تمرد حقيقي على المليشيات.. مقتل وإصابة عدد من عناصر الحوثي على أيدي مسلحين قبليين في عمران    شاهد.. سفير الاحتلال يمزّق ميثاق الأمم المتحدة: هذا الرئيس القادم لدولة فلسطين (فيديو)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    الريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى له أمام العملات الأجنبية (أسعار الصرف)    وفاة طفلين إثر سقوطهما في حفرة للصرف الصحي بمارب (أسماء)    تفاعل وحضور جماهيري في أول بطولة ل "المقاتلين المحترفين" بالرياض    الحوثيون يطيحون بعدد من كوادر جامعة الضالع بعد مطالبتهم بصرف المرتبات    الحوثيون يفتحون طريق البيضاء - مأرب للتنصل عن فتح طريق مأرب - صنعاء    ضربة موجعة وقاتلة يوجهها أمير الكويت لتنظيم الإخوان في بلاده    لحوم العلماء ودماء المسلمين.. قراءة في وداع عالم دين وشيخ إسلام سياسي    الشرعية على رف الخيبة مقارنة بنشاط الحوثي    د. صدام: المجلس الانتقالي ساهم في تعزيز مكانة الجنوب على الساحة الدولية    سياسي جنوبي: أنهم ضد الاستقلال وليس ضد الانتقالي    قوات دفاع شبوة تضبط مُرّوج لمادة الشبو المخدر في إحدى النقاط مدخل مدينة عتق    أبرز المواد الدستورية التي أعلن أمير ⁧‫الكويت‬⁩ تعطيل العمل بها مع حل مجلس الأمة    أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية    صباح (غداً ) السبت اختتام دورة المدربين وافتتاح البطولة بعد الظهر بالصالة الرياضية    الليغا .. سقوط جيرونا في فخ التعادل امام الافيس    تعرف على نقاط القوة لدى مليشيا الحوثي أمام الشرعية ولمن تميل الكفة الآن؟    "صحتي تزداد سوءا".. البرلماني أحمد سيف حاشد يناشد بالسماح له للسفر للعلاج ودعوات لإنقاذ حياته وجماعة الحوثي تتجاهل    الحوثيون يتحركون بخطى ثابتة نحو حرب جديدة: تحشيد وتجنيد وتحصينات مكثفة تكشف نواياهم الخبيث    هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله    25 ألف ريال ثمن حياة: مأساة المنصورة في عدن تهز المجتمع!    وثيقة" مجلس القضاء الاعلى يرفع الحصانة عن القاضي قطران بعد 40 يوما من اعتقاله.. فإلى ماذا استند معتقليه..؟    البدر يلتقي الأمير فيصل بن الحسين وشقيق سلطان بروناي    اكلة يمنية تحقق ربح 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد    مبابي يودع PSG الفرنسي    محاولة اختطاف فاشلة لسفينة شرقي مدينة عدن مميز    السلطات المحلية بالحديدة تطالب بتشكيل بعثة أممية للإطلاع على انتهاكات الحوثيين مميز    الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 5 أبريل    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    وفاة وإصابة أكثر من 70 مواطنا جراء الحوادث خلال الأسبوع الأول من مايو    بسمة ربانية تغادرنا    جماعة الحوثي تعلن ايقاف التعامل مع ثاني شركة للصرافة بصنعاء    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    ولد عام 1949    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار مع «26 سبتمبر» بمناسبة عيد الاستقلال :سعيد العكبري: أعظم انجازات الاستقلال توحيد 25 مشيخة وامارة في دولة واحدة
نشر في 26 سبتمبر يوم 30 - 11 - 2019

الذين سبق ورفضوا الثورة وتحمل نتائجها جاءوا بعد ذلك ليتبوؤا قيادة جبهة التحرير ومعهم مجموعة من السلاطين
أغلب وثائق وتوجيهات الجبهة القومية أتلفت خلال الحروب بين الاخوة الأعداء بهدف طمس الأدوار التاريخية للمناضلين الحقيقيين
كثيرة هي المواقف التي ارتبطت بمسيرة الشيخ المناضل سعيد عمر العكبري في مرحلة الكفاح المسلح في العديد من جبهات القتال ضد المستعمر البريطاني إلى جانب مواقفه السياسية حيث كان شريكاً اساسياً في الحوار بين قادة المنظمات السبع من 62-63م حتى تم الإتفاق على اقامة التنظيم الموحد للجبهة القومية لقيادة الكفاح المسلح.. وكان عضواً عاملاً ودائماً في جميع مؤتمرات الجبهة القومية التي عقدت خلال مرحلة حرب التحرير في تعز وجبلة وحمر.. كما تولى قيادة الكفاح المسلح في اكثر من جبهة كان آخرها قائداً للمنطقة العسكرية الشرقية حيث بقيادته سقطت المكلا والسلطنة القعيطية يوم 17/9/1967م قبل الاستقلال بشهرين ونصف ثم اتجه مع مجموعة من زملائه يوم 29 نوفمبر 67م لإسقاط جزيرة سقطرى وبينما كان في عرض البحر متجهاً إلى الجزيرة سمع عن تعيينه وزيراً للإدارة المحلية اضافة الى وزير الزراعة بالوكالة في اول حكومة تشكل عقب اعلان الاستقلال برئاسة المرحوم قحطان محمد الشعبي، ثم بعد ذلك عين اول سفير لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في الهند.وبعد الإنقلاب الذي قاده المرحوم الرئيس سالم ربيع علي ضد قحطان الشعبي انضم إلى عضوية القيادة السياسية لتنظيم الوحدة الوطنية التي تشكلت بصنعاء عام 1970م لمقاومة الحكم بعدن.. وظل لاجئاً سياسياً في مصر من عام 71- 1974م بدون مخصص مالي بسبب خلاف شخصي بينه وبين الرئيس انور السادات. ..«26سبتمبر» التقت المناضل سعيد العكبري واجرت معه حواراً بمناسبة حلول عيد الاستقلال المجيد تحدث فيه حول جملة من القضايا إبان تلك الفترة المجيدة من تاريخ شعبنا نوردها في التفاصيل التالية:
حوار:أحمد ناصر الشريف
بداية صف لنا لحظة انتصار ال30 من نوفمبر 67م وردة الفعل العربي إزاءه.. وكيف تم بناء الدولة الوليدة؟
كان انتصار 30 نوفمبر 67م هو أول رد عربي حاسم وجاد على هزيمة 5 يونيو 1967م وهو الانتصار الذي لم يجد من الاعلام العربي عشر الحيز الاعلامي لسهرات مسؤول عربي واحد .. ما علينا.
