الشهيد.. هو من وهب روحه ونفسه لله تعالى ونذر دمه فداء للوطن ورفض نعيم الدنيا وذهب للجهاد في سبيل الله وتطهير الأرض والدفاع عن العرض ضد الغزاة المحتلين فهم من رفضوا الانصياع للرغبات والشهوات، ورفضوا الانقياد لثقافات علموا حقاً أنها من المهلكات الدنيوية، طمعوا بنعيم الله وتمنوا أن يكونوا من عباد الله المقربين، فتيقنوا أن العطاء لن يكون سوى في ميادين البيع من الله فحملوا أرواحهم على أكفهم وهرعوا لترك الدنيا والظفر بنعيم الآخرة، أخلصوا النية وباعوا النفس من الله تاجروا بأرواحهم فكانوا نعم الرابحين وكانوا خير البائعين وكان الله جل وعلا خير من اشترى، فكانوا هم الأحياء وما دونهم الأموات فصعدوا إلى السماء أحياء شهداء فنعم الفوز ونعم عقبى الدار. هم من رووا بدمائهم الطاهرة الأرض وحققوا بشائر النصر التي تلوح في الآفاق بفضل الله سبحانه وتعالى.. وبفضل التضحيات العظيمة والبطولات التي سطروها في أرض المعركة.. الرجال الذين نذروا انفسهم لله والوطن.. واستهانوا بالموت, ها نحن نتذكر بكل إجلال ومهابة واعتزاز كل الشهداء الابرار والرجال الميامين الذين استنفروا واندفعوا الى كل المواقع والجبهات على طول البلاد وعرضها.. ومن بطولاتهم ومن شجاعتهم نتعلم الدروس العظيمة في الاباء والشموخ وفي الكرامة الوطنية ويملؤنا الفخر لما نتذكرهم بإجلال وشموخ.. ولنعبر عن اعتزازنا ونحن نودع شهداءنا الابرار الذين ارتقوا مدافعين عن وطنهم.. اسبوع الشهيد السنوي نستلهم منه الدروس والعبر وتبث فيه الروحية الجهادية التي كان يحملها الشهداء وتكون لنا عزيمة واصرار ان نسير على خطى الشهداء وان نستشعر المسؤولية التي كانوا يحملونها والتي من اجلها استحقوا وسام الشهادة والتكريم من الله لهم وأن إحياء الذكرى السنوية للشهداء هو التأكيد على أن اليمنيين سيواصلون مواجهة العدوان بنفس العزيمة والإصرار والسير على درب الشهداء موحدين الصف الوطني وحاشدين كافة الطاقات من اجل هزيمة مشروع المعتدين. إن استهداف وطننا من قبل التطرف والفكر الوهابي الإجرامي هو استهداف لآدميتنا وإنسانيتنا وقرآننا وعبوديتنا لربنا, فالذين يقفون اليوم إلى جانب صفوف آل سعود هم من يطلقون الفتاوى باستباحة دمائنا, وانتهاك أعراضنا, ونهب أموالنا, وتجريدنا من الهوية الوطنية, فهؤلاء هم السخفاء, وفعلهم أقبح من ذنب, لذلك فإن شعبنا ومجتمعنا لن يتقبل فكرهم سواء بالفطرة أو التقاليد أو العادات اليمنية, فإننا نعاهد الله بأننا سنجعل من كل شبر عليهم جحيما, ومن أجسادهم ولحومهم موائد شهية ولذيذة للدود, ولقمة سائغة للكلاب مثلما فعل مجاهدونا ببلاك ووتر وغيرها فاليمن ستظل مقبرة للغزاة.. وها نحن نهيب بكافة أبناء هذا الشعب الأحرار أبناء اليمن الميمون للتحلي بالجهوزية العالية, والاستعداد القتالي العالي, ولدعم جبهات القتال بالرجال والمال وبالإمكانات المتاحة, بل وكل ما أعطينا من قوة, ولرفع معنويات المجاهدين العظماء والصناديد الأوفياء, فبالرجال المخلصون لله ثم للأوطان تبتسم الحياة, بل وأمهات الشهداء, لنيل كامل حريتنا واستقلال وسيادة وطننا, والتفرد برجوليتنا للعالم, فمن أراد أن يُذهب غيظه, ويُشفى صدره, ويتوب الله عليه, فليذهب إلى ميادين القتال مؤتمراً بأمر الله, لذلك فإن الله قال في محكم كتابه “قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظكم ويتوب الله على من يشاء” صدق الله العظيم.