آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    كيف طوّر الحوثيون تكتيكاتهم القتالية في البحر الأحمر.. تقرير مصري يكشف خفايا وأسرار العمليات الحوثية ضد السفن    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشايخ وعلماء ل«26 سبتمبر»:مولد الرسول الكريم..أعظم حدث في تاريخ البشرية
نشر في 26 سبتمبر يوم 21 - 11 - 2018

يأبى اليمنيون رغم العدوان والحصار والاستهداف والمعاناة إلا أن يظهروا في مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمظهر المشرف واللائق على مستوى العالم الإسلامي ويبادلوا رسولهم الكريم الوفاء بالوفاء حيث أثنى عليهم في كثير الأحاديث، ودعا لهم قائلاً: «اللهم بارك في يمننا وشامنا« وحينما أثنى عليهم قائلاً: «الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان»
إن رسولنا الكريم يستحق أن تحتفل الشعوب الإسلامية به في كل مناطقها لأنه حديث عن نعمة الله القائل: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ وإظهار للفرح برحمة الله التي أمرنا الله بها كما قال سبحانه: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ وهو احتفال بالشخصية العالمية التي لا يمكن للعالم -فضلاً عن المسلمين- أن يتوحدوا إلا خلفها؛ لأنه رسول الله إلى البشرية جمعاء، كما تتعلمُ فيه الأمة التأسي والاقتداء بهذا الرسول الكريم في رحمته وكرمه الذي كان أجود من الريح المرسلة، والاهتداء بسيرته العطرة.. وبمناسبة هذه الذكرى الغالية كان ل”26سبتمبر” لقاءات مع مشايخ وعلماء تحدثوا من خلال الاستطلاع التالي:
استطلاع: فضل فخر الدين عيوه
في البداية تحدث العلامة محمد بن علي الروافي مفتي ومدرس العلوم الشرعية بالجامع الكبير بصنعاء بقوله: الحمد لله رب العالمين الذي هدانا الى احسن الطرق والصلاة والسلام على خير خلق الله والهادي الى دين الله وعلى آله الطاهرين, كما ان اعداء الاسلام والمسلمين يحتفلون بأعيادهم الوطنية والميلاد لانفسهم وبكل شيء يسرهم فالاحتفال بالمولد النبوي سيد البشرية وصاحب الرسالة ومن له الشفاعة وصاحب اللواء يوم القيامة أعظم واحرى ان يحتفل بمولده صلى الله عليه وآله.. وهو من تعظيم شعائر الله والله تعالى يقول ( ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب)
وقال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) والله تعالى هنا يبيح لنا بل يحثنا على الفرح بفضله ونفرح برحمته والاحتفال هو تعبير عن الفرح والله تعالى يصف في آية اخرى النبي بالرحمة قال عز من قائل (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
وهذا ما يفعله المسلمون من التعظيم والاحتفال وذكر شئ من سيرته واستخراج العبر والاحكام ومنها إغاضة الاعداء وهناك بعض دعاة العلم من الوهابية يقول في كلامه ان من يحتفل بالمولد النبوي فهو مبتدع ويجب صده ومنهم من يقول من سافر لزيارة النبي فلا يجوز له قصر الصلاة لانه سافر لمعصية.
واما مولده صلى الله عليه واله كان فيه الكثير من المعجزات ودلائل النبوة والارهاصات منها خمدت نار فارس وسقوط إيوانه ورجم الشياطين بالشهب وعدم قدرتهم على استراق السمع من السماء بل حدث في الارض ما لم يحدث من قبل مما يوحي بشيء عظيم.
احكامه وافعاله صلى الله عليه وآله وسلم وتركه احكام شرعية يقتدى بها (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وقال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) والتأسي به هو العمل بمثله والقول كقوله وهو القائل ادبني ربي فاحسن تأديبي فكيف لا يتأسى به وهو قران يمشي.
ومن اعظم العبر التي يجب ان نقتدي بها في وقتنا الحاضر هي الإيثار والتكافل التي كان اول اعمال الرسالة ومنها المؤاخاة بين الانصار والمهاجرين.
وما احوجنا اليوم بالتأسي والرجوع الى افعاله واقواله لمجابهة الاعداء ومقاتلة المعتدين وحفظ الثغور.
فبالأمس كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقاتل الطغيان ويواجه المنافقين.
ونحن اليوم نواجه طغيان هذا الزمان وهو الطغيان الامريكي والاسرائيلي واذنابهم السعوديين والاماراتيين ومنافقي اليوم هم المرتزقة والخونة ومنهم الطابور الخامس فما اشبه الليلة بالبارحة.
وحري بنا ان نعود الى ما دعانا اليه النبي ونجعل من سيرته وحياته ورسالته النموذج بل الطريق المثلى للسير على خطاها لننال خيري الدنيا والاخرة ورضا الله تعالى.