ثم دارت الايام ودارت معها عجلة العمل الوطني الجاد لبناء الدولة الوليدة وإعادة تشكيل هياكلها التنظيمية والإدارية والعسكرية والمالية.. فهل ترك لها الوقت.. أم لابد لهذه الدولة أن توأد.. هذا ما توصل اليه جهابذة المستعمرين وعملاؤهم.. أولاً بتخلي بريطانيا عن التزاماتها بتخصيص 60 مليون جنية استرليني للدولة سنوياً ولمدة خمسة أعوام، كما تخلت عن كل وعودها والتزاماتها تجاه العرب منذ بداية القرن العشرين إبان الحرب العالمية الأولى ولاتزال تتعهد لهم ويصدقونها.. ثانياً شُنت على الدولة الوليدة حرب شعواء من قبل فلول حزب الرابطة ومموليها قتل فيها العديد من المواطنين ودمرت فيها مدن الصعيد وبشهم.. هذا محلياً ، وأما عربياً فقد بدأت الصراعات العربية العربية وسحب الصراع نفسه بين الحكومات العربية وعلى الحركات السياسية فانقسمت حركة القوميين العرب الى 3 حركات يسار وأكثر يسارية ومنتهى اليسار وبطبيعة الحال وصلت أزمة انقسام الحركة الى تشكيلة الحركة في الجبهة القومية.. ورأينا اليسار واليسار المتطرف ..ووصل بنا الحال الى تمرد مجموعة الاخ سالم ربيع علي بإعلانهم قيام دويلة شيوعية في أبين وقيام مجموعة علي سالم البيض بمحاولة إقامة دولة انفصالية شيوعية في حضرموت، فتولى الاخ الرئيس الشهيد قحطان محمد الشعبي معالجة أمر الأولى عسكرياً.. وتم دحرهم وهروبهم الى الشمال ورومانيا والاتحاد السوفيتي وتوليت انا أمر معالجة الثانية والقبض على علي سالم البيض وارساله مخفوراً الى دار الرئاسة في عدن.
سيطرة اليسار
كيف سارت الامور بعد ذلك؟
أعادهم الرئيس قحطان من الخارج الى أعمالهم ومخصصاتهم وكأن شيئاً لم يقع.. وكافئوه بأن سيطروا على الحكم بانقلاب عسكري مدعوم من الخارج وزج بأول رئيس للجمهورية في المعتقل حتى أخريات أيامه ليموت قهراً وكمداً من معاملة زملاء النضال وهو الذي رفض المس بهم.. وحكم اليسار المتطرف فقتل وأمم وعذب وأشاع في الوطن كله عهداً من الخوف والارهاب مما يسمى في الثورات بعهود الارهاب.. ثم انفض سايره بمجزرة عام 1978م وحكم اليسار الآخر وانتهى بمجزرة 13 يناير 1986م فدمروا الجنوب وطناً وشعباً ولما لم يبقَ فيه شيئ للتدمير وتخلى عنهم حلفاؤهم ولما شبعوا مأكلاً وملبساً وقصوراً وسيارات فارهة لاعتبارهم الوحدة مجرد مكسب شخصي لهم حاولوا إعادة عقارب الساعة الى الوراء وأعلنوها حرباً انفصالية شعواء تصدى لهم أبناء اليمن وأفشلوا مخططاتهم التخريبية.. وبقت وحدة الوطن والشعب اليمني راسخة رسوخ جبالها وصافية صفاء زرقة بحارها وخضراء خضرة وديانها وشعابها.
