في السادس من سبتمبر 2019م ودع الحياة المناضل العميد محمد عبدالغني الهمزة الذي شغل مكانة مميزة بين الشخصيات السياسية والعسكرية والتي اثرت بعمق في وعي زملائه وتلاميذه ومحبيه منذ اوائل سبعينات القرن الماضي وحتى تاريخ وفاته المفاجئة والفاجعة الصادمة 16/9/2019م لقد كانت صدمتي كبيرة بعد سماعي الخبر الأليم من صديقي المساعد أول/ نصر ضيف الله ناجي طويل.. نعم صدمتي كبيرة خاصة والعميد صالح بالنسبة لي أخ وصديق وقائدي من اوائل عام 1977م الى اواسط عام 1979م ورفيق عزيز ولن انساه لما بقولوا شرف بزوه.. في البداية لم اصدق الخبر الاليم خاصة وقد تحدثت معه هاتفياً قبل يومين فقط من وفاته واتفقنا على الجلوس في منزله عصر نفس اليوم الذي توفى فيه أثر ذبحة صدرية مفاجئة بعد دقائق من عودته من الجامع بعد ان ادى فرض صلاة الفجر. الله يرحم صالح محمد الهمزة ويوسع عليه اليوم وكل يوم.. والله يسكنه فيسح جناته.. لقد عاش مناضلاً باسلاً، ومات مكافحاً وعزيزاً.. مات كموت الاشجار وهي واقفة سامقة العلو جذورها في الارض وفروعها في السماء.. نعم لقد عاش المرحوم صالح الهمزة معظم سنوات حياته مناضلاَ كونه مستوعباً لمعاني النضال المتمثل في انتهاء المظالم على كثير من الناس، ولقد عاش العميد صالح الهمزة عزيزاً كونه مستوعباً لمعاني العزة والكرامة بما أوصاه كتاب العزيز الكريم القرآن الكريم ثم يأتي بعد ذلك الأسس المستمدة من الاصالة العميقة والاخلاق الرفيعة التي جذرتها الجهود التربوية والتعليمية لوالده الحاج محمد عبدالغني الهمزة ورسختها الروح الكفاحية والمناقب الطيبة لأخوانه الكبار الذين انتقلوا الى الرفيق الأعلى وهم: عبداللطيف 2- حسين– 3- سعد الله يرحمهم الله، وانعكست على أخوانه الأصغر منه وهم: محسن وأحمد وعلي الله يحفظهم. وهذا التميز للاشقاء السبعة الاحياء منهم والاموات الذين خدموا الوطن باخلاص كلاً في مجال اختصاصه المهني أو الوظيفي يعتبر من النماذج النادرة في مخلاف عمار م/ إب.. مناقب ومآثر الفقيد ان المناقب والمآثر الرفيعة لفقيد الوطن العميد صالح محمد الهمزة كثيرة ولعل ابرزها كارزمية شخصه الكريم المحبوب المفعم بحب الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله، وكان يقول في أكثر من مناسبة (ان حب الوطن من الإيمان) وان ابرز المكاسب لأي انسان هو رضا الله ثم رضا الوالدين ثم حب الناس الذين يبادلون نفس الحب والتقدير اي انه كان مدركاً ان الوطن ليس مجرد ارض وشجر وحجر بل هو أنا– أنت– هو– هي= وطن. فالرفيق المناضل صالح الهمزة كان يحب الناس بصرف النظر عن ألوان الطيف السياسي، ويساعدهم مادياً ومعنوياً، وكانوا يبادلون بنفس الحب والتقدير.. ولعل الدليل على ذلك هو العدد الكبير من الرجال والشباب من كل الوان الطيف السياسي الذي حضروا مراسم دفنه في ذلك اليوم المترع بالحزن لرحيل عميدهم ونديمهم صالح الهمزة، وقد تقدم الحشد الكبير الأخوان: الشيخ حسين محسن المدحجي وكيل أول محافظة الضالع والقاضي/ حمود العزي المشرف الثقافي في المحافظة.. حيث ألقى القاضي حمود العزي كلمة العزاء لأسرة الفقيد نيابة عن قيادة محافظة الضالع مشيداً بسجايا المناضل صالح الهمزة وعطائه اللا محدود للوطن والشعب وهذا ما اكسبه احترام وتقدير كل من يعرفه وقال القاضي حمود: ان العميد صالح محمد الهمزة كان وسيظل متربعاً في وجدان ابناء المنطقة وان افكاره النيرة ستظل حية لا تموت.. كلمات القاضي حمود لها دلالاتها وقوتها شكراً لفضيلة القاضي حمود العزي على حضوره وكلمته والشكر موصول للشيخ حسين محسن المدحجي والذي لم يقصر يوماً من أداء الواجب مع الجميع. اكتفي بهذا القدر من مناقب ومآثر الفقيد صالح محمد الهمزة خاصة وقد أعديت 36 صفحة تخص مناقبه وسيرته وذكريات اخرى عنه ستنشر في مشروع الكتاب القادم ان شاء الله تعالى. يتبع...