ابناء اليمن حفظهم الله يحتفلون بالمولد النبوي الشريف محبة له وتعظيما لقدره وامتثالا لقوله تعالى (فاتبعوني يحببكم الله) ولا يزالون يحتفلون بمولده في كل عام ويجعلون الاحتفال به وسيلة الى غفران الذنوب وسبب في النصر وهزيمة للاعداء وهذا يعبر عن قوة الايمان مصداقا لقوله: (الايمان يمان والحكمة يمانية) وكان الصحابة يحتفلون به حتى وصف بعض كفار قريش اصحابه قال لقد رأيت كسرى وقيصر فما رأيتهم يعظمونهم كما يعظم اصحاب محمد لمحمد فوالله لو تفل لتبادروا اليها يتمسحوا بها.
ومن التعظيم الاحتفال بمولده وذكر سيرته ومعجزاته وغزواته ومعاملاته وتشريعاته وما امر به ونهى عنه ومواقفه في الدعوة وما واجهه من مصاعب وما اعتدوا عليه وكيف كان يواجه هذا العناء بصموده وتصميمه على تبليغ الدعوة بل شمر ودعا ورغب وحذر وبشر وانذر والشئب الشيء يذكر.
وليس بغريب على اليمنيين بان يحتفلوا بمولده ويعظموه وهم الذين ناصروه وآزروه وكما صمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وجه المشركين فاليوم يصمد اليمنيين في وجه العدوان واذنابهم رغم فارق السلاح والمال فاليوم يواجه اليمنيون الاستكبار العالمي من اليهود المحتلين والنصارى المتجبرين والمنافقين من العرب والخليج لاجل النهج الذي ساروا عليه واتبعوه وهو نهج الرسول الاعظم.
لكن النصر حليفنا حتما حيث يقول الله تعالى :( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد) لان اهل الكفر والطغيان هم الذين يريدون تحطيم الاسلام والمسلمين ( يود الذين كفروا لو تكفروا كما كفروا) فإرادتهم الكفر للمسلمين فلا يزالون يبحثون عن سبب لصد المسلمين عن قيمهم واخلاقهم ويدخلون الشبه والادعاءات عليهم التي تصور لضعفاء النفوس انهم على حق ويعبرون بذلك عن طريق المسلمين الذين لم يواطئ الايمان قلوبهم وهم المنافقين بتعبير القرآن الكريم.
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة بعث ليخلص الناس من عبادة غير الله الى عبادة الله وحده ومن غياهب الظلمات والجهل والظلام والاستكبار الى نور العدل والمعرفة والمساواة والتآخي بين الناس واقامة الحق.
ليس في دين الله ورسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم العنصرية المقيتة والانتهازية ولا يوجد التفرقة بين الناس, بل انه بعثه الله ليعطي للإنسانية حقها وللآدمية مكانها وعلى الجملة فقد كان رحمة وهدى يتلوا علينا آيات الله وحكمه (لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)
استلهام الدروس والعبر
اما الشيخ محمد المولد من محافظة البيضاء فقد قال:
إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف له أهمية كبيرة جدا وهذه الأهمية تأتي من حيث إنه منقذ البشرية ومخرجها من الظلمات الى النور، فاحتفالنا هو تأكيد على الصلة الوثيقة به وبنهجه ، هذا فضلا على ما اظهره الله من ارهاصات صاحبت ميلاده الشريف منها منع الشياطين من استراق السمع، وسقوط شرافات ايوان كسرى وغير ذلك، كما ان الاحتفال يمثل لنا العودة الحقيقية والولاء الحقيقي لرسول الله صلوات الله عليه وآله.
الدروس والعبر كثيرة ومنها:
فضح المنافقين الذين ينكرون علينا الاحتفال، فلا يستنكف من الاحتفال برسول الله الا منافق.
استلهام الدروس والعبر من سيرته العطرة وتجسيدها في حياتنا وواقعنا العملي.
العودة الحقيقية والصادقة الى كتاب الله كونه اهم مصدر عن سيرة الرسول صلوات الله عليه وآله.
التأسي برسول الله في صفاته واخلاقه وجهاده وتجسيد ذلك في مواجهتنا للعدوان الغاشم على شعبنا.
الهدف الأساس من ارسال النبي صلوات الله عليه وعلى آله هو تحرير الانسان من للعبودية لغير الله، وخاصة الطواغيت.
ولاشك أن الطواغيت في زمننا قد تسلطوا وزاد إجرامهم وتعنتهم وتكبروا وتجبروا فهم فراعنة العصر، وليس بخاف استعبادهم للشعوب وإذلالهم لها والأدهى من ذلك مولاتهم لليهود والنصارى وهذا ما يدعونا الى الاستفادة من الاحتفال بالمولد الشريف بالتحرك الجاد للجهاد ومواجهة الطغاة.
كما ان من اهداف الرسالة هو اخراج العباد من الظلمات الى النور بمعنى هدايتهم وتربيتهم وتزكيتهم (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).
والظلمات هي ظلمات الكفر والعصيان والطغيان وظلم العباد، كما أن النور هو نور الهداية وللعبودية لله والعدالة والمساواة والاحسان.