تزوير الوقائع
كيف تقيم مايكتب عن تاريخ الثورة إلى الأن وهل انصفوا تلك المرحلة؟
للأسف هناك من توابع من ذكرتهم من يكتب دون حياء أو خجل عن الثورة وتاريخها مزوراً وقائعها وشخوصها مثل ذلك «الكراني» الذي قال في إحدى مقابلاته الصحفية «إن قواته زحفت على الغيضة يوم 13 اكتوبر 67م ويناقض نفسه بعد عدة أسطر حيث قال: إن القوات التي كانت بقيادة الشهيد أحمد سالم دخلت الغيضة في 16 فبراير 67م، أما لما جاء ذكر سقوط جزيرة سقطرى والتي تبعد عن البر اليمني ما يقارب 500 ميل بحري يذكر أنها سقطت في نهاية نوفمبر ولم يذكر قائد العملية بل ذكر القوة العسكرية من المكلا وعدن يرافقها الاخ محمد بخيت ابو صبري.
وقائد تلك العملية هو سعيد عمر العكبري ما هكذا تورد الإبل يا عضو اللجنة المركزية، وأما الشهيد أحمد سالم مخيال ومحمد بخيت ابو صبري فهما هامات من أبطال الثورة ولم يكن محمد بخيت مرافقاً للقوة العسكرية بل جزءاً منها والقوة العسكرية جاءت من المكلا فقط ولم يشارك فيها أي جندي أو مدني من عدن.. والجزيرة ا سقطت يوم 2/ ديسمبر 67م.
وليس في نهاية نوفمبر ووثيقة تنازل السلطان عيسى بن علي بن عفرار احتفظ بها وسأنشرها في كتاب مذكراتي القريبة إن شاء الله تعالى.. اما من اسقط الغيضة فهم أفراد القوات المسلحة الممثلة بقوات جيش البادية المتمركزة في كل من غيضة بن بدر ومركز وادي حبروت وليس قوات أحمد سالم بخيال الذي أشهد له بالنضال وأريد أن أعرف من صاحب اللقاء سبب مقتل أحمد سالم بخبال ومن قتله.. وما هي جريمة القتل والسير في الجنازة كما يقولون.. وتناقضات هذا الكراني.. لا تخفى على القراء بمجرد قراءة المقابلة.. هذه من لحظات إحباطاتنا عندما ينبري للكتابة عن الثورة أمثال هذا الموظف وما أكثر من يتصدر للكتابة هذه الايام عن تاريخه وبطولاته معتقداً أننا قد متنا.
كفاح اسطوري
ما اهم لحظات الفرح التي عشتها؟
هناك لحظات من الفرح والبهجة كثيرة لعل منها أغنية للفنان المرحوم عبدالحليم حافظ في أوبريت «وطني الاكبر» عندما يتغنى بنضال الشعب العربي ويقول: «وبكره حنكمل استقلالنا بفلسطين وجنوبنا الثائر».
وقد تحرر جنوبنا الثائر بفضل كفاح بطولي اسطوري وبقيت فلسطين التي لا أشك لحظة واحدة في قدرة شبابها ومناضليها والنضال حتى التحرير الكامل للوطن، أما أولئك الذين تعبوا من الكفاح والعمل المسلح الذي هو الطريق الوحيد للتحرر واختاروا الاجتماعات الشهرية في الغرف المغلقة مع أولمرت ولفني وباراك الذين يقتلون شعبهم صباح مساء وأمام المقاطعة في رام الله والقدس فإن الشعب الفلسطيني كفيل بوضعهم في الخانة التي يستحقونها.. فتحرر الشعوب من محتليها لا تتم بالمفاوضات وحدها.. الا في اللحظات الاخيرة من إنهاك المحتل وقراره بالهزيمة عندها تبدأ مرحلة المفاوضات.. اما قبل تلك اللحظات فكلا وألف كلا.
ماذا عن جيل الستينات مقارنة بالجيل الحاضر؟
جيلنا .. جيل الستينات.. والسبعينات جيل الزمن الجميل .. جميل في فنه وشعاراته.. جميل في عنفوانه.. جميل في نضاله.. جميل في انتصاراته.. جميل في قوله وفعله وطرحه للحقائق بتجرد وثقة بما يقول ويكتب.. زعماء وفلاسفة الواقعية الحاليون ينتقدون تلك المرحلة.. لنضع تلك المرحلة والمرحلة الحالية تحت المجهر لنرى الفروق الهائلة بين ما كنا عليه وأوضاعنا الراهنة المتردية والنطيحة حالياً..
