور الهداية خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدلله عليه الصلاة والتسليم وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته المنتجبين ومن تبعهم من الأولياء الصالحين.. لقد مثلت شخصية الرسول القيادية عنواناً للنصر وإحقاقاً للحق وإزهاقًا للباطل وإعلاءً لكلمة الله ودحراً للمشركين ورمزاً اقتدى به المجاهدون في معاركهم وغزواتهم وفتوحاتهم منذ تشكيل النية الأولى للجيش الإسلامي وما احتواه من تدريب وإعداد وبناء وتنظيم وتسليح أتت ثمارها وتكللت بالنجاح والنصر على جيش المشركين في أول غزوة «غزوة بدر» وكان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يدير المعركة بإشراف مباشر في مسرح عملياتها القتالية وتحقق النصر للمسلمين رغم قلة عتادهم وعددهم ومقاتليهم وندرة تسليحهم في مقابل جيش لكفار قريش المدججين بالأسلحة المتنوعة والعتاد والعدة القتالية والتجهيز والتحضير لمعركة أعظم وأقوى قبيلة عربية وأشهرها في سائر البلدان والقبائل العربية في الجزيرة العربية وبلاد الشام وفارس والروم وشمال أفريقيا والصين، وكان النصر حليفاً للمسلمين لقلة المستضعفين بادئي النشأة، لكنه بوجود القائد المحنك وإشرافه على سير المعركة والتخطيط لها والتنظيم المباشر للمقاتلين وتقدمه للصفوف رافعاً من معنوياتهم، مشداً على عزائمهم الجهادية وعقيدتهم القتالية وما رافقهم من تأييد إلهي ونصر من الله لعباده المؤمنين تكللت المعركة بالنصر المبين، وكانت بداية الانطلاقة لرفع راية الجهاد ونصرة للمسلمين وإعلاءً لكلمة الحق ونوراً أضاء دروب المجاهدين في نشر الإسلام وإعلاء رايته في مشارق الأرض ومغاربها.. هي دروس وعبر وعظات نستلهمها كعسكريين قادة وضباط وصف وجنود ونأخذها بعين الاعتبار بل ونسقطها على معاركنا مع قوى العدوان والغزاة المحتلين.. معارك النصر والعزة والحرية والاستقلال.. معارك الدفاع عن الدين والوطن والسيادة والكرامة وهي في ذاتها تحمل النصر والتنكيل بالمعتدين.. إن الصفات القيادية للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى وجه الخصوص العسكرية هي من أعطت المجاهدين الأبطال مقاتلي الجيش واللجان الشعبية العزيمة والإرادة الصلبة في مواجهة الأعداء، وسر عظيم في ثباتهم وصمودهم أمام حشود العدوان وقواته الحديثة ومرتزقته ومأجوريه المستجلبين من أصقاع الأرض وعلى مدى خمسة أعوام تلقوا فيها ضربات موجعة في كافة جبهات المواجهة وسيتلقون المزيد والمزيد من الضربات المؤلمة حتى يتحقق النصر لليمنيين. *أركان حرب اللواء 139مشاه