ليس غريبا على ابناء الشعب اليمني احتشادهم للاحتفال بذكرى ميلاد نبيهم صلوات الله عليه وعلى آله، فهم في هذا يمثلون الامتداد الأصيل الذي يربطهم بأسلافهم من الأوس والخزرج (الأنصار)، الذين استقبلوا رسول الله وأووا ونصروا وتبوؤا الدار والإيمان وجاهدوا دفاعا عن رسول الله وعن دينهم، فكان من رسول الله أن تمسك بهم، ودعا لهم.
وكذلك هم احفاد الانصار واحفاد عمار لا يأبهون بالعدوان والحصار ويحتشدون لإحياء ذكرى المولد العطرة لانهم يرون أن في احيائها ارتباط بالله وبرسول الله، وفضح للمنافقين، وأيضا هم يعتقدون أن الله سيلبي دعاءهم وفرحهم برسول الله و يكرمهم بالنصر والتأييد، و قد لمسوا ذلك في احتفالات سابقة اعني انتصارات مصاحبة لاحتفالاتهم بالمولد الشريف، وليس ببعيد عن ما يؤيد الله به جنده من الجيش واللجان في جميع الجبهات وخاصة الساحل الغربي وما ذلك الا من ايمان للمجاهدين وارتباطهم بربهم ونبيهم وايضا من بركات المولد الشريف.
فيما تحدث الشيخ عبدالله العميسي من محافظة حجة قائلا:
إن كتب السيرة النبوية والحديث تكفلت لنا ببيان سيرة النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم منذ ولادته إلى وفاته، وقد أسهب في ذلك مؤلفون واختصر آخرون، ولم يحط أحد بالأمر إحاطة شاملة مع أن البعض كتب فيه مجلدات، وإذا لم يحط بالأمر كتاب واحد فكيف نحيط به في مقال، ولكننا نقول باختصار حول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتمهم وإمامهم، صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه
ففي صبيحة يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول،على الصحيح والمشهور في الثاني عشر من ربيع الاول لأول عام من حادثة الفيل، الموافق للعشرين من أبريل من سنة 571م ولد نبي الرحمة والرسول الكريم وخاتم النبيين وأشرف المرسلين وأكرم الخلق: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر.
وذكرت بعض الروايات أن أمه آمنة بنت وهب لم تجد في حملها ما تجده النساء عادة من ألم وضعف، بل كان حملا سهلا يسيرا مباركا، كما روي أنها سمعت هاتفا يهتف بها قائلاً:”إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي: إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وسميه محمدا”
ولما وضعته أمه خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، حتى أضاءت منه قصور بصرى بأرض الشام وهو المولود بمكة
بيئة النبي- صلى الله عليه واله وصحبه وسلم - ونشأته:
وكانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت قد انتشرت فيها عبادة الأصنام والأوثان، والإيمان بالخرافات والجهالات، كما انتشرت الأخلاف الوضيعة والعادات السيئة والتقاليد القبيحة مثل: الزنى، وشرب الخمر، والتجرؤ على القتل وسفك الدماء، وقتل الأبناء ووأد البنات- أي دفنهن حيات- خوفا من الفقر أو العار.
كما كان يسود التعصب القبلي الشديد الذي يدفع صاحبه إلى مناصرة أهل قبيلته بالحق أو البطل، والتفاخر بالأحساب والأنساب، والحرص على الشرف والمكانة والسمعة الذي كان كثيرا ما يفضي إلى حروب ومعارك بين القبائل تستمر سنوات طويلات، وتسفك فيها الدماء رخيصة، على الرغم من تفاهة الأسباب التي اشتعلت بسببها تلك الحروب.
ورغم نشأة النبي الكريم محمد - صلى الله عليه واله وصحبه وسلم - في هذه الأجواء الجاهلية إلا أنه منذ صغره لم يتلوث بأي من هذه الوثنيات والعادات المنحرفة، ولم ينخرط مع أهل قبيلته في غيهم وظلمهم، بل حفظه الله من الوقوع في أن من ذلك منذ نعومة أظفاره.
وينتسب الرسول الكريم محمد- صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- إلى أسرة عريقة ذات نسب عظيم عند العرب، فقد كان أجداده من أشراف العرب وأحسنهم سيرة.
وقد ولد- صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- يتيمًا فقيرًا، فقد توفي والده عبدالله أثناء حمل أمه آمنة بنت وهب فيه.
وكان من عادة العرب أن يدفعوا أولادهم عند ولادتهم إلى مرضعات يعشن في البادية؛ لكي يبعدوهم عن الأمراض المنتشرة في الحواضر، ولتقوى أجسادهم، وليتقنوا لغة العرب الفصيحة في مهدهم ولذلك دفعت آمنة بنت وهب وليدها محمد - صلى الله عليه واله وصحبه وسلم - إلى مرضعة من بني سعد تسمى حليمة.