أمة واحدة
هل معنى ذلك ان حال الامة العربية كان افضل مما هو عليه الآن؟
كانت امتنا أمة واحدة من المحيط الى الخليج وكيف رأينا عمال ميناء مرسيليا في جنوب فرنسا يقاطعون تحميل سفينة شحن مصرية في ذلك الميناء.. فتداعى العمال العرب من طنجة غرباً حتى عدن والبحرين شرقاً ليقاطعوا جميع السفن الفرنسية والبريطانية في جميع الموانئ العربية دون استثناء.. حتى رضخ الفرنسيون ورفعوا حصار السفينة المصرية فرفع العمال العرب حصارهم ومقاطعتهم للسفن الغربية.. واليوم شعب كامل تعداده خمسة ملايين ونصف مليون مواطن عربي فلسطيني تقاطعه وتحاصره اسرائيل وتشترك معها أنظمة عربية لنقول للظالم أنت ظالم ولا تستطيع دولة عربية واحدة أن تفعل ما فعلته قوارب شعبية غربية تبحر من قبرص لفك الحصار عن غزة الصامدة وشعبها الصابر المحتسب.. لقد ذهب المعتصم بجيشه استجابة لاستغاثة امرأة واحدة.. وحكوماتنا المعتدلة وغيرها لا تستطيع انقاذ شعب كامل من الموت جوعاً ومرضاً وقهراً.. هذا هو زمن الاعتدال والواقعية العربية وذاك زمن الشعارات كما يسمونه عرب 200 محطة تلفزيون فضائية ترقص وتغني وتصرف المليارات من الدولارات على تبادل الرسائل النصية عن فلان أو فلانة أو مدينتك أو حاب اتعرف على فتاة.. اننا نعيش بقلوب مكلومة وأعصاب مشدودة وعيون دامعة عاجزة عن فعل أي شيء فهل هذه حياة تستحق أن نعيشها .. بل أننا أموات في أجساد تتحرك ليس الا.. ولكن يبقى في قلوبنا إيمان مطلق بالله الواحد الاحد ان شباب الامة لن يترك المعتدين في العراق وافغانستان ولبنان والسودان والصومال والفلبين وكشمير الا بعد أن يذيقهم طعم الهزيمة.. ذلك أملنا الكبير لنموت مرتاحين ومطمئنين على مستقبل أمتنا وحريتها وكرامتها لصون حياة أبنائنا وأحفادنا من بعدنا.. والله المستعان.
ماكُتب عن ثورة 14اكتوبر بعد مرور 39 عاماً على انطلاقتها.. هل هو قريب من الحقيقة؟
أؤكد ان ما كتب عن هذه الثورة الشعبية العظيمة.. الثورة اليتيمة -كما كنا نسميها في إحدى احلك لحظاتها عام 1966م- لا يقرب من الحقيقة بأي مقياس..ولقد قرأت اكثر من ثلاثين كتاباً ومؤلفاً لمؤلفين عديدين منهم اليمني والمصري والشامي والعراقي والروسي والانجليزي، فلم اجد من انصف هذه الثورة واعطاها حقها، عدا كتاب واحد فقط هو ما اسماه مؤلفه الاستاذ احمد عطية المصري «تجربة الثورة في اليمن الجنوبية» واسماه الاستاذ هاني الهندي في طبعته الاخيرة «النجم الاحمر فوق اليمن الجنوبية». وميزة هذا الكاتب انه عاصر الثورة منذ انطلاقتها من خلال عمله الدبلوماسي كقائم بالاعمال المصري في اليمن خلال تلك الفترة. وما ميز هذا الكتاب هو انه عبارة عن رسالة دكتوراه حصل عليها المؤلف، وبالتالي لا يستطيع ان يخضع معلوماته وتقييمه للاحداث لتسريبات المخابرات او لآراء حكام بعض الدول العربية ممن كان لهم يد على هذا الجانب او ذاك او للتجاذبات والمماحكات الحزبية والذين شنوا حملة شعواء على الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وقالوا عنها اكثر مما قاله مالك في الخمر، ولكن الحقائق لابد ان تتكشف يوماً ما. ولقد جاءت الوحدة المباركة في 22 مايو عام 1990م لتكشف الامور المخفية ولتضع الثورة المجيدة ورجالاتها ونضالاتهم على المسار الصحيح للتاريخ. وهذا ما جعل لهذه الثورة، وهي التي قامت على اكتاف ابناء الوطن اليمني وفقاً لأفكارالشعب واساليبه واهدافه في التحرر والاستقلال والتقدم. وما زلنا نعتقد ان هناك العديد ممن يعرفون الكثير من الحقائق عن مراحل النضال المختلفة وحرب التحرير. وأنني من على هذا المنبر اطالبهم بالاستجابة لنداء الاخ رئيس الجمهورية بالتقدم بما لديهم من معلومات لتوثيقها خدمة للوطن ولأبنائنا واحفادنا ممن لابد لهم من معرفة حقائق ما جرى بين 14اكتوبر 1963م و30نوفمبر 1967م وما تلاها من صراعات واقتتال.
اعتدنا على ان يقوم الجانب القوي بتجيير حقائق التاريخ لصالحه.. فهل الوقت مناسب الآن لإنصاف من ظلموا؟
نعم.. اعتقد، بل اجزم بأن الوقت قد حان لانصاف المناضلين الحقيقيين، ابطال الثورة من ظلم وافتراء زملاؤهم، ومن المؤسف ان هذه العادة السيئة متبعة في كل انحاء الوطن العربي. لقد رأينا مثلاً اليساريين المصريين ينكرون دور انور السادات في ثورة 23يوليو مع ان الناس لم تكن قد سمعت إلاّ صوت السادات من اذاعة القاهرة صبيحة ذلك اليوم يعلن قيام الجيش المصري بحركته وقبل ان يعرف الناس اسماء الضباط الاحرار وعبدالناصر والشافعي وغيرهما وكنا قد عرفنا وسمعنا ورأينا اللواء محمد نجيب، قائد الثورة الذي سجن وعذب وأهين من قبل الضباط الذين قادهم وقاد ثورتهم، ولولاه ما نجحت الثورة.. ورأينا الكثير في اليمن ممن يحاولون تقزيم الدور العظيم للقائد عبدالله السلال ويحاولون طمس دوره التاريخي في قيادة ثورة 26سبتمبر. ورأينا اشقاء الملك سعود بن عبدالعزيز وهم يخرجونه ويخرجون مرحلة كاملة من تاريخ المملكة حكم فيها المملكة بعد والده مدة عشرة او اثنى عشر عاماً وهلم جراء.. ونحن في جنوب اليمن ليس استثناء عن تلك البلدان.
