الفساد سرطان خبيث ينخر في عظام الأمم والشعوب.. ويفتك بمقوماتها الاقتصادية والتنموية.. ومنظوماتها القيمية والأخلاقية.. وأسوأ وأخطر أنواع الفساد عندما يكون حاميه حارميه.. فالفساد له صور شتى. ووجوه متباينة.. وأشكال متعددة.. لذلك لا بد من استئصال جذوره.. قبل أن يصبح ثقافة متجذرة في عقول الأجيال.. ويترسخ كقيم مجتمعية سائدة في المجتمع.. فعندما يصبح المسؤول الأول مستغلاً لمنصبه ونفوذه وسلطته, ويمارس أعمالاً منافية, سعياً وراء تحقيق مكاسب مادية أو سياسية.. أو طائفية.. وتمرير معاملات خارجة عن نطاق مهامه وشؤون واجباته الوظيفية أو الوزارية, الهدف منها الفيد والكسب المادي.. غير مراع للأمانة والمصلحة الوطنية العليا أو الظروف الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الوطن بسبب الحرب العدوانية الغاشمة عليه. لذا لا بد من تطبيق قانون تبرئة الذمة عند تولية المناصب العليا في الدولة: “من أين لك هذا؟” جاء فقيراً بائساً.. وخرج غنياً باطراً.. هناك مافيا فساد تعمل في الخفاء, ووراء الكواليس وفي الغرف المظلمة متدثرة بثوب الولاء الخادع.. والانتماء الزائف فتقوم بتهريب وغسيل الأموال العامة, وفي بيع وشراء أراضي الدولة.. إضافة إلى ممارسة سياسة الترهيب والتهديد لأصحاب رؤوس الأموال الخاصة.. وهكذا دواليك حتى تتسع رقعة الفساد ويصبح أمراً واقعاً.. وسلطة نافذة يشار له بالبنان, ويوصف فاعله بأنه أحمر عين.. في ظل هكذا أوضاع يمر بها الوطن يحاول بعض ضعاف النفوس, وعديمي الضمائر.. والقلوب الصدئة التي أثخنت بالحرام ومال السحت: استغلال مناصبهم الوزارية أو الولائية بتنفيذ أعمال وتمرير صفقات غير قانونية تمس المال العام ومصلحة الوطن العليا.. بل الدين والقيم والأخلاق علاوة على ذلك يتحايلون على الرسوم الجمركية.. والضريبية وحتى الزكوية معتبرين أنفسهم فوق القانون بل فوق مصالح الوطن العليا.. الأدهى والأخطر من ذلك أنهم يتفاخرون في ما بينهم بذلك.. من أكثر ذكاءً وفطانةً وثروةً عن الآخر.. لهذا وذك لا حصانة.. ولا مكانة لفاسد مهما كان وضعه السياسي أو الاجتماعي أو القبلي أو الولائي طالما أنه سارق وفاسد.. وهذا ما أكد عليه رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط خلال تدشينه المرحلة الأولى من مسار مكافحة الفساد.. مشدداً على تفعيل دور الأجهزة الرقابية وهيئة مكافحة الفساد لمواجهة كل من يستهدف المال العام مهما كان موقعه أو مكانته أو منصبه.. فهو في الأخير فاسد وسارق ومرتشٍ ولا بد أن يقدم للعدالة لينال جزاءه الرادع.. يكفي فساداً.. فالوطن لا يحتمل أكثر من ذلك يكفيه أنه يمر بأوضاع اقتصادية خانقة.. وإنسانية كارثية بسبب الحرب العدوانية عليه من قبل آل سعود وحلفائه المرتزقة العملاء.. أليس لديكم ذرة ضمير.. أو وطنية.. أو شهامة أو رجولة أيها الفاسدون..!!