وقد رأت حليمة العجائب من بركة هذا الطفل المبارك محمد- صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- حيث زاد اللبن في صدرها، وزاد الكلأ في مراعي أغنامها، وزادت الأغنام سمنًا ولحمًا ولبنًا، وتبدلت حياة حليمة من جفاف وفقر ومشقة ومعاناة إلى خير وفير وبركة عجيبة، فعلمت أن محمدًا- صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- كونه ليس مثل كل الأطفال، بل هو طفل مبارك، واستيقنت أنه شخص سيكون له شأن كبير، فكانت حريصة كل الحرص عليه وعلى وجوده معها، وكانت شديدة المحبة له
وعندما بلغ النبي الكريم محمد- صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- ست سنوات توفيت أمه، فعاش في رعاية جده عبدالمطلب الذي أعطاه رعاية كبيرة، وكان يردد كثيرًا أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم، ثم توفي عبدالمطلب عندما بلغ النبي- صلى الله عليه وسلم- ثماني سنوات، وعهد بكفالته إلى عمه أبي طالب الذي قام بحق ابن أخيه خير قيام.
العناية الإلهية قبل بعثته- صلى الله عليه واله وصحبه وسلم-:
وفي صغره كان النبي الكريم محمد- صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- يعمل في رعي الأغنام، ثم اتجه للعمل في التجارة حين شب، وأبدى مهارة كبيرة في العمل التجاري، وعرف عنه الصدق والأمانة وكرم الأخلاق وحسن السيرة والعقل الراجح والحكمة البالغة.
وكان نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه واله وصحبه وسلم - ينأى بنفسه عن كل خصال الجاهلية القبيحة، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل من الذبائح التي تذبح للأصنام، ولم يكن يحضر أي عيد أو احتفال يقام للأوثان، بل كان معروفًا عنه كراهيته الشديدة لعبادة الأصنام وتعظيمها، حتى أنه كان لا يحب مجرد سماع الحلف باللات والعزى وهما صنمان مشهوران كان العرب يعظمونهما ويعبدونهما ويكثرون الحلف بهما ولم يكن نبي الرحمة محمد- صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- يشارك شباب قريش في حفلات السمر واللهو ومجالس الغناء والعزف والخمر، وكان يستنكر الزنا واللهو مع النساء وكان الرسول العظيم محمد- صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- يمتاز في قومه بالأخلاق الصالحة، حتى أنه كان أعظمهم مروءة، وأحسنهم خلقًا، وأكثرهم حلمًا.
فاشتهر عنه مساعدة المحتاجين، وإعانة المبتلين، وإكرام الضيوف، والإحسان إلى الجيران، والوفاء بالعهد، وعفة اللسان، وكان قمة في الأمانة والصدق حتى عرف بين قومه ب”الصادق الأمين”.
مرحلة الدعوة الإسلامية سرا وجهرا عبّر الوحي أنزل الله تعالى على نبيه الكريم قوله: “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ*”.. كانت هذه الآيات إيذانًا للرسول الكريم -صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- بأن الماضي قد انتهى بمنامه، وهدوئه، وأمامه عمل عظيم، يستدعي اليقظة والإنذار والإعذار، وحمل الرسالة، وتوجيه الناس نحو الهدي ورسالة الحق السامية للناس أجمعين.
كانت هذه الآيات شدًا من عزيمة رسول الله -صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- للنهوض بعبء ما كُلّفَ من تبليغ رسالات ربه، فمضى قُدمًا بدعوته، لا يبالي العقبات والحواجز. كان هذا النداء متلطفًا لشحذ العزائم وتوديع أوقات النوم والدعة. اعتبر هذا النداء قوًة حازمة تتحرك في اتجاه تحقيق واجب التبليغ، وفي مجيء الأمر بالإنذار منفردًا عن التبشير، وكان إيذانًا بأن رسالة الإسلام تعتمد الكفاح الصبور والجهاد المرير.
بعد آيات المدثر، قام النبي الكريم يدعو إلى الله سرًا لأكثر من أربع سنوات بعد الوحي، وكان طبيعيًا أن يبدأ بأهل بيته وأصدقائه وأقرب الناس إليه. فكان أول من آمن بالدعوة النبوية السرية من النساء زوجته خديجة بنت خويلد بعدما سمعت صوت الرسول يتلو آيات الله، ويصلي في بيتها. وبعدها جاء دخول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في دين الله من بين الصبيان، وكانت سنه إذ ذاك عشر سنين حسب الروايات. وكان زيد بن حارثة في مقدمة الموالي في الدين الجديد، وهو حِب النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم ومولاه، ومتبناه، وهو الذي آثر خدمة رسول الله على الالتحاق بأهله؛ عندما جاؤوا إلى مكة لشرائه من النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم.
أبو بكر الصديق من أكبر نسابة العرب، وكانت الطبقة المثقفة ترتاد مجلسه لتنهل علمًا لا تجده عند غيره، فكان رصيده الأدبي والعلمي والاجتماعي في المجتمع المكي عظيمًا.
سارعت بنات الرسول الكريم زينب وأم كلثوم وفاطمة ورقية للدخول في دعوة النبي الكريم، فهن التمسن بوالدهن قبل البعثة الاستقامة والتنزه عما كان يفعله أهل الجاهلية، فأسرعن إلى الإيمان. وأصبح للبيت النبوي مكانة عظيمة في تاريخ الدعوة الإسلامية؛ لما حَباه الله به من مزايا، فهو أول بيت اجتمع فيه المؤمنون الثلاثة السابقون إلى الإسلام “خديجة وعلي وزيد”، وأول بيت أقيمت فيه الصلاة السرية، ونموذجًا حيًا لبيوت المسلمين ونسائهم ورجال المؤمنين جميعًا. وقد اكتسى هذا البيت أبهى حُلل الإيمان، وأضاء قبسُ نور التصديق في سائر الأركان.