مع ان الهدف كان واحداً هو طرد الاستعمار البريطاني من جنوب الوطن إلاّ ان زملاء السلاح اختلفوا في الميدان.. لماذا؟
عندما صدر القرار التاريخي من قيادة الجبهة القومية بتبني حركة الثوار في جبال ردفان وتحديد يوم 14اكتوبر 63م كيوم قيام الثورة كان ذلك بقصد التشبه الى حد ما بثورة المليون شهيد في الجزائر عندما انطلقت ثورتهم من جبال أوراس (وان كانت الثورتان قد بدأتا قبل ذينك التاريخين) اقول عندما تم ذلك وسارت الثورة في الجنوب اليمني من نجاح الى نجاح لم يكن هناك اي خلاف او اختلاف بين الاخوة رفاق السلاح، بل كان كل واحد منهم على استعداد تام ليفتدي زميله بنفسه ويقتل هو على ان يسلم صاحبه.. ولقد تابعت بنفسي بعض تلك العمليات خلال مسؤولياتي على القطاع الفدائي في فترة اعوام 64 و1965م حتى كان الاخوة يصرون على ضرب القرعة فيما بينهم من يتقدم لهذه العملية او تلك وكأنهم يتزاحمون ويتسابقون الى الاستشهاد ويبقى زميله على قيد الحياة. استطيع انا اشير الى عملية واحدة فقط كمثال للأثرة والمحبة والتضحية بين الفدائيين والذين قاموا بهذه العملية ما يزالون على قيد الحياة وهم: محمد احمد باشماخ (ابو سالم) واحمد هبة الله علي والباقون قد ذهبوا الى رحاب ربهم وهم: ناصر عمر فرتوت من لحج، وعبدالله الخامري من عدن، واخرجوني من العملية بالقرعة وبالقوة رغم انني المسؤول عن تلك العملية، ولقد توليت حمايتهم فيما بعد مع الشهيد يوسف علي بن علي.
ولم يتقاتل الاخوة رفاق النضال إلاّ بعد ان تدخلت الايدي الخارجية، ولا اقول الاجنبية، وانما الايدي العربية -مع الاسف- عندما رأت اجهزة المخابرات فيها ان الجبهة القومية قد سحبت البساط من تحت أرجل جميع الاحزاب القائمة يومئذ اليمينية منها واليسارية من شيوعية وبعثية الى آخره.. فتجمعوا حسداً وشكلوا ما اسموه منظمة تحرير جنوب اليمن، ثم قامت كل مجموعة بطرد المجموعة الاخرى من المنظمة وماتت هذه المنظمة. وهنا جاءت الايدي لتفرض علينا قيام ما اسموها بجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وفرضوا علينا قيادات سلاطينية هما: السلطان احمد بن عبدالله الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي وبعض رموز العمل الوطني من امثال المرحوم عبدالقوي مكاوي والاصنج وباسندوة، وكان اعتراضنا اساساً منصباً على وجود السلاطين في قيادة جبهة التحرير فكنا نتساءل كيف نقاتل القوى الاستعمارية والسلاطينية وعلى رأس قيادة جبهة التحرير اثنان من السلاطين الذين تركوا امور السلطنات لأشقائهم. وهنا تدخلت قيادة القوات العربية في اليمن وبعض المسؤولين في حكومة صنعاء لفرض الدمج بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير، ورفضنا ذلك بكل قوة واصرار، ومرت عشرة شهور بين 13يناير 66 و13اكتوبر عام 66م ونحن نحاول ايجاد صيغة موحدة يقبل بها الطرفان لمواصلة حرب التحرير ضد القوى الاستعمارية دون جدوى. وكانت هذه بداية الاقتتال الاخوي، إذ ان العديد من رفاقنا في الجبهة القومية ممن تعبوا وعجزوا عن تحمل الضغوط السياسية والشتائم والاتهام بالعمالة الذي يكال للجبهة القومية وعناصرها يومياً من مختلف أجهزة الاعلام المجاورة، فلم يستطيعوا المقاومة وانضموا الى جبهة التحرير ثم اختلفوا معها وشكلوا جهازاً آخر خاصاً بهم اسموه التنظيم الشعبي.
