لليوم الثاني على التوالي توجه المقاومة اللبنانية صفعاتها للاحتلال الإسرائيلي، فقد اعترف جيش الاحتلال بمقتل ثلاثة من جنوده وإصابة آخرين، بالاضافة إلى سقوط مروحية في الاشتباكات الجارية بين قواته ومقاتلي حزب الله في منطقة مارون الراس على الحدود اللبنانية ، كما اعلن الحزب ان مقاتليه يحاصرون 9 جنود إسرائيليين في قرية مارون الراس ، وبالمقابل واصلت آلة الحرب الصهيونية لليوم التاسع غاراتها الجوية على مناطق جنوب لبنان والبقاع رغم تراجع حدتها لإفساح المجال أمام عمليات إجلاء الأجانب. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية سيارة مدنية في محيط مدينة صور بجنوب لبنان مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. كما أغارات المقاتلات على المداخل الشمالية والجنوبية للمدينة وقصفت البوارج البحرية الطريق الساحلي وجسور الرميلة والأولي والزهراني، مما أسفر عن إصابة شخص واحد. وتعرضت عدة قرى وبلدات جنوبية لغارات إسرائيلية استهدفت خصوصا بلدة ومعتقل الخيام الذي أقامته إسرائيل خلال احتلالها جنوب لبنان دون توفر معلومات عن وقوع إصابات. وفي البقاع أغارت المقاتلات الإسرائيلية على مدينتي الهرمل وبعلبك والمناطق المحيطة بهما، ففي بعلبك جرح عدد من الأشخاص في قصف استهدف وسط المدينة ودمر منزلا يستخدم مقرا للجنة الأمنية لحزب الله. وفي الهرمل شن الطيران الحربي الاسرائيلى سبع غارات أسفرت عن تدمير جسر العميرية الذي يربط الأراضي اللبنانية بسوريا إضافة إلى تدمير هوائي لقناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله. كما استهدف القصف مشروع سد نهر العاصي ودمر جسرا بين بعلبك وزحلة وجسر الدلهمية وطريقا فرعية. وشهدت العاصمة بيروت تحليقا للطيران الحربي دون قصف أي موقع على خلاف الأيام الماضية. وسجلت آخر الغارات على تلك المنطقة بعيد منتصف الليلة الماضية واستهدفت مبنى قالت إسرائيل إنه ملجأ تحصن فيه قياديون في حزب الله. لكن حزب الله نفى في بيان له أن يكون أي من قادته أو أفراده موجودين داخل المبنى الواقع في برج البراجنة بالضاحية الجنوبية. وفي تطور لافت شهدت بيروت مظاهرات جماهيرية دعت إليها أكثر من ثلاثين جمعية من جمعيات المجتمع المدني احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على لبنان. وقدم المتظاهرون رسالة احتجاج إلى ممثلي الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي داعين المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف العدوان وفك الحصار الشامل عن الأراضي اللبنانية. في هذه الأثناء تدور معارك برية عنيفة منذ الصباح بين مقاتلي حزب الله والقوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وخصوصا في منقطة مارون الرأس. وقد أعلنت المقاومة الإسلامية تدميرها دبابتين من نوع ميركافا، فيما أصيب خمسة جنود إسرائيليين في الاشتباكات التي أعلن الجيش الإسرائيلي قتل اثنين من أفراد المقاومة فيها. قد أكد الحزب أن قوات إسرائيلية تدعمها الدبابات تحاول التقدم نحو قرية مارون الرأس الحدودية إلا أن مقاتلي الحزب تصدوا لها بالأسلحة الخفيفة والقذائف المضادة للدروع، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية تحاول سحب إحدى دباباتها المحترقة. وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بوقوع اشتباكات في موقعين قريبين من قرية أفيفيم الإسرائيلية والمقابلة لبلدة عيترون اللبنانية التي شهدت أمس معارك عنيفة بين الجانبين، إضافة إلى منطقتي رأس الناقورة وكفلا كلا. وفي سياق الاشتباكات أكدت مصادر إعلامية أن حزب الله أحبط فجر اليوم محاولة إنزال قامت بها قوة خاصة إسرائيلية نقلتها مروحية بالمنطقة بين وادي الزهراني وحومين قرب النبطية، حيث تصدى مقاتلو الحزب للجنود الإسرائيليين مما اضطر المروحية للعودة إلى المنطقة وأخذ الجنود. وإزاء العمليات العسكرية المستمرة حذر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس من أن الهجوم الإسرائيلي على لبنان "يمكن أن يستمر لفترة طويلة" ذلك في رسالة خطية وجهها إلى الجنود. أما وزير السياحة الإسرائيلي إسحق هرتسوغ فقال إن للجيش الإسرائيلي الوقت الكافي لإنجاز ما سماها مهمته في لبنان باستهداف العسكريين والبنية التي تدعم ما سماه الإرهاب. ونفى هرتسوغ أن يكون الجيش الإسرائيلي يطلق النار عشوائيا أو أن يكون يستهدف المستشفيات أو الأطفال في الشوارع. وردا على العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان قصفت المقاومة الإسلامية اليوم قيادة المنطقة العسكرية الإسرائيلية الشمالية في صفد وأكدت أنها أصابت أهدافها بدقة. كما سقطت عشرات صواريخ كاتيوشا على مناطق الجليل الغربي ومستوطنتي كرمائيل وكريات شمونة التي اندلع فيها حريق، إضافة إلى مدن حيفا وصفد وطبرية، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات أو حجم الأضرار. واستمرت رشقات الصواريخ بالسقوط على مناطق شمال إسرائيل رغم إعلان وزير النقل الإسرائيلي شاؤول موفاز اليوم أن الحملة التي تشنها تل أبيب في لبنان دمرت حتى الآن 50% من قدرات حزب الله. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه قوله إن "طلب المساعدة الذي وجهه حزب الله لإيران دليل على الصعوبات التي تواجهها الجماعة". رغم أن حزب الله شدد على أن جهوزيته العسكرية ما تزال في أوجها وفي سياق متصل رحبت اسرائيل بأي مساعدة يمكن أن تقدمها ألمانيا في محاولة اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين اللذين أسرهما مقاتلو حزب الله ويسعى حزب الله لصفقة لتبادل الاسرى مشابهة لتلك التي تمت بوساطة ألمانية في عام 2004.