إن المتأمل في نقطة بدء الدعوة التي توجهت إلى امرأة كخديجة أم المؤمنين، ومولى كزيد بن حارثة، وصبي مثل علي بن أبي طالب، وبنات النبي الكريم هو دلالة واضحة على دعوة الإسلام الأممية “الكونية” الموجهة للبشرية؛ صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وإناثهم، سيدهم ومولاهم. ولكل الشرائح الاجتماعية من الرجال والنساء دوره المنتظر في البناء الاجتماعي وانتشار الحضارة في كل مكان.
كان النبي يربي أصحابه على العقائد والعبادات والمعاملات والحس الأمني الذي بدا أنه من أبرز عوامل نهوض الأمة بعد نشر الدين الجديد
حقًا كانت اللحظة التاريخية في الدعوة النبوية السرية في هداية أبا بكر الصديق أحد أبرز رجالات وأشراف وأحرار مكة، الذي كان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بها، وتاجرًا معروفًا، ورجلًا مألوفًا ومحببًا. كان أبو بكر كنزًا من الكنوز ادخره الله سبحانه لنبيه -صلى الله عليه واله وصحبه وسلم-، وقال فيه رسول الله: “أرحم أمتي بأمتي أبو بكر”. كان أبو بكر من أكبر نسابة العرب، وكانت الطبقة المثقفة ترتاد مجلسه لتنهل علمًا لا تجده عند غيره، فكان رصيده الأدبي والعلمي والاجتماعي في المجتمع المكي عظيمًا ولذلك عندما انضم للدعوة النبوية السرية استجاب له صفوة الصفوة من رجالات العرب، على رأسهم عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وهم أول ثمار الصديق في الاستجابة لدعوته في نصر الدين الجديد.
مضت الدعوة سرية وفردية على الاصطفاء والاختيار للعناصر؛ التي تصلح أن تتكون منها الجماعة المؤمنة، التي تسعى لإقامة دولة الإسلام ودعوة الخلق إلى دين رب العباد والتي نهضت بحضارة روحية وإنجازات إنسانية كبرى لا مثيل لها.
كان السابقون في الدعوة النبوية السرية هم خيرة أقوامهم، ولم يكونوا كما صور أعداء الإسلام بأن الرعيل الإيماني الأول كان من حثالة الناس والأرقاء وضعاف القوم الذين أرادوا استعادة حريتهم او ما شابه ذلك. وتورد الروايات التاريخية المنطقية أن رصيد الدعوة بعد ثلاث سنوات من بدايتها أربعين رجلًا وامرأة، عامتهم من الفقراء والمستضعفين والموالي وفي مقدمتهم أخلاط من الأعاجم: صهيب الرومي وبلال الحبشي”. وفي الحقيقة إن الذين أسلموا يومئذ لم يكن دافعهم دنيوي، وإنما هو إيمانهم بالحق الذي شرح الله صدورهم له، ونصر نبيه، يشترك في ذلك الشريف والرقيق والغني والفقير ويتساوى في هذا أبو بكر وعلي وبلال وصهيب.
انطلاقة الدعوة النبوية (السرية)استمر النبي الكريم في الدعوة السرية يستقطب الأتباع والأنصار من أقاربه وأصدقائه بصورة سرية تامة بعد إقناعهم بالإسلام، وهؤلاء كانوا نعم العون والسند لرسول الله لتوسيع دائرة الدعوة في نطاق السرية، وهذه المرحلة العصيبة من حياة دعوة النبي ظهرت فيها المشقة لأنهم لم يخاطبوا إلا من يأمنون شره ويثقون به.
أصبحت دار الأرقم مركزًا للدعوة يتجمع فيها المسلمون ويتلقون مع رسول الله كل جديد من الوحي، ويستمعون له وهو يذكرهم بالله، ويضعون بين يديه كل ما في نفوسهم وواقعهم فيربيهم.
تميزت معالم المرحلة هذه بالكتمان والسرية حتى من أقرب الناس، وكانت الأوامر النبوية على وجوب المحافظة على السرية واضحة وصارمة. وكان النبي يربي أصحابه على العقائد والعبادات والمعاملات والحس الأمني الذي بدا أنه من أبرز عوامل نهوض الأمة بعد نشر الدين الجديد. فقد كان من عوامل التمكين هو إعطاء الحس الأمني أهمية كبرى لتجنب مفاجئات العدو وتطويره بما يناسب أحوال العصر الذين نحن فيه. وكان النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم يحسب كل خطوة يخطوها وصحبه، وكان مدركًا تمام الإدراك أنه سيأتي اليوم الذي يُؤمر فيه بالدعوة علنًا وجهرًا، ولم يعد بيت السيدة خديجة يتسع لكثرة الأتباع، فوقع اختيار النبي على دار الأرقم بن أبي الأرقم لتنظيم اللقاءات الدورية المنظمة بين القائد وجنوده.