وسارت الامور هكذا من اقتتال الى اقتتال حتى انجز الاستقلال التام الذي تم على ايدي رجال الثورة الحقيقيين والذين كانوا من الصلابة بمكان واستطاعوا مقاومة كل الضغوط النفسية والمادية والتسليحية منذ 14اكتوبر 63م وحتى ليلة 30 من نوفمبر 1967م. اما الاقتتال بعد الاستقلال والحركات الانقلابية التي بدأت في 22/6/1969م ضد الرئيس قحطان محمد الشعبي واستيلاء ما أسموه بالجناح اليساري على السلطة وانقلاب عام 1978م ضد الرئيس سالم ربيع علي و13يناير 1986م بين الزمرة والطغمة فهي جرائم قتل وليس اقتتال بل جرائم ارتكبت ضد قوى الشعب المغلوب على أمره. والمطلوب الآن هو محاسبة هؤلاء المسؤولين عن هذه الجرائم وبيان حقائقها فيما يمكن ان نسميه المصارحة للعفو وتلك خدمة للوطن والاجيال المقبلة، وأما اسباب هذا الاختلاف فهو الفكر الماركسي اللينيني الذي اشاعه نائف حواتمه وأمثاله من مناضلي الفنادق والنوادي السياسية في عقول مجموعة من الاميين والجهلة ممن تولوا الحكم في تلك الفترة. وقد قال لي السفير الصيني في صنعاء عام 1972م خلال نقاش دار بيني وبينه في حفلة عشاء اقامها لي في منزله حاولت اقناعه بعدم دعم الحركة الشيوعية في الجنوب اليمني فقال لي: «ان من سوء حظ الشيوعية ان تطبق في بلد كاليمن الجنوبي»، ولكن من كان يستطيع ان يسمع او يرى او حتى يقول كلمة حق.
لماذا لم تصدر وثائق وتوجيهات الجبهة القومية حتى الآن؟
الجواب ببساطة ان جميع.. او ان كنت اريد الدقة فأغلب الوثائق والتوجيهات قد دمرت وأتلفت خلال تلك الحروب بين الاخوة الاعداء لان من أمسكوا بزمام الامور في مختلف المراحل وجدوا انه ليس لهم ذلك الدور التاريخي فأرادوا طمس الجميع. واضرب لكم مثلاً الاخ علي سالم البيض، لم يكن متواجداً بالمكلا وليس له اي دور عندما اسقطنا سلطنات حضرموت الثلاث القعيطية والكثيرية والمهرية ثم وجد نفسه يشارك في الحكم في جميع المراحل من حكومة قحطان وسالم ربيع وعبدالفتاح وعلى ناصر واخيراً عهده المقبور فهل يستطيع اي كاتب او اديب او مؤلف ان يقول ان من اسقط حضرموت هو سعيد العكبري او خالد عبدالعزيز او سالم علي الكندي مثلاً.. لا لم يكن ذلك ممكنا ابدا وإلاَّ لاخذوه زوار الفجر واختفى مثله مثل الشهيد محمود صقران واحمد محمد يرجف ومحمدجميل باعبدالله من المناضلين الحقيقيين ممن تحملوا مسؤولية ذلك العمل الكبير فلابد من تمجيد دور السيد الجديد وهكذا اضاعوا تاريخ الثورة وقتل وشرد رجالاتها الحقيقيون.
هناك جدال واختلاف حول قيادات العمل الفدائي الحقيقيين.. ماذا تعرف عن هذا الجانب؟
نعم هنالك اختلاف وجدال حول قيادات العمل الفدائي الحقيقيين وتسألني ماذا اعرف عن هذا الجانب واقول انني اعرف الكثير والكثير جداً لأنني بكل تواضع ممن ساهموا في تأسيس الجبهة القومية منذ اول يوم وشاركت مع زملائي في قيادة العمل الفدائي في عدن حتى شهر اكتوبر 1965 عندما تفرغت للعمل كقائد عسكري للمنطقة الشرقية حضرموت وشبوة والمهرة والقيادات الحقيقية للعمل الفدائي في عدن كما اعرفهم ويعرفهم الجميع ضمن الحرص على سرية اسماء القادة في تلك الايام بحيث لايعرف اي عضو اكثر من اعضاء حلقته او خليته او رابطته التنظيمية هم اربعة اشخاص فيصل عبداللطيف الشعبي وابو بكر علي شفيق وسالم ربيع علي وسعيد عمر العكبري اما القطاع الفدائي بكافة روابطه وخلاياه وحلقاته فهم كثيرون يعدون بالمئات ولكن هناك اشخاص متميزون اما بالشجاعة المتناهية والاقدام او بالدقة في التنفيذ وعدم التردد وسأذكر بعضهم فقط لان المجال لايساعد على ذكر الجميع مع اعتذاري للجميع فمنهم مثلا عبدالله احمد (عبدالسلام) ومحمد احمد باشماخ (ابو سالم) وعلي فرج باعبيد (شاهين) وحسن علي الصغير (بدر) ومنهم ايضاً الحاج صالح باقيس واحمد هبة الله علي وعبدالرحمن حسن فارع وخالد هندي وناصر عمر فرتوت ومحمد عبدالله الطيطي وعبدالله الخامري وعبدالنبي مدرم ومهيوب (عبود) وفضل محسن عبدالله والعوسجي واحمد ناصر مخادم وغيرهم بالمئات واذا كان هناك من يحاول تكذيب هذا فعليه ان يحدد من قام بعملية تفجير قارب القوات البحرية البريطانية امام مدخل جبل حديد..؟ من قام بعملية ضرب المجلس التشريعي في كريتر ومن استعمل اول مدفع بازوكا في عدن..؟ ومن قام بعملية ضرب المطار العسكري في خور مكسر بمدافع البازوكا..؟ ومن قام بعملية ضرب نادي ضباط القوات المسلحة البريطانية في خور مكسر واخيراً من هم الذين قاموا بتصفية الأحدى عشر جندياً بريطانياً في معركة البوليس الحربي (أرمبليس) وهي المعركة التي سيطرت بها الجبهة القومية على مدينة كريتر من قبل ثوار الجبهة القومية لمدة ستة عشر يوماً.
هل تعتقد ان هناك حقائق ماتزال غائبة عن ثورة 14 اكتوبر لم يكشف عنها؟
من الحقائق التي لاتزال غائبة عن ثورة 14 اكتوبر المجيدة اوكما قلت الثورة اليتيمة.. الفقيرة التي يهرب الكثير من الاعتراف بفضلها وفضل من فجروها وقادوها في احلك الاوقات في تاريخ الوطن اليمني.. هو التاريخ السري لهذه الثورة ومن ثم الاعداد لها.. ومن هم الذين أعدوا لها ومن هم الذين قاموا بالمباحثات والمناقشات والمفاوضات حتى توصلوا الى الاتفاق بين مختلف المنظمات السريةالتي كانت تمارس العديد من العمليات العسكرية في عدن قبل قيام الجبهة القومية وهي المنظمات السبع المعروفة والتي تشكلت منها الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل.
هل صحيح ان خلافات عبدالناصر مع حزب البعث قد عكست نفسها على الاوضاع في اليمن حينها؟
لا. ليس الخلافات بين حزب البعث والرئيس الراحل جمال عبدالناصر هي التي عكست نفسها على الاوضاع الداخلية في اليمن او على قيادة الكفاح المسلح ولكن في الواقع هو الخلاف المزمن بين الحركتين القوميتين حزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب الذين كانوا يعتبرون قريبين جداً من افكار الرئيس جمال عبدالناصر والخلاف بين هذين التنظيمين العربيين كان اقرب الى الخلافات القبلية منها الى ا لخلافات السياسية. فمثلا لو تبنى حزب البعث عملا معينا مهما كان جيدا كانت الحركة تقف منه موقفًا سلبياً معادياً والعكس بالعكس.. فما ان اندمجت حركة القوميين العرب فرع اليمن في تنظيم الجبهة القومية حتى اندفع الاخوة البعثيون الى معاداة الجبهة القومية ورموزها حتى ولو لم يكونوا من الحركة مثل ابو بكر علي شفيق وسعيد عمر العكبري وما ان اعلنت جبهة التحرير عام 66 حتى تطوع فيه البعثيون وانضموا اليها نكاية بالحركة المنافسة.
توليت وزارة الادارة المحلية في أول حكومة تشكلت بعد الاستقلال ماهو أول قرار اتخذته؟
ان اول قرار مهم اتخذته كان قرار اعلان الصلح العام بين جميع قبائل اليمن الجنوبية ولمدة خمسة اعوام وكان الكثير من الاخوة الزملاء والوزراء وأخص بالذكر منهم الاخ رفيق النضال الشهيد سيف احمد الضالعي وزير الخارجية الذي كان كثيرا مايقول لي ياوزير القبائل تندر بهذا القرار.. ولكن لم يكن الكثير منهم يعرفون خفايا وعادات وقضايا الثأر في الريف اليمني وهكذا طبق ذلك القرار بشكل رائع لمدة 22 عاما كاملة والتزمت به جميع القبائل وقد عالجنا قضايا الثأر في جو من الاخوة والتسامح وهذا مانفتقده في وقتنا الحاضر.
يقال ان عدم اعادة تحقيق الوحدة اليمنية يوم الاستقلال كان بسبب اصرار بعض الحركيين على اعلان دولة مستقلة في الجنوب تنفيذاً لرغبة بريطانية ماصحة ذلك؟
الحقيقة التي اعرفها جيداً وان كنت لست من الحركيين اصلا بل من قادة الجبهة القومية الناصرية وممن ساهموا في جميع مراحل تأسيس وتكوين وقيادة الجبهة القومية منذ اول يوم وحتى جلاء المستعمر استطيع القول بكل ثقة ان اعلان دولة الجنوب لم يكن باصرار من حركة القوميين تنفيذاً لرغبة بريطانية كما تقول في سؤالك وانما تم ذلك بسبب واحد فقط وهو قيام حركة 5 نوفمبر في الشمال واقصاء الرئيس عبدالله السلال عن الحكم.. وكان تقييمنا لهذه الحركة إنها حركة رجعية قد تعيد اسرة بيت حميد الدين الى الحكم في اليمن خاصة وان بعض رموزهذه الحركة كانوا معروفين باتجاهاتهم والبعض الآخر ممن تعبوا من القتال. هذا كان السبب الاول الأساسي لعدم اقامة الوحدة عند جلاء المستعمر عن ارض الجنوب وتأخير تحقيق الوحدة 22 عاماً كاملة.