وكان السبب في اختيار دار الأرقم أن الأرقم لم يكن معروفًا بإسلامه وهو من بني مخزوم وقبيلة مخزوم هي حاملة لواء الحرب ضد بني هاشم، وأن الأرقم كان فتى عند إسلامه (16 عامًا)، ويوم أن تفكر قريش في البحث عن مركز التجمع الإسلامي، فلن يخطر في بالها أن تبحث في بيوت الفتيان الصغار من أصحاب محمد -صلى الله عليه واله وصحبه وسلم-، بل يتجه نظرها وبحثها إلى بيوت كبار أصحابه أو بيته هو نفسه.
اتخذت دار الأرقم للدعوة السرية بعد أن ظاهر بعض المشركين صحابة رسول الله حين كان سعد بن أبي وقاص يَؤم بهم في أحد شعاب مكة وعابوا عليهم ما يصنعون ثم قاتلوهم وضرب سعد أحد المشركين حينها فشج رأسه. ومن ذلك الوقت أصبحت دار الأرقم مركزًا للدعوة يتجمع فيها المسلمون ويتلقون مع رسول الله كل جديد من الوحي، ويستمعون له وهو يذكرهم بالله، ويتلو عليهم القرآن ويضعون بين يديه كل ما في نفوسهم وواقعهم فيربيهم على عينه كما تربى هو على عين الله تعالى، وأصبح هذا الجمع هو نواة الدعوة النبوية للإنسانية جمعاء.
فتوحات وغزوات الرسول الكريم
غزوة الأبواء تمت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، في منطقة ودان، وكانت نتيجتها، عمل معاهدة تحالف بين المسلمين وعمرو بن مخشي الضمري، وهو السيد في قبيلته، وكان نص المعاهدة كالتالي: “هذا كتاب من محمد رسول الله لنبي ضمرة، فإنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم، وإن لهم النصر على من رامهم إلا أن يحاربوا دين الله، وإن النبي إذا دعاهم لنصره أجابوه”. غزوة بواط قامت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، في منطقة بواط، وكانت نتيجتها أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام وصل إلى بواط من جهة جبل رضوى، ثم عاد للمدينة المنورة، وفي الطريق التقى مع قريش وبني أمية. غزوة العشيرة حدثت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة في منطقة العشيرة، وكانت النتيجة أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام أودع بني مدلج وجميع حلفائهم، وهم من بني ضمرة، في منطقة ذي العشية، وهي مكان بين مكة والمدينة المنورة. غزوة بدر الأولى قامت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة في منطقة هوادي سفوان، وقد كانت النتيجة أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام خرج للقاء كرز بن جابر الفهري، بعد أن هجم على مواشٍ تعود لأهل المدينة المنورة، لكن الرسول لم يدركه، ولاذ كرز بالفرار. غزوة بدر الكبرى حدثت في العام الثاني من الهجرة في منطقة بئر بدر، وقد انتصر فيها المسلمون بعد أن استشهد اثنان وعشرون صحابياً، وقُتل من المشركين سبعون مشركاً، وجُرح سبعون، وتعتبر غزوة بدر الكبرى، تاريخاً فاصلاً في تاريخ المسلمين، حيث علت هيبتهم، وقويت شوكتهم. غزوة بني السليم تمت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، وانتهت بلا قتال، حيث همّ بنو غطفان وبنو سليم بغزو المدينة، لكنهم بمجرد أن رأوا جموع المسلمين، عادوا من حيث أتوا. غزوة بني قينقاع وكانت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، وقد تم فيها إبعاد بني قينقاع عن المدينة المنورة، لكثرة شرورهم. غزوة السويق قامت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، ولم تتم فيها مواجهة، وذلك لهروب رجال قريش المبعوثين من أبي سفيان لحرق النخيل في المدينة. غزوة ذي أمر حدثت هذه الغزوة في العام الثالث من الهجرة، وانتهت بلا مواجهة، وتراجع بنو ثعلبة وبنو محارب عن غزو المدينة، وإسلام الشخص الذي أراد أن يقتل رسول الله عليه الصلاة والسلام. غزوة أحد تمت هذه الغزوة في العام الثالث من الهجرة، وانتهت بخسائر فادحة للمسلمين، بعد أن خالف الرماة على الجبل، أوامر النبي عليه الصلاة والسلام، واستطاعت قريش بقيادة خالد بن الوليد، الانتصار. غزوة حمراء الأسد هذه الغزوة قامت في العام الثالث من الهجرة في منطقة حمراء الأسد بعد يوم أحد بيوم، وخرج المسلمون للإغارة على معسكرات العدو، حتى لا يظنون أن المسلمين ضعفاء. غزوة بني النضير في العام الرابع من الهجرة قامت هذه الغزوة، وتم فيها إبعاد يهود بني النضير عن المدينة المنورة، بعد أن أرادوا قتل الرسول عليه الصلاة والسلام، والغدر بالمسلمين والكيد لهم، فتم إجلاؤهم