لماذا تم الاختلاف مع الرئيس قحطان الشعبي واقصائه من الحكم ثم سجنه مع انه وفيصل عبد اللطيف الشعبي رمزين للكفاح المسلح ؟
.. هنا أود ان اقول مالا يستطيع غيري قوله وقد لايعرفه الكثيرون وقد يختلف معي ايضاً الكثير من الرفاق وهذا تقييمي الشخصي للأمر.
فبعد ان ظهر الاخوة الذين يسمون انفسهم باليساريين بأفكارهم الشيوعية وتصرفاتهم الحمقاء ودعوتهم علناً الى تصفية الجيش والقوات المسلحة والامن العام وتسريح رجال الادارة وتأميم الاراضي والممتلكات ومارسوا هذه التصرفات وغيرها في ابين وحضرموت وكادوا ان يعلنوا انفصال حضرموت يومها ايضاً بقيادة علي سالم البيض وطغمته وهنا قامت السلطة بإنهاء هذه الاوضاع الشاذة وهرب زعماؤهم الى الشمال والى رومانيا والى روسيا ولكن بعد فترة تقل عن عام واحد وتدخل بعض الوسطاء قبل الاخ الرئيس قحطان محمد الشعبي اعادتهم الى منازلهم ووظائفهم وامتيازاتهم رغم اعتراض الجميع وخاصة فيصل عبداللطيف ومحمد علي هيثم وسعيد العكبري وكنا نحن الثلاثة نعتبر اعمدة الحكم ولكنه اصر واعادهم.. فردوا جميله بخيانتهم له وتآمرهم عليه حتى اسقطوه وسجنوه رغم كل الوساطات العربية من مصر ومن جورج حبش الذي ارسل وفد برئاسة الاخ ابو شريف ومن كوريا الديمقراطية.
اما من هي القوة التي اسقطت حكومة قحطان؟ فهنا بيت القصيد وهذا ماسأخص به جريدة «26 سبتمبر» الغراء واقول هذا للتاريخ هذه القوة تتمثل في الاخ المرحوم محمد علي هيثم.. فمثل ماكان الصراع بين حزب البعث وحركة القوميين هي حرب قبلية قبل ان تكون حرب سياسية كانت هناك حرب قبلية اخرى مماثلة تتم بين قبائل دثينة وقبائل العوالق فاذا التزم هذا الطرف لتنظيم سياسي معين التزم الطرف الاخر حزب سياسي منافس وهو الذي دفع قبائل دثينة للالتزام للجبهة القومية كون بعض قبائل العوالق قد التزموا لحزب الرابطة. فما ان خرج العوالق من الحكم عام 1968م بعد حرب الصعيد وعلى رأسهم الاخوة عبدالله صالح سبعه والاخ الشهيد عبدالله علي مجور قادة الامن بالجمهورية حتى اسندت قيادة الامن الى المرحوم الشهيد الصديق احمد وهو من قبائل دثينة وكان الجيش تحت قيادة الاخ المرحوم حسين عثمان عشال وقبيل خروج الاخوة العوالق الى الشمال زارني كل من الاخوين عبدالله صالح سبعه وعبدالله علي مجور اللذين تناولا طعام العشاء بمنزلي بمدينة الشعب وتوسلت اليهما بالبقاء والمقاومةغير انهما فضلا الخروج لحساباتهما الخاصة للقضية وبعدها تم التعديل الوزاري وتركت الوزارة قرفاً من الشقاق والدسائس بين رفاق السلاح وفضلت اللجوء الى جبال حضرموت وعندها شعر الاخ محمد علي هيثم بقدرته على الاستعانة باليساريين وهم قلة محدودة وليس لهم اي وجود فعلي لا في القوات المسلحة ولا في الأمن العام ولا في التنظيم السياسي.. فظن (ابو عاد) الله يرحمه انه سيكون الحاكم المطلق للجمهورية لو تخلص من قحطان الشعبي. وفعلا ًخطط للأمر ونفذ ما خطط له وقاموا بتمثيلية ساذجة تتمثل في طرده من وزارة الداخلية ورفضه للاقالة ثم القيام بانقلاب عسكري على القيادة الشرعية التنظيمية والسياسية. وكان يعتقد انه بوجود اشخاص على رأس السلطة وقيادة الامن وقيادة القوات المسلحة من منطقته كفيل بسيطرته على الاوضاع وكان يعتقد ايضاً ان اليساريين قلة قليلة وغير ناضجة غير انهم استطاعوا ان يتلاعبوا به وبقادته العسكريين ممن نفذوا لهم الانقلاب وتصفيتهم بعد ان خرج ورفض التعاون معهم كل الضباط الشرفاء امثال حسين عثمان عشال واحمد محمد بالعيد ومحمد احمد السياري وآخرون. وكانت النتيجة خروجه هو الآخر من الحكم وفوجئنا به مرسلاً الى موسكو ليأخذ دورة تنشيطية في الاشتراكية العلمية ولكنه فضل التواجد معنا لاجئاً سياسياً في مصر هذا هو السر الذي لايعرفه الكثير. يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.