عن أرض خيبر. غزوة ذات الرقاع في العام الرابع من الهجرة تمت هذه الغزوة وانتهت بلا قتال، فبعد أن قرر بنو غطفان وبنو ثعلبة الإغارة على المسلمين، تجهزت جموع المسلمين لقتالهم، فدبت في قلوب المشركين الرعب، وهربوا من المواجهة. غزوة بدر الآخرة قامت هذه الغزوة في العام الرابع من الهجرة، وانتهت بلا مواجهة، فعندما نزل أبو سفيان بناحية الظهران، خرج الرسول عليه الصلاة والسلام إليه، فلما علم أبو سفيان بقدوم الرسول، رجع، فرجع الرسول كذلك. غزوة دومة الجندل حدثت هذه الغزوة في العام الخامس الهجري، بعد أن وصل لأسماع النبي عليه الصلاة والسلام أنّ المشركين حين كانوا مجتمعين في دومة الجندل، قرروا الإغارة على المسلمين، لكن تبين أنّها مجرد كذبة، ولم يحدث قتال بين المسلمين وغيرهم. غزوة بني المصطلق قامت هذه الغزوة في العام الخامس الهجري، وذلك بعد أن علم الرسول عليه الصلاة والسلام، أنّ بني المصطلق يعدون العدة لمواجهة المسلمين، فذهب لملاقاتهم، وقد انتصر المسلمون على بني المصطلق، ووقع بعضهم في الأسر، وأطلق سراحهم جميعاً. غزوة الخندق في العام الخامس الهجري تمت هذه الغزوة بعد أن علم المسلمون أن اليهود يحرضون قريش، والقبائل العربية ضدهم، فحفروا خندقاً حول المدينة المنورة، وفشل الأعداء في حصارهم، وعادوا خائبين إلى ديارهم، دون مواجهة المسلمين بالقتال. غزوة بني قريظة قامت هذه الغزوة في العام الخامس الهجري فبعد أن همّ بنو قريظة بغدر معاهدة الصلح بينهم وبين المسلمين، فكلف الرسول عليه الصلاة والسلام رجلاً منهم ليحكم حسب التوراة التي يؤمنون بها، وكان حكمه قتل أربعمائة رجل. غزوة بني لحيان في العام السادس الهجري قامت هذه الغزوة وانتهت بتفرق بني الرجيع، وهروبهم من المواجهة، خوفاً من المسلمين. غزوة ذي قرد في العام السادس الهجري حدثت هذه الغزوة وانتهت بلحاق الرسول عليه الصلاة والسلام خيل غطفان، وقائدها عيينة الفزاري، الذين أغاروا على متاع لرسول الله، وقتلوا رجلاً من المسلمين، فوقعت امرأته في الأسر، ولحقهم الرسول عليه الصلاة والسلام. صلح الحديبية بدأ هذا الصلح في العام السادس الهجري في منطقة الحديبية، وتم فيه عقد معاهدة صلح بين المسلمين وقريش، وقد كان المسلمون تحت قيادة الرسول عليه الصلاة والسلام، وقريش بقيادة عمرو بن سهيل القرشي، وكانت مدة الصلح عشر سنوات. غزوة خيبر وقعت في العام السابع من الهجرة، وقد أفشل المسلمون بقيادة الرسول عليه الصلاة والسلام، مخططات يهود خيبر، في الإغارة على المدينة المنورة، فانتصر المسلمون. غزوة عمرة القضاء حدثت في العام السابع من الهجرة، وقتل فيها واحد وعشرون شخصاً من اليهود الذين يسكنون القرى. فتح مكة قام المسلمون بفتح مكة المكرمة، وعفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن جميع أهلها، دون أيّة شروط. غزوة حنين وقعت أحداثها في العام الثامن من الهجرة، في وادي حنين، وانتهت بإطلاق سراح جميع الأسرى، دون أي فداء، ومنحهم الكسوة. غزوة الطائف حدثت في الطائف، وانتهت بفك الحصار عن أهلها، بعد أن حاصرهم المسلمون شهراً كاملاً، وأشهروا إسلامهم. غزوة تبوك وقعت هذه الغزوة في عام العسرة في شهر رمضان المبارك، وكان الجو شديد الحرارة، ولم تتم فيها المواجهة بين المسلمين والروم، وذلك بسبب الرعب الذي أصاب قلوبهم، فتراجعوا عن محاربة المسلمين.
وفاة الرسول الكريم عليه واله وصحبه الصلاة والسلام في فجر يوم الاثنين وبينما كان المسلمون يصلون صلاة الفجر إذا بالرسول عليه الصلاة والسلام يرفع ستر حجرة السيدة عائشة فينظر إلى المسلمين وهم يصلون فيبتسم لذلك، ويتأخر الصديق عن مكانه ظنا منه أن النبي الكريم صلى الله عليه واله وصحبه وسلم يريد أن يصلي بهم، فيشير لهم النبي أن أتموا صلاتكم ثمّ يرخي الستر، ثمّ يبدأ النبي الكريم بعد ذلك بالاحتضار ويسند رأسه إلى صدر السيدة عائشة حيث ستكون لحظات حياته الأخيرة، ثمّ يرفع يديه، ويشخص ببصره إلى سقف الحجرة، ثمّ يردد كلماته الأخيرة في الدنيا قائلاً: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى، اما تاريخ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام توفي النبي عليه الصلاة والسلام في ضحى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة، وقد كان عمره حين وفاته ثلاث وستين سنة.
نسأل الله أن يحيينا على سنته وان يميتنا على ملته وان يحشرنا في زمرته صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
الرحمة المهداة
اما الشيخ محمد مساعد العرشاني فقد قال:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وعلى صحابته وعلى زوجاته وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين تطل على المسلمين ذكرى مولد سيد المرسلين في ظل اوجاع وآلام تمر بها الامة الإسلامية قاطبة وشعب اليمن خاصة حروب طاحنة وعداوات ماحقة وساحقة وحسد وهلع ومعاصي متفشية وما ذلك الا سبب نأي الامة التأسي بالرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير ورحمة الله للعالمين قال تعالى: ((وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)) 107 أنبياء
هذه الرحمة كانت في اخلاقه المنبثقة من تعليم القرآن لما سئلت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما كيف كان خلق النبي قالت كان خلقه القرآن حقيقه كان اسوه وقدوه ورحمه يستمدها من اللهقال تعالى :((فبما رحمه من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر)) الاية159ال عمران
((رحمه بالحيوان رأى جميلا ذرفت عيناه فاقترب منه ومسح ذفريه وقال من صاحب هذا الجمل قال فتى من الأنصار هو لي يا رسول الله قال النبي صلى الله عليه وسلم الا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إيها فانه شكا إلى أنك تجيعه وتدئبه))
الحديث عن الرحمة التي تجسدت سنته ضروري جدا لأننا حينما تركنا سنته وقعنا في شر أعمالنا سمع بكاء طفل صغير في أثناء الصلاة وهذا الطفل الصغير ينادي امه ببكائه فاختصر الصلاة من عادته إنه إذا صلى الفجر يقرأ قرانا مديدا طويلا فلما سمع بكائه فاختصر الصلاة قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنه او يصيبهم عذاب اليم) 63 النور.
الذي مزق الامة هي الأهواء والآراء التي جعلت بديلا عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والواجب على كل مسلم ومسلمة ان يتفقه في الدين وان لا يقلد فلان ولاعلان في معتقده ودينه فالله يسأل العبد بعد موته ماذا اجبتم المرسلين لم يقل ماذا اجبتم المرشدين فالأمة بحاجه الى العمل بركائز الدين الاربع التي بعث بها ولأجلها النبي صلى الله عليه وسلم تلاوة الآيات القرآنية والكونية والتزكية التي تجذر في الامة المحبة والتعايش والعلم الذي ينهض بالأمة في كل المجالات
وفي الأخير أدعو الله أن يمن علينا بالأمن والإيمان والسلامة والصلح والصلاح والحكمة والعقل الرشيد لكل ابناء الشعب اليمني العظيم المكلوم المظلوم وأن يرد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين وعدوان المعتدين أنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير وعلى آله وصحبه أجمعين
والحكمة وهي وضع الشيء في مكانه قال تعالى :(هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) 2 سورة الجمعة
الحديث عن ذكرى المولد النبوي يجعلنا نتساءل اين الخلل في واقعنا هل الخلل الدين او التدين المغشوش الناقص البعيد عن جوهر الإسلام لا ريب ان الدين من في حيات النبي وفي حجته ويوم عرفه نزلت الاية في عرصات عرفه: ((اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ))الاية3المائدة
فالدين كما في تشريعه وتم تطبيقه في زمن النبي والخلفاء الراشدين من بعده وسبق أن وعد الله الصحابة الكرام بتمكين الدين الذي ارتضاه لهم قال تعالى:((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا ))الاية 55النور
ومنذ بزغ فجر الاسلام واليهود والنصارى يكيدون للاسلام بكل الوسائل حروب صليبية ودس ووقيعة وزرع عقائد وطوائف تطعن في ثوابت الامة ودينها حتى اللحظة يقول الدكتور الشهيد محمد سعيد البوطي تسربت وثيقة من الامن القومي الامريكي عام1990م
منها مفادها يجب القضاء على الإسلام ووضعوا فقرات ثلاث الأولى تشكيك المسلمين في ثوابتهم طبعا يستحيل ان يقوم بذلك الامريكان لن يقبل مسلم منهم طعنا في الدين ولكن يتولى هذه المهمة جماعات وطوائف الثانية استبدال العمالة العربية التي في الخليج بعماله آسيويه والهدف قطع العلاقات بين العرب الثالثة لا يسمح للعرب بالوحدة اطلاقا وهم الان بصدد استكمال هذه الفقرات وهم على قدم وساق في تنفيذها اذا الاحتفال بمولد النبي دون الاقتداء به لا يقدم ولا يؤخر البطولة الاتباع والدليل قال تعالى: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم) (31 )ال